موقع “تويتر” الإلكتروني .. و 140 حرف للمعارضة الإيرانية
كشف مسؤول في الخارجية الأمريكية أن واشنطن طلبت من موقع “تويتر” إرجاء عملية صيانة مقررة كانت ستوقف خدماته طوال نهاية الأسبوع وذلك لإفساح المجال أمام المعارضين الإيرانيين لمواصلة استخدامه.
ويسمح “تويتر” لمشتركيه بإرسال رسائل لا يزيد طول الواحدة منها على 140 حرفا، سواء عبر الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر مباشرة، وهو ما استغله المعارضون للانتخابات الإيرانية لنقل صوتهم إلى الخارج بعد قيام السلطات الإيرانية بالتضييق على مواقع “فيس بوك” و”يوتيوب” .
واتصلت الخارجية الأمريكية بمسؤولي هذا الموقع للمدونات القصيرة “لتلفت نظرهم إلى أن الموقع أداة تواصل مهمة جدا، ليس لنا، بل في إيران نفسها”، بحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه.
وأكد أن موقع تويتر الذي يسمح بالتواصل عبر رسائل قصيرة عبر الإنترنت، كان آخر المواقع العاملة بعد أن أغلقت الحكومة الإيرانية مواقع إلكترونية وإعلامية عديدة وحدت أو علقت من استخدام الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة.
وأوضح المسؤول: “أعلنوا أن موقع تويتر ستتوقف خدماته للقيام بعملية صيانة مقررة وطلبنا منهم إرجاء ذلك”، ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي تأكيد هذه المعلومات، غير أنه أقر بأن وزارة الخارجية “كانت على اتصال بموقع تويتر طوال نهاية الاسبوع” الماضي لكن من دون أن يربط هذه الاتصالات بأعمال العنف في إيران التي أعقبت إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وقام موقع التواصل الاجتماعي بعملية صيانة الثلاثاء كانت مقررة أصلا الاثنين مما أدى إلى توقف خدماته لفترة قصيرة عند قرابة الساعة 9 مساء بتوقيت جرينتش.
وأكد أحد مؤسسي موقع “تويتر بيز ستون” بأن إغلاق الموقع أرجىء من دون أن يذكر أن هذا حدث بتدخل من وزارة الخارجية.
ومن دون الاشارة إلى تدخل للسلطات الأمريكية، أكد جاك دورسي وهو من مؤسسي الموقع بدوره تأجيل أعمال الصيانة لعدم وقف تبادل المعلومات “حول ما يحصل في إيران”.
وقال دورسي الذي كان يتحدث خلال مؤتمر في نيويورك خصص لمواقع المدونات القصيرة، ان الاقبال الكبير على استخدام موقع تويتر في الايام الاخيرة في ايران كان “مذهلا”. واضاف “فكروا بما يجري هناك وفي امكانية الاطلاع على تطور الاحداث في ايران في الوقت نفسه”. ومضى يقول “فجأة كل ما يحصل هناك يبدو قريبا”.
من جانبه، قال جيف بالفر منظم المؤتمر ان “الاحداث التي تطورت في نهاية الاسبوع في ايران اثبتت اهمية موقع تويتر”.
ولجأ المتظاهرون الايرانيون المشككون بنتائج الانتخابات الرئاسية الى موقع تويتر لرص صفوفهم ونشر معلومات عن الصدامات مع قوات الشرطة وانصار الرئيس الفائز بولاية ثانية محمود احمدي نجاد.
وعلى الرغم من محاولات السلطات الايرانية الحد من المعلومات التي ينشرها هؤلاء عن سير التظاهرات والصدامات الناجمة عنها، انهمرت على موقع التواصل الاجتماعي هذا الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين رواد الانترنت، الرسائل الآتية من ايران بشأن التطورات السياسية.
كذلك تناقل مستخدمو الموقع وصلات الكترونية لصور قيل انها لاشخاص جرحوا او قتلوا في التظاهرات، في وقت وردت فيه انباء عن مقتل شخص وجرح العديد من انصار المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية المحافظ المعتدل مير حسين موسوي خلال تجمع في طهران.
المصدر :محيط