العازف (عبد الرحمن عمر) : كنت شاهداً على زيارة ملكة بريطانيا الأم الليزابيث
ورغم أن الكثير من السنوات خلت على تلك الذكرى التي تؤجج مشاعر الشعب السوداني مع بداية كل عام، إلا أن العم “عبد الرحمن” يظل حاملاً وسارداً لتلك اللحظات الجميلة، بالإضافة إلى كونه شاهداً على أغنيات الاستقلال وأغنيات الفنان “العطبراوي” الوطنية الشهيرة.
(المجهر) التقت بالعم “عبد الرحمن” وأجرت معه دردشة إلى مضابطها..
كيف تعرف على العطبراوي
وابتدر العم “عبد الرحمن عمر” حديثه قائلاً: أنا من مواليد “عطبرة” وعاصرت كل الفنانين والاستقلال بكل تفاصيله الجميلة آنذاك، ويضيف: تعرفت إلى العطبراوي في “عطبرة” وكنا أصدقاء، و”العطبراوي” من بداياته كنت أتوقع له النجاح نظراً لإمكانياته الصوتية الفخيمة، إضافة إلى إحساسه العالي بالأعمال الوطنية، وكنت حريصاً ومشاركاً في كل الأغنيات الوطنية التي أنجزها من خلال ورش عمل، حيث كنت أعدل أحياناً في بعض نصوصها ومنها أعمال (مرحبتين بلدنا حبابا) وأيضاً (وطني العزيز).
ويواصل : وصلت الخرطوم في العام 57م والتحقت بـ(فرقة الخرطوم جنوب)، وبعدها عدت مره أخرى إلى “عطبرة” حيث اشتركت في (فرقة اتحاد نقابة الفنانين) بعطبرة قبل أن يلتقط موهبتي الفنان “حمد الريح” والذي شاهدني في حفل غنائي، ومن ثم طلب مني أن التحق بفرقته بالخرطوم نظراً لعدم وجود عازف يعزف له، حيث نزلت للخرطوم (3) وعدت مجدداً إلى (فرقة الخرطوم جنوب) واستقريت بصورة نهائية، والتحقت أيضاً باتحاد الفنانين سنة 65 وبعدها عضواً باتحاد الفنانين سنة 70 وعزفت لكل الفنانين في ذلك الوقت والذين سموا بــ(جيل الرواد).
زيارة ملكة “بريطانيا” لـ”عطبرة”
وعن بداياته في مجال العزف يقول: تأثرت بجاري “حسن الخواض” وكنت أستمع له بشدة عندما كنت طفلاً، كما تأثرت بالموسيقى العسكرية في المناسبات والتي كانت تعرض إبداعاتها في كل عام بمناسبة المولد النبوي، وفوق كل هذا كان في المنزل المقابل لنا جار يملك راديو وكنت على الدوام أسمع الموسيقى مما أثر فيّ وجعلني أمتهن وأعزف وحينها اكتشفت موهبتي.
وعن “عطبرة” في تشكيل شخصيته الفنية قال العم “عبد الرحمن” عنها: أتذكر كيف دخلت الكهرباء لـ”عطبرة” في زيارة ملكة بريطانيا الأم (الليزابيث) حين طلب منها عمدة “عطبرة” حينها بذكاء يحسد عليه أن تزور “عطبرة”، وبالفعل زارت عطبرة وأدخلت الكهرباء ورصفت الطرق.
ويضيف: “عطبرة” تمثل روح السودان ساهمت في بلورة شخصيته كما لها دور رائد بتقديم قيادات وطنية ومساهمتها في الاستقلال.
الاستقلال لم تكن له قيمة في الخمسينيات، ويواصل العم “عبد الرحمن” حديثه عن الاستقلال قائلاً: يوم الاستقلال احتفلنا به في ساحة حديقة البلدية في عطبرة، حيث اجتمعت جموع من الناس والتي أصبحت من بعد قبلة للاحتفال كل عام من منشدي وجماهير الشعب السوداني بـ”عطبرة”.
وعن الاستقلال يقول العم “عبد الرحمن”: في الماضي حينما استقلت البلاد في الخمسينيات لم تكن الجماهير تحس وتعرف قيمة الاستقلال، ولكن في السنوات الأخيرة باتت للاستقلال بوادر فرحة لا تحدها حدود، وذلك يظهر جلياً بمجرد اقتراب أعياد الاستقلال من خلال الإعلام في الشوارع، إضافة إلى الحراك الفني والسياسي والثقافي الذي يثمر في هذه الأيام.
محمد جمال قندول: صحيفة المجهر السياسي