فضيحة غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المصري الحديث.. تسريبات منسوبة لمدير مكتب السيسي عن تعليمات لإعلاميين مصريين بالدفاع عن المشير أثناء الانتخابات
في حلقة جديدة من التسريبات التي تبثها قناة «مكملين» المعارضة للنظام المصري من تركيا، نسبت القناة إلى اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس المصري عبد القتاح السيسي، تسجيلا إبان الحملة الانتخابية الرئاسية بتاريخ الأول من نيسان/ إبريل الماضي، أثناء مكالمة هاتفية مع العقيد احمد علي المتحدث السابق باسم القوات المسلحة يطلب منه فيها ان يوجه تعليمات لبعض الإعلاميين بالدفاع عن المشير في برامجهم.
وحسب التسجيل فقد طلب اللواء كامل أن يستنكر إعلاميون وصفهم بأنهم «بتوعنا» اي تابعين له، ما وصفها بحملة ضد السيسي تشكك فيه.
وجاء في التسريب: «ملاحظين ان في حملة ابتدت تشتغل لمحاولة تشويه صورة المشير السيسي، عايزين نوصل للناس هل ده بقى يعجبك كدا يا شعبنا يا مصري يعجبك الراجل اللي ضحى علشانك بعمله وكلام من ده، تقولوا الشقة ستة وستة ألف وستة ب وكلام من ده أنتوا عاوزين وزير دفاع يقعد فين؟!».
ويشير اللواء كامل هنا إلى العنوان الرسمي الذي وضعه المشير في أوراق ترشحه للرئاسة، وهو العمارة رقم 6 في شارع الخليفة المأمون بالقاهرة. وكانت تقارير أشارت إلى أن هذا العنوان يمثل مقرا سكنيا تابعا لوزارة الدفاع، وليس العنوان الخاص بالمشير، وتساءلت إن كان هذا يمثل تزويرا في أوراق رسمية، خاصة أن المشير كان استقال من وزارة الدفاع حينئذ؟
كما استنكر اللواء كامل في التسجيل السخرية التي حظي بها المشير في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، عندما ظهر في صورة اثناء ركوبه دراجة في القاهرة الجديدة.
وقال: «وبعدين تتكلموا على العجلة (الدراجة)… ويطلع صحافي يقول كذا، ويحاول يزج بالقوات المسلحة هوا ده اللي جناه السيسي؟ عيب، المشير ده راجل من أول لحظة قالك أنا بحترم كل اللي موجودين… كل الموجودين، السيسي رجل شجاع متميز حر مصري وطني ليه مبنحافظش عليها… انت شايف الكلام… أنت بتكتب ولا لأ، ازاي تسيبوهم يقعدوا يشككوا فيه ويشككوا في ناس… الناس المحترمة اللي مشفناش منها الا كل خير، السيسي يعمل ايه وهوا في الحالة والموقف ده وهو مهدد هوا وولاده وبناته وأحفاده؟».
ويسمي اللواء كامل الإعلاميين المطلوب منهم نقل هذه الرسالة عبر برامجهم، ما قد يكون اول دليل مباشر على أن بعض أصحاب البرامج في القنوات الفضائية كانوا وربما ما زالوا يعملون بتعليمات مباشرة من مكتب السيسي.
وحسب التسجيل قال اللواء كامل: «عاوز الأمور تتناول كدا.. أحمد موسى بقى على وائل الإبراشي على إبراهيم عيسى على… على… على…على..على، والعيال بقى بتوع (قناة) الأون تي في على أماني (الخياط) على هنا على هنا على بتاع… تمام، إيه المشكلة يعني… انتوا متخيلين إن ناس زي دي هتغلط ولا هتزور ولا هتعمل ولا هتسوي، وقول بقى على القصة بتاعة الحملة وإن في لايحة داخلية معمولة للحملة بتنظم كل حاجة، ده مطلق الحرية للشعب المصري… عاوز يديني… مش عاوز ميدينيش، عاوزين نعمل حالة كدا يا أحمد ونهيج بيها الناس يعني وهيا بتتقال يهيجوا بيها الناس… الشعب، عندك رولا (الخرسا) وعندك البت بتاعتنا عزة مصطفى ومحمود سعد مش هنا.
انت عارف… قولتلك إن محمود سعد كلمني، محمود سعد قالي يا سيادة اللوا واحشني وأخبارك ايه وأيه يا جماعة في ايه… قولت له في إيه… قالي أنا عملت إيه يا جماعة ما احنا اتفقنا واتقابلنا وأنا محب ومؤيد. قلت له يااا محمود بيه احنا مبنزعلش من حد. عموما شوف الأسبوع الجاي لو تحب نشوفك وكدا ونقعد. تحت أمرك وكدا، نسيبه دلوقتي… وماله… وماله مش هيخسر إن شاء الله لغاية الانتخابات وبعدين يبقى يدينا بالجزمة وهنرد عليه».
واضاف اللواء كامل: «اعمل حالة مش لازم كله النهاردة هو مين اللي في (قناة) القاهرة والناس الليلة… يعني عندك مثلا نائلة عمارة… النهاردة عندك أسامة كمال، كلم رولا. كلم محمود مسلم. كلم الواد اسمه ايه… (يوسف) الحسيني، كلم إبراهيم عيسى وقوله الراجل (السيسي) مستاء جدا وصعبان عليه إن الناس تعمل فيه كدا، المشير مش عاوز من الناس حاجة… هوا لو عاوزينه دلوقتي يسحب ترشيحه هيسحب وهيقعد في بيتهم مش عايز حاجة. المشير مش عايز حاجة خالص ولا انتخابات ولا نيلة ولا زفت ولا كلام من ده. إنما ليه الإهانة وليه التشكيك ليه».
واذاعت قناة «مكملين» أجزاء من حلقات لبعض الإعلاميين المذكورين أذيعت بعد تاريخ التسجيلات مباشرة، وقالت إنها حملت معاني مماثلة للأفكار التي تحدث عنها اللواء كامل، واعتبرت انها تدل على أنهم نفذوا التعليمات. وأشارت إلى ان بعض أولئك الاعلاميين كان يعمل بشكل رسمي في اجهزة أمنية، وتم تكليفه باختراق العمل الصحافي أثناء عهد مبارك. كما أشارت إلى التقلب في مواقف آخرين حيث كانوا محسوبين على المعارضة قبل الثورة إلا أنهم سرعان ما اتضح أنهم «فلول» إذ شهدوا لصالح مبارك في قضية قتل المتظاهرين التي برئ فيها، كما أيدوا المجلس العسكري إبان تحالفه مع «الإخوان»، ثم انضموا إلى الثورة المضادة، وحصلوا على ملايين الجنيهات من تأسيس إحدى القنوات ثم بيعها.
واعتبر إعلاميون فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن التسريبات الجديدة تمثل فضيحة غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المصري، حيث أن نظام مبارك كان يضع خطوطا حمراء أمام الإعلاميين المؤيدين له، لكن لم يثبت أنه كان يلقن أيا منهم ماذا يقول على الهواء.