تحقيقات وتقارير

المهدي والوطني…جدلية وفك الارتباط .. حيرت المراقبين


[JUSTIFY](لابريدك ولابحمل بلاك) مقولة قد تصدق في حالة الصادق المهدي مع الوطني، إن المهدي قبل أن يخرج مغاضباً في سفرته الطويلة هذه ؛ مكث في المعتقل فترة، وسبق دخوله السجن وخروجه من السودان، أيام من العسل والتقارب بينه والوطني، وكان أحد الشهود الكبار على انطلاقة وتدشين الوثبة وفي صفوفها الأولى في يناير من العام الماضي بقاعة الصداقة، علاوة على فعاليته الظاهرة التي تبدت مع الأيام الأولى لابتدار الحوار الوطني، وتوجها بمواقفه الصلبة من قوى الإجماع الوطني ، لدرجة المخاشنات التي نشات أيامئذ بينه وقيادات نافذة في قوى الإجماع؛ كرئيسها فاروق ابوعيسى.
كل تلك المواقف جعلته قريباً من الوطني ، للحد الذي انطلقت معه شائعات وقتها بأنه على وشك الوصول الى تفاهمات بعيدة مع الحزب الحاكم أوصلها البعض لقرب مشاركة الأمة في أي حكومة انتقالية يفرزها الحوار الوطني.

وفجاة وكطائر هرب من القفص غادر المهدي السودان كله، وبدأ رحلة جديدة مع المنافي، وحراكاً واسعاً قلب الطاولة على الوطني، عندما مد بن المهدي يده بيضاء من غير سوء وبضربة لازب صار حليفاً للجبهة الثورية، ووقع في أديس نداء السودان، وقبله إعلان باريس، مما فتح عليه صنابير الغضب من الوطني، وقال رئيس الجمهورية: إن الإمام إذا غفل راجعاً الى الوطن فلابد أن يمر عبر طريق التحقيق والمساءلة القانونية، بينما خرج مساعد رئيس الجمهورية السابق؛ ونائب رئيس الحزب الحاكم للشؤون التنظيمية السابق د.” نافع علي نافع” عن صمته وعكر الأجواء بتصريح داوٍ ظل دخانه عالقاً طويلاً في الأفق السياسي عندما قال:( لن نعتذر للمهدي وليس مستعجلين جيتو).

مما حدا بحزب الأمة للرد بعنف على تصريح نافع، وقال الأمين العام لحزب الأمة محمد عبدالله الدومة، إن نافع ليس مؤهلاً للحديث عن قدوم المهدي؛ لأنه مهمش في حزبه. وقال إن عودة المهدي رهينة فقط بمؤسسات الحزب .
إلا أن الجديد جاء على لسان نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني د. ابراهيم غندور الذي قال مخاطباً الصادق المهدي (هذه بلدك ويمكنك العودة إليها في أي وقت تراه مناسبا). الأمر الذي دعا حزب الأمة لمبادلته الود بالود .
إذ أعلن حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي ترحيبه بأي مبادرة لطي صفحة الخلافات مع المؤتمر الوطني، قبل أن يعود ويجمغ الوطني بعدم الجدية والارتباك في المواقف، ونشرت تصريحات صحفية لبرمة ناصر؛ نائب رئيس حزب الأمة القومي إلى رمي الوطني بالمتناقض. وخشي فضل الله برمة، من أن الشك يتسرب الى نفوسهم، مطالباً الوطني بتجنب التصريحات المتناقضة، مذكراً بأن حزبه تاريخي لن يجرؤ أحداً من تجاوزه في أي عمل يقود الى تحقيق الأمن والاستقرار.

وكان نجل الإمام ومساعد رئيس الجمهورية العقيد الركن؛ عبدالرحمن الصادق، قد تلقى ضوءاً أخضر من الرئاسة بابتدار سلسلة وساطات بين الحكومة ورئيس حزب الأمة القومي لجهة، تليين مواقف الطرفين تمهيداً لعودة الإمام غير المشروطة للبلاد، وقول الوسيط أن المبادرة قطعت شوطاً بعيداً.
من جهته رحب بابكر دقنة وزير الدولة بالداخلية ورئيس حزب الأمة المتحد باي مبادرة للم الشمل الوطني، وقال لـ(المستقلة) أي تقارب وطني سيستفيد منه الشعب السوداني، ويطوي الأحقاد والإحن ويهيئ الجميع للتفرغ للأعمار والتنمية ، مشيراً إلى أن المجتمع السوداني عرف منذ القدم بإعلاء أواصر الأخوة والمحبة والتسامح بين مكوناته، معتبراً أن هذه صفات لايتفرد بها الا الشعب السوداني، متمنياً المحافظة عليها والعض عليها بالنواجذ، وزاد: بعيداً عن تقارب المهدي والوطني إلا أن المشهد السياسي السوداني في أمس الحاجة للتصافي والتعاضد ونسيان المرارات.
بينما أكد الدكتور الطيب حاج عطية علي أهمية الدور التاريخي الذي ظل يلعبه حزب الأمة القومي في السياسة السودانية ، مذكراً بالنتائج وعدد المقاعد الذي حصدها الحزب في آخر انتخابات ديمقراطية قبل الإنقاذ، كدليل على قوة الحزب.

تقرير: عصام الصولي
صحيفة المستقلة
ت.أ[/JUSTIFY]