تقنية معلومات

هل تفوق محرك “بنغ” الجديد على غوغل في الإختبار الأول؟

بدأ تشغيل محرك البحث الجديد “بنغ” Bing الذي صممته شركة مايكروسوفت ، في الأول من حزيران/يونيو، على الرغم من أن النسخة البريطانية منه ما زالت في طور التجربة وتفتقر إلى العديد من سمات نسخته الاميركية. وفي حين أن المؤشر الأساسي واحد، فإن “بنغ” ليس محرك مايكروسوفت “لايف سيرتش” Live Search مقدَّمًا بتعبئة جديدة بل لديه سمات جديدة يتميز بها عن سابقه، بما في ذلك استعراض فوري للمواقع الالكترونية واشرطة الفيديو، وتصنيف نتائج البحث تصنيفًا آليًا وأقرب النتائج الى موضوع البحث مع روابط عميقة.

ولكن كيف كانت النتائج الفعلية منذ اطلاق المحرك؟ هل كانت بمستوى محرك غوغول؟ تنقل صحيفة “الغارديان” عن مايكل كورداهي من شركة مايكروسوفت قوله ان اختبار عملية البحث يمكن ان يكون شبيهًا بتذوق النبيذ حيث لا يسع المرء إلا ان يتأثر باليافطة والأسم المطبوع عليها. وللتحصن ضد مثل هذه المؤثرات بادر كورداهي الى استحداث محرك بحث “اعمى”. إذ تُعاد نتائج البحث في ثلاثة أعمدة بأشكال متطابقة تمثل ضربات من بنغ وغوغول وياهو ( دون ان يكون هذا الترتيب ثابتًا) ويصوت المستخدمون لصالح المحرك الأحسن برأيهم. بدأ موقع كورداهي عمله في السابع من حزيران/يونيو وكانت النتائج الأولية ترجح كفة بنغ بفارق بسيط. وبعد يوم تقدم غوغول عليه وجاءت النتيجة: غوغول 45 في المئة وبنغ 38 في المئة وياهو21 في المئة على أساس 8518 صوتًا، كما افاد مات كاتس الباحث المنتسب الى غوغول في تويتر Twitter. بعد ذلك بفترة قصيرة ارتفع رصيد ياهو من الأصوات ولكن اتضح وقتذاك ان هناك خللاً في العملية. وقال كورداهي ان أحدهم كان يلعب بالنظام وانه قرر حجب القدرة على رؤية النتائج الى حين حل المشكلة.

محصلة ذلك كله اننا ما زلنا لا نعرف محرك البحث الذي يحقق احسن النتائج، على الرغم من أن المعطيات الأولية تشير الى ان محرك غوغول في الوقت الذي قد يكون هو المحرك المفضَّل بدرجة طفيفة فان هامش نجاحه أقل من حصته من سوق البحث. وبحسب ارقام Net Applications يحصل غوغول على نحو 82 في المئة من عمليات البحث مقابل 9.5 في المئة لمحرك ياهو و5.5 في المئة لمايكروسوفت.

السؤال الذي تثيره هذه الأرقام هو: هل هناك ما يمكن ان تفعله مايكروسوفت لكي تفطمنا عن غوغول؟ فإن غوغول داخل في تطبيقات ابل Apple وموزيلا Mozilla ومن الشائع ان تُباع الكومبيوترات الشخصية ومعها أدوات غوغول مركَّبة فيها مسبقًا. وتقول مجلة Advertising Age الخاصة بالاعلانات ان شركة مايكروسوفت رصدت 80 الى 100 مليون دولار لترويج محركها بنغ ولكن تغيير انماط البحث عند مستخدمي الانترنت يتطلب أكثر من حملات التسويق والاعلان. وتفيد الدلائل المتاحة حتى الآن بأن محرك بنغ سجل زيادة مبكرة في الاستعمال نتيجة اقدام هواة التكنولوجيات الجديدة على تجربته، ولكنه تراجع بعد ايام قليلة مع عودة العادات القديمة.

يقول خبراء ان محرك بنغ يحتاج الى ان يكون أفضل من غوغول بشكل مثير حقًا وان بقاءه قريبًا من مستوى غوغول لن يكسب له مستخدمين جددا، على الرغم من ان الاختبار الأعمى الذي اعتمده كورداهي ليس محكَمًا مئة في المئة، لأنه يخفي سمات الاستعمال الجديدة التي تعمل مايكروسوفت على ترويجها.

عزاء مايكروسوفت بمولودها الجديد ان غالبية المستخدمين وجدوا ان محرك بنغ أحسن مما كان متوقعا وفي حين ان المحرك الجديد لن يقضّ مضاجع غوغول فإن زيادة نصيب بنغ من سوق البحث ببضع نقاط مئوية تبدو ممكنة وإن لم تكن مضمونة بأي حال من الأحوال. وما زالت هناك امكانات لابتكار مقاربات جديدة في تناول عملية البحث وان الأداة الأفضل لدراسة ما اصاب تجربة كورداهي في مجال محركات البحث هي لا غوغول ولا بنغ بل تويتر Twitter.

المصدر :ايلاف