تحقيقات وتقارير

يكبر الشقاء حين يكبرون: جيل من الأطفال يواجه تغذية أسوأ من الأجيال السابقة.. واحد بين كل 12 طفلا دون الخامسة يتهددهم النظام الغذائي وينتظرهم الفقر في الكبر

[JUSTIFY]بالنسبة إلى رئيس صندوق الأمم المُتحدة للطفولة “يونسيف”، فإن نحو (165) مليون طفل في أنحاء العالم يعانون من سوء التغذية في الصغر، وتنتظرهم احتمالات الفقر في الكبر، والحياة المُعتلة، والتعليم المُتدني، والدخول المُنخفضة. ويقول المدير التنفيذي للمُنظمة، إن هناك استهانة كبيرة في العالم بمشكلة سوء التغذية لأنه كثيراً ما يتم الخلط بين سوء التغذية ونقص الطعام. وسوء التغذية هو مصطلح يُشير إلى الاستهلاك غير الكافي، أو الزائد أو غير المتوازن من المواد أو المكونات الغذائية، التي تسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة، اعتماداً على أي من تلك المكونات الغذائية هو من يمثل عنصر الزيادة أو النقصان في الوجبة الغذائية.

بشأن المناطق الأكثر تأثراً في السودان بسوء التغذية منح الاتحاد الأوروبي مبلغ (1.335.000) يورو إضافي لليونسيف كجزء من جهود موسعة للتصدي لمستويات سوء التغذية الطارئة. وتعتزم اليونسيف مساعدة (250.000) طفل يُعانون سوء التغذية الحاد بنهاية 2015م، بعد أن أدَّت حالات النزاع العديدة والنزوح المتكرر العامين الماضيين إلى أزمة إنسانية فاقمت الأوضاع. وأفادت اليونسيف في تعميم صحفي أن الدعم الإضافي من إدارة العون الإنساني والحماية المدنية بالاتحاد الأوروبي (إيكو)، والبالغ (1.335.000) يورو سيضمن جُهداً موحداً متعدد القطاعات للتصدي لأزمة سوء التغذية، ما يُحدث فرقاً واضحاً في مساعدة أكثر الأطفال هشاشة في المحليات الأكثر حرماناً بالسودان. وأضافت أن مكافحة سوء التغذية، في ضوء وجود (2.000.000) طفل يُعانون سوء التغذية المتوسط، و(550.000) طفل يعانون سوء التغذية الحاد، ستظل مجالاً أساسيا لدعم “إيكو” بغية تخفيف معاناة الفئات الأكثر ضعفاً.

وقال جان- لوي دي براور، المدير العام للعمليات في “إيكو” في بروكسل: “كلنا ثقة في أن اليونسيف ستكون، بفضل هذا الدعم، في وضع أفضل لتعميم تدخلاته في أكثر المناطق حساسية للوصول إلى المزيد من الأطفال ذوي الهشاشة في السودان”.

وتعتزم اليونسيف وشركائها الوصول ومساعدة (250.000) طفل ممن يعانون من سوء التغذية الحاد بنهاية عام 2015م، وسيسهم التزام “إيكو” تجاه أطفال السودان في تحقيق ذلك الهدف. وحسب ممثل اليونسيف بالسودان قيرت كابليري، فإن “عدم التصدي لسوء التغذية قد يقود إلى نتائج سيئة في ظل النسب الحالية المرتفعة لوفيات الأطفال والتي تبلغ (83) طفلاً في كل (1.000) حالة ولادة حية”. وأكد كالبيري أنه “لا يُمكن الاستجابة الكاملة لاحتياجات الأطفال وحقوقهم إلا بإنهاء النزاعات المتواصلة وجعل الاستثمار في الخدمات الاجتماعية الأساسية أولوية قصوى. وعليه، فإن هناك حاجة ماسة لاستجابة مُوحدة وشاملة من جانب الشركاء في المجالات الإنسانية والتنموية، بالتعاون مع الجهات الحكومية على المستويات الاتحادية والولائية”. وتابع: “سيكون تعزيز الأنظمة الصحية للتمكن من تقديم حزمة متكاملة من التدخلات الصحية والتغذوية، وتوفير المياه النقية، وخدمات صحة البيئة والصرف الصحي، بالإضافة إلى معالجة مشاكل التعليم وحماية الطفولة، أمرا ضروريا لمنع سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة”.

وقدَّم تمويل “إيكو” خلال العام المنصرم الدعم لليونسيف بما مقداره مليوني يورو مكنته، هو وشركاءه، من القيام بتدخلات عاجلة ومنقذة لحياة أطفال السودان الذين يُعانون من جراء الأزمات التنموية والإنسانية المستمرة.

ويوجد أكثر من مليوني طفل في السودان يعانون من سوء التغذية، بينهم (550.000) طفل يُعانون من سوء التغذية الحاد، ما يعادل طفلا واحدا بين كل 12 طفلا دون الخامسة. وقالت اليونسيف إن سوء التغذية لا يعني فقط الجوع ولكنه أحد أعراض محدودية التمتع بالخدمات الأساسية ذات الجودة مثل خدمات الرعاية الصحية، والمياه الآمنة، والصرف الصحي، بالإضافة لممارسات صحة البيئة والتغذية السليمة. وأشارت إلى أن الممارسات الضارة مثل التوقف عن الرضاعة الطبيعية وعدم تقديم أطعمة مناسبة ومتنوعة، أصبحت عوامل أساسية تُسهم في تعميق الأزمة، مؤكدة أن وتوفر الأغذية وحده لا يكفي لمعالجة الوضع.

وكانت الأمم المتحدة حذَّرت من أن الجيل الحالي من الأطفال في الدول النامية قد يواجه تغذية أسوأ من الأجيال السابقة لهم، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية. وتقول المنظمة إن ملياري شخص حول العالم ليس لديهم نظام غذائي متوازن. وقال الممثل الخاص للأمن الغذائي والتغذية في الأمم المتحدة ديفيد نابارو، إن تغذية الأجيال المقبلة كانت محل قلق بالغ بالنسبة للمجتمع الدولي، واستحوذت على اهتمام أكبر من البحث في كمية الطعام المتوفرة للأطفال حتى يأكلوا. وبحسب المسؤول الأممي، فإن: “هناك الكثير من المشاكل الكبيرة بشأن التغذية حول العالم، بما في ذلك في الدول الصناعية، حيث أن الفقراء ما زالوا غير قادرين على تأمين احتياجاتهم من الطعام، وهذه المشاكل تبدو واضحة في الدول التي تعاني أزمات اقتصادية مثل اليونان”. ويشار إلى أن العديد من الدول العربية تشهد أعداداً كبيرة من السكان الذين يعانون من سوء التغذية، حيث يحتل اليمن المركز الثاني عالمياً من حيث من يعانون سوء التغذية، وذلك بعد أفغانستان، حيث يعاني مليون و(58) ألف طفل يمني ممن هم دون الخامسة من العمر من سوء تغذية، من بينهم (279) ألف حالة سوء تغذية شديدة.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]