رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: حوار مع رجل بات يبغض الإنقاذ..!!


قبل أيام كان رئيس البرلمان الفاتح المنصور يناجي بعض من منسوبي الحزب الحاكم.. دكتور الفاتح أخبر الحضور أن بلادنا في غضون خمس سنوات ستحقق فتوحات اقتصادية.. استخدم دكتور الفاتح عزالدين مقياسا مدهشا حيث قال وقتها لن تجد الزكاة رجلا من بني السودان يستحقها.. بالطبع كان الرئيس المنصور يشير إلى مقاربة العهد القادم مع عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز.
حملت تلك المشاهد إلى خالي الذي يسكن ضاحية قصية بأم درمان.. خالي هذا من عباد الله الصالحين.. يعتلي السقالة ويستخدم (المستطريم) ليوفر قوت عياله.. يمضي إلى المسجد ليؤدي صلاة الجماعة.. كان شديد الحماس لبيان الإنقاذ الأول الذي وعد بمحاربة الفساد وإقامة دولة العدل وتحقيق السلام.. قبل سنوات قليلة بات الخال متحفظا تجاه ذاك التأييد المطلق.. منذ أشهر بات يمتلك الجراءة لنقد التجربة بتحفظ.
عندما حللت عليه ضيفا سألته أن كان سيشارك في الانتخابات.. وضع الرجل عمامته وتحسس رأسه الأشيب.. أوجز خالي موقفه أن الشعب وصل مرحلة أن يأكل لحم الحمير والكلاب والميتة ومن قبل لم نكن كذلك.. كنا نصدر القطن والسمسم والآن نصدر بعض من (شرفنا) إلى دبي.. قال لي خالي كانت مصانع النسيج شامخة في الخرطوم بحري والحصاحيصا.. الآن حلج القطن يحتاج مسيرة نصف يوم.. كنا أكبر بلد في أفريقيا والآن نحن من أفقر دول القارة.. أشفقت على صحة خالي وطلبت منه التوقف فما أكثر المآسي والمسالب.
الآن يشغلني شاغل كيف يرى ولاة أمورنا الصورة.. نائب الرئيس السابق قال قبل الإنقاذ كان كل مواطن يملك قميصين.. مسئول آخر استخدم مقياس (الهوت دوق) في قياس رفاهية الشعب السوداني.. ولكن أحمد كرمنو القيادي في الحزب الحاكم (فات الكبار والقدرو).. كرمنو ذكرنا أن الشعب لم يكن قبل الإنقاذ يستخدم (الموبايل).. الآن وبعد ربع قرن من الزمان يطالب مولانا الفاتح عزالدين بزمن إضافي لتحقيق المعجزة الإنقاذية.
في تقديري هنا تكمن المشكلة.. الحكومة ترى الشعب في سعادة يحسد عليها.. حكامنا تطاولوا في البنيان.. من قصورهم العالية باتوا ينظرون إلى الناس مجرد كائنات صغيرة لا تستحق الاحترام.. نحن عند الحكومة مجرد ناكرون للجميل وجاحدون للنعمة.
حينما قدم المرشح رونالد ريجان، نفسه مرشحا للرئاسة الأمريكية كان يسأل الناس هل أنتم الآن أفضل مقارنة بالأربع سنوات الماضية.. عزيزي المواطن قبل أن تقرر موقفك من الانتخابات قارن حالك بأربع سنوات مضت.. بعدها لك أن تصدق المنصور أو تكون مثل خالي الذي استوعب الدرس ولكن بعد سنوات طويلة.

عبدالباقي الظافر-التيار


تعليق واحد

  1. يسلم قلمك الفاتح المنصور مشغول بزواج الايامى وبناء القصور وكل مسؤولى المؤتمر الوطنى على هذه الشاكله كيف يبرر الفاتح المنصور هجرة ما يقارب المليون سودانى فى اقل من سنه وخلال الاربعه سنين الماضيه اصابنا الذل والهوان وستكون الاربعه القادمه اذل واهون طالما ظل مثل هؤلاء الجهله الفاتح المنصور وحسبو الموجه وسميح النيباد اللهم ارحمنا بان تسلط عليهم عذابك وان تاخذهم اخذ عزيز مقتدر ليس لنا الا الدعاء ومن قال حسبى الله ونعم الوكيل كان الله حسبه ادعو عليهم يا خال انهم طغوا وتجبروا وافسدوا فى هذه البلاد