تحقيقات وتقارير

قوش يقترح: بالنسبة لمدير المخابرات السابق من الأفضل نقل العاصمة إلى كوستي أو مروي وتحويل الخرطوم إلى عاصمة اقتصادية.. هل أطل مثلث حمدي مجدداً؟.. ربما

[JUSTIFY]لا يرى النائب البرلماني، صلاح قوش، طريقة مثلى لإصلاح ما فسد من شأن الخرطوم في الفترة السابقة بغير تفريغها ونقلها إلى مكان جديد، وتحويلها إلى عاصمة اقتصادية.. وفي هذه الحالة، يفاضل قوش بين مدينتي مروي وكوستي، كموقعين للعاصمة الجديدة، لكنه في نهاية المطاف يرجح كفة كوستي، على حساب دائرته الانتخابية، وبحسب قوش فإن المدينة التي تحتضن النيل الأبيض ستكون هي العاصمة القادمة للسودان. وللمفارقة، فإن كوستي هي بوابة الجنوب نحو الشمال، ومع هذا لا يبدو مفهوماً هذا الاختيار المفاجئ للمدينة والمقترح نفسه. يقول الكاتب والمحلل السياسي، النور حمد، إنه مع تزايد التصريحات بضرورة نقل العاصمة من الخرطوم، تتجمع قطع المعضلة التي كانت مبعثرة من قبل، لتتضح معالمها أكثر. إنه إذن مشروع (مثلث حمدي) الذي دعا فيه عبدالرحيم حمدي إلى تخلي السودان عن أقاليمه، والاكتفاء بالمثلث الشمالي الأكثر تجانسا، وفق زعمه، ويقول إن اختيار قوش لكوستي عاصمة على حساب مروي هو مجرد ذر للرماد في العيون، ما يعني أن مروي ربما تكسب الرهان.. ويصف النور حمد النقاشات حول عملية نقل العاصمة بعملية (الهروب الكبير)، ويتفق في مقال له منشور: (نقل العاصمة السودانية من الخرطوم.. نشرته العربي الجديد) مع النائب قوش حول فشل المشروع الإسلامي في إدارة شؤون الدولة؛ فالخرطوم أصبحت اليوم أسوأ مدن أفريقيا من حيث القذارة والفوضى وتردي البيئة وظهور أمراض مختلفة من حميات وسرطانات وفشل كلوي وربو وغيرها.. هذا إضافة إلى الازدحام وتنامي الجريمة وبؤس الخدمات وتلوث مياه الشرب. وربما تمثل صورة العاصمة أكبر دليل على الانهيار السوداني في ظل المشروع الإسلامي. ويقول حمد إن نقل العاصمة إذا تم سيكون بسبب أن الطبقة الحاكمة عزَّ عليها العيش في قصورها الفارهة وسط مستنقعات الفقر الخرطومية، وأن شوارع المدينة وحفرها باتت لا تسع إطارات عرباتهم الفارهة.

يصف حمد دعوة نقل العاصمة بمحاولة للفصل الطبقي في السودان، داعماً نموذجه بما حدث من قبل النخبة الحاكمة في نيجيريا، فحين عجزت عن النهوض بلاغوس كان خيارها الانتقال نحو (أبوجا) التي صارت محمية الأغنياء، ويرسم صورة لما أسماها بعاصمة السودانيين المُتخيلة. وبحسب النور فإنها عاصمة للأغنياء وتوفر لهم نمط العيش في واقع (معولم) يغيب عن خرطوم اللحظة، خصوصاً لو تمت مقارنتها بالمدن التي يهبط فيها الوزراء وأبناؤهم مثل دبي وكوالا لمبور.

المقارنة بين الخرطوم ونظيراتها من العواصم هي نفسها المقارنة بين كوستي ومروي، باعتبارهما المدينتان اللتان سيختار من بينهما العاصمة. المدينتان تبعدان عن العاصمة الخرطوم بحوالي 300 كلم متر الأولى في اتجاه الجنوب والأخرى في اتجاه الشمال.

ظل الناس يتساءلون منذ فترة طويلة: ما السر في تكثيف مشاريع البنية التحتية، والمشاريع الاستثمارية في المنطقة بين الخرطوم ودنقلا في الشمال، وهي منطقة تتسم بأنها الأقل سكانا في كل القطر.. وتتسم بمناخ صحراوي شديد الجفاف.؟ فهي ليست الأصلح من بين أقاليم السودان للزراعة.. وليست الأصلح لتربية الحيوان.

مع إنشاء خزان مروي، بدأ ربط تلك المنطقة بطرق مسفلتة شرق نهر النيل وغربه.. فجرى ربط مروي بالخرطوم، دنقلا وعطبرة. كما جرى إنشاء مطار دولي فيها، في حين لا يتعدى سكان مدينة مروي وكريمة المتقابلتين على ضفتي نهر النيل، مجتمعتين، مائة ألف نسمة.. يفسر البعض الخطوات التنموية في إطار ما اصطلح على تسميته بمثلث حمدي. بالنظر لواقع التنمية في منطقة مروي مقارنة بالواقع في مدينة كوستي والمناطق المحيطة، فإن كوستي ترجع إلى الوراء بخطى متسارعة؛ فالأوساخ تسد الطرقات، وشوارع الأسفلت التي تم افتتاحها قبل أقل من عامين في طريقها للانهيار، والبواخر توقفت ماكيناتها عن الدوران، وأراضي المطاحن معروضة في المزاد العلني، وقبل أن تصبح العاصمة تحتاج لمن يعيدها سيرتها الأولى.. وهي تشبه إلى حد كبير واقع الخرطوم التي يحاول البعض الانتقال منها نحو عاصمة أخرى تكون أكثر تنظيماً وتنسيقاً وملائمة للعولمة من الأخريات، فإن كانت مبررات نقل العاصمة هي عملية الهروب من الفقراء وبناء سور بينهم والآخرين، وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه على حالة كوستي، فالعلاقات الاجتماعية هناك لا تقبل عمليات الفصل تحت أي مبرر.

كما أن قرب العاصمة من دولة الجنوب حال لم يتم حسم القضايا العالقة بين الدولتين تجعل كفة مروي هي الأرجح في انتقال العاصمة إليها. لكن عملية سحب الثقة من الخرطوم لم تكن وليدة الجلسة البرلمانية التي نطق فيها المسؤول الأمني السابق؛ فمنذ فترة يترافع الشاعر محمد عبد القادر سبيل عن أحقية سنار في أن تكون عاصمة للسودانيين، ويشير إلى أن تاريخ البلاد مرتبط دائما بسنار. وفي حال حدث ذلك فإن الأمور ستكون عادت إلى صوابها القديم ورجعت خمسمائة عام للوراء حال فشل الجميع في نقل العاصمة نحو الحداثة.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. مقال كله عنصرية وغير موفق وصلاح قوش لم يقصد ما ذهبت اليه ..ولكن لايقاف الهجرة علي الخرطوم التي سحقت بالقادمين اليها من كل قاليم السودان ومن ارتريا واتيوبيا

  2. فشل الحركة الإسلامية في إدارة الدولة السودانية وحملها مسؤولية تنامي النعرات العنصرية والقبلية والجهوية في البلاد
    ما جبت جديد من عندك ده كلام قلنا هو من زمان***
    ***العاصمة ستظل الخرطوم ، العاصمة المثلثة (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري) وده شئ طبيعي ولا يصح إلا الصحيح …الخرطوم هي عاصمة جمهورية السودان الديمقراطية
    ***لا يوجد حل لإصلاح ما فسد من شأن الخرطوم في الفترة السابقة إلا بالهجرة العكسية ، وبنمو المناطق المهمشة والمناطق الريفية والمدن الصغيرة ، رح تنحل كل المشاكل
    ***العاصمة الخرطوم ستصبح قبلة للسياسيين وطارده لمن أراد أن يشتري راحة دماغه وجيبه ، في الوقت الذي أصبح فيه كل شئ حار نار (بالعاصمة المثلثة) غلاء في كل شئ خصوصا الأراضي والعقارات
    ***ستصبح المدن الصغيرة والناطق الريفية والمهمشة مناطق مرغوبة جدا وبالتالي ستتوازن الإمور وتصبح في وضعها الطبيعي
    ***تنمية المدن تتم بإتباع سياسة التنويع والتوزيع العادل للثروة ، ويا ليت يكون بنسب مضاعفه في الموازنة ، وتبدأ من العاصمة ثم المدن الكبيرة ، المدن الصغير ، والأرياف والمناطق المهمشة (يكون لها نصيب الأسد) وبناء البنية التحتية (كالمستشفيات والمدارس والجامعات ودور الأيتام والعجزة ووسائل المواصلات كالطرق والمطارات والسكة حديد ووسائل الإتصالات كشبكة الهاتف والجوال والإنترنت والبريد والبرق والصرف الصحي وتمديدات المياه …) والهدف منها معروف التنمية بدءا بتوزيع المصانع على المدن حسب التعداد السكاني لضمان وفرة الأيدي العاملة من نفس المنطقة ولتوفير مصادر دخل متنوعة لمواطني المنطقة ، وتوزيع مصافي البترول حسب المدن الأقرب لمناطق الإنتاج
    ***بخصوص شركات البترول المحلية والعالمية المستثمرة بالسودان يجب أن تختاروا لها مدينه صغيره مهمشة لتجميعها فيها ، وبالتالي ستزدهر بسرعة البرق
    ***ويجب وقف التصديق للمصانع بالعاصمة المثلثة ، وفتح فرص استثمارية للمناطق خارج العاصمة وخارج المدن الكبيرة (مصانع الزيوت والصابون والحلويات ومنتجات الألبان وغيرها من المصانع)

  3. فشل الحركة الإسلامية في إدارة الدولة السودانية وحملها مسؤولية تنامي النعرات العنصرية والقبلية والجهوية في البلاد
    ما جبت جديد من عندك ده كلام قلنا هو من زمان***
    ***العاصمة ستظل الخرطوم ، العاصمة المثلثة (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري) وده شئ طبيعي ولا يصح إلا الصحيح …الخرطوم هي عاصمة جمهورية السودان الديمقراطية
    ***لا يوجد حل لإصلاح ما فسد من شأن الخرطوم في الفترة السابقة إلا بالهجرة العكسية ، وبنمو المناطق المهمشة والمناطق الريفية والمدن الصغيرة ، رح تنحل كل المشاكل
    ***العاصمة الخرطوم ستصبح قبلة للسياسيين وطارده لمن أراد أن يشتري راحة دماغه وجيبه ، في الوقت الذي أصبح فيه كل شئ حار نار (بالعاصمة المثلثة) غلاء في كل شئ خصوصا الأراضي والعقارات
    ***ستصبح المدن الصغيرة والناطق الريفية والمهمشة مناطق مرغوبة جدا وبالتالي ستتوازن الإمور وتصبح في وضعها الطبيعي
    ***تنمية المدن تتم بإتباع سياسة التنويع والتوزيع العادل للثروة ، ويا ليت يكون بنسب مضاعفه في الموازنة ، وتبدأ من العاصمة ثم المدن الكبيرة ، المدن الصغيرة ، والأرياف والمناطق المهمشة (يكون لها نصيب الأسد) وبناء البنية التحتية (كالمستشفيات والمدارس والجامعات ودور الأيتام والعجزة ووسائل المواصلات كالطرق والمطارات والسكة حديد ووسائل الإتصالات كشبكة الهاتف والجوال والإنترنت والبريد والبرق والصرف الصحي وتمديدات المياه …) والهدف منها معروف التنمية بدءا بتوزيع المصانع على المدن حسب التعداد السكاني لضمان وفرة الأيدي العاملة من نفس المنطقة ولتوفير مصادر دخل متنوعة لمواطني المنطقة ، وتوزيع مصافي البترول حسب المدن الأقرب لمناطق الإنتاج
    ***بخصوص شركات البترول المحلية والعالمية المستثمرة بالسودان يجب أن تختاروا لها مدينه صغيره مهمشة لتجميعها فيها ، وبالتالي ستزدهر بسرعة البرق
    ***ويجب وقف التصديق للمصانع بالعاصمة المثلثة ، وفتح فرص استثمارية للمناطق خارج العاصمة وخارج المدن الكبيرة (مصانع الزيوت والصابون والحلويات ومنتجات الألبان وغيرها من المصانع)