حالة الإمام في شتاء حزبه
لكن المهدي سيُباغت ما إن يقلب الصحفة الأولى، ويلج إلى ما يليها إذ أنه سيجد الخبر التالي: ( شروع السلطات في تجميد نشاط حزب الأمة القومي)، ثم يستغرق في القراءة، ويغوص في تفاصليها الدافئة التي ستغنيه عن التدثر بالملاحف والبطاطين اتقاءً لشتاء القاهرة.
(1)
جهاز الأمن والمخابرات ووفقاً لسلطاته المخولة له دستورياً بحماية الوطن والوقوف في وجه المهددات وحراسة الدستور، يرسل خطاباً لمجلس شؤون الأحزاب السياسية بغية التعامل مع حزب الأمة القومي الذي صار مهدداً للأمن القومي من خلال تحالفه مع الحركات المسلحة وهو أمر ينافي (السلمية) باعتبارها أحد الأركان الأساسية لممارسة العمل السياسي.. المجلس يمنح الحزب مهلة أسبوع للرد.
(2)
تقول سارة نقد الله، الأمين العام لحزب الأمة القومي، إن الحكومة تحاول جرهم إلى المراحل الأولى من عمرها، لكنهم لن يستجيبوا للاستفزازات وسيقاومون القرار وفقاً للقانون والدستور.
المعركة الخرطومية تمضي عبر الطريق القاهري. حيث يقيم إمام الأنصار الصادق ويمثل الثقاب الأساسي فيها الصادق الذي اضطر للاحتفال بعيد ميلاده الأخير خارج أم درمان دفعاً لفاتورة التوقيع على ميثاق باريس، ومن ثم على نداء السودان.. لم يرد على مبادرة نجله المساعد بالعودة التي رددها في وقت لاحق النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح وهو يؤكد أن السودان لن يغلق أبوابه في وجه أبنائه حال قرروا العودة.
(3)
لكن المشهد بقراءة المهدي يبدو مختلفاً، فلم يرد زعيم الأنصار على مبادرة عودته التي قدمت وكأنه كان يعلم أنها خطوة في اتجاه خطوة أخرى.. ترك أمر الرد لبعض المقربين منه الذين اكتفوا بوصفها أنها تعبير عن استخدامات العصا والجزرة في التعامل مع الحزب، فلا يمكن أن يتقدم البعض ببلاغ في مواجهة رئيس الأمة القومي والتلويح بتوقيفه عبر الانتربول ويعود آخرون ليدعونه للعودة من أجل إعادة بناء الوطن.
تقول سارة نقد الله إنهم سيقاومون حملات التدجين من داخل الخرطوم بعد استلامهم خطاب مسجل الأحزاب السياسية في السابع من يناير. هذا ما يحدث في المبنى العتيق بالقرب من مقر محلية أم درمان. لكن الإمام ما يزال متمسكاً بصمته في فيلته القاهرية وهي جلسة مؤكد تحيطها حالة الاستغراب حول الخطوة الجديدة.. أيعود استجابة لدعوة المساعد.. أم يبقى هناك في انتظار مآلات تجميد حزبه.؟
الزين عثمان
صحيفة اليوم التالي
ت.أ