عالمية

الأسد: لم نخطئ في قراراتنا… كسبنا الشعب ولم نخسر الحرب… سوريا ليست مقسمة.. ولا مطامع إيرانية في بلادي


قال إن أردوغان من الإخوان وحمله مسؤولية الأزمة.. واتهم إسرائيل بدعم المعارضة… والتعاون مع أمريكا ممكن ولكن بعد حصولها على إذن باستخدام الأجواء السورية
دعا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العمل من أجل مصلحة شعبه والتعاون مع قوى حقيقية لا «دمى».
وتساءل الأسد عن السبب الذي يدعو أمريكا إلى دعم «الإرهابيين» في سوريا والإخوان المسلمين في مصر قبل خمسة أعوام والرئيس التركي طيب رجب أردوغان الذي حمله مسؤولية ما يجري في سوريا، واتهمه بالانتماء للإخوان المسلمين والمتعصب والذي يدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأكد الأسد على الدور التركي في الأزمة السورية حيث يتم نقل المساعدات اللوجيستية للمتمردين عبرها وما تقدمه قطر والسعودية من مساعدات مالية لهم.
وأكد الأسد سيطرة الجيش السوري على كل «زاوية» من البلاد رغم عدم تواجده في كل شبر نظرا لطبيعة الصراع الذي تخوضه سوريا.
وشدد على أن نظامه حصل على دعم الشعب وربح معركة القلوب والعقول. وفي المقابلة التي أجراها مدير إدارة مجلة «فورن أفيرز» جوناثان تيبرمان في 20 من كانون الثاني/يناير قلل الأسد من أهمية المعارضة السورية، وتساءل عن طبيعتها وحجم تمثيلها.
وجاءت المقابلة قبل أيام من انعقاد لقاء موسكو الذي التأم يوم أمس حيث قال للمجلة ان كل الحروب تنتهي بحلول سياسية لأن «الحروب هي وسائل للسياسة، وعليه فأنت تنتهي بحل سياسي». وعبر الأسد عن اعتقاده أن الحرب الدائرة في سوريا لن تنتهي بنصر عسكري يحققه هو أو المعارضة السورية.
ورفض توصيف تيبرمان بوجود ثلاث دويلات، واحدة تحت سيطرته وأخرى تحت سيطرة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وثالثة تحت سيطرة الأكراد في الشمال، قائلا إن هذا الكلام غير صحيح «فلا يمكنك الحديث عن دويلات بدون الحديث عن السكان الذين يعيشون فيها.
ولا يزال الشعب السوري مع وحدة سوريا، ولا يزالون يدعمون الحكومة» حيث قال إن الفصائل التي تسيطر على بعض المناطق تتحرك من مكان إلى آخر فهي جماعات ليست مستقرة، ولا توجد خطوط فصل واضحة بين القوى المختلفة، وأحيانا تختلط فيما بينها وتتحرك «ولكن يظل الموضوع الرئيسي هو عن السكان فما دام الشعب السوري يؤمن بالوحدة فأي حكومة وأي قائد يمكنه توحيد البلاد، ولو انقسم الناس إلى قسمين، ثلاثة أو أربعة فلا أحد يمكنه توحيد البلد».
سوريا موحدة

وعندما سألته المجلة إن كان السنة والأكراد السوريون لا يزالون يؤمنون بوحدة البلاد أجاب «إذا ذهبت إلى دمشق فسترى، دعنا نقول كل الألوان المختلفة في مجتمعنا يعيشون جنبا إلى جنب، وعليه فالانقسام في سوريا ليس قائما على أرضية طائفية أو إثنية، فلدينا عرب أكثر من الأكراد، وعليه فالأمر ليس له علاقة بالإثنية، ولكن بالفصائل التي تسيطر على مناطق معينة بالقوة».
وعن تغير الموقف الأمريكي من المطالبة برحيله، أجاب أن نظامه كان منذ البداية منفتحا ومنخرطا في الحوار مع كل حزب في سوريا- تيار، جهة، كيان، أو ما شابه ذلك، مشيرا إلى أن حكومته قامت بتغيير الدستور. ويرى الأسد أن أي عملية نقل للسلطة وتنحيته بالضرورة يجب أن تتم من خلال استفتاء عام.
ولا يرفض الرئيس السوري الذي قال إن حكومته ستشارك في موسكو «ولكن هناك سؤال آخر: مع من نتحاور؟ لأن المعارضة الحقيقية يجب أن يكون لديها تمثيل على المستوى المحلي وفي البرلمان وفي مؤسسات الدولة، وعلى المعارضة أن يكون لديها قاعدة تمثيل شعبي نيابة عنهم» مضيفا أن الأزمة الحالية كشفت عن حجم المعارضة لدرجة أن المعارضة المسلحة رفضت الجناج السياسي في المعارضة وقالت علنا «المعارضة لا تمثلنا- فلا تأثير لهم».
ولأن المعارضة يجب ان تكون وطنية شكك الأسد في ولاء المعارضة الحالية حيث قال «لن تكون معارضة إن كانت دمية في يد قطر والسعودية أو أي دولة غربية بما فيها الولايات المتحدة ـ يدفع لها من الخارج. يجب ان تكون سورية».
وعندما سئل إن كان يعارض الحديث مع المعارضة المدعومة من الخارج قال لا «سنقابل كل شخص، لا شروط لدينا». ولكنه أضاف قائلا «سنقابل كل شخص ولكننا سنسألهم من تمثلون؟».

خطة دي ميستورا

ووافق الرئيس السوري على خطة التجميد التي يدعو إليها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والتي اقترح أن تبدأ من حلب. مؤكدا أن النظام السوري طبق خطة كهذه قبل اقتراح المبعوث الدولي في إشارة إلى حمص ومناطق أخرى ونجحت «وعليه فالفكرة جيدة ولكنها تعتمد على التفاصيل» حيث ينتظر من دي ميستورا تقديم خطة مفصلة وواضحة.
وفيما إن كان الأسد قد تخلى عن دعوته نزع سلاح المعارضة ووقف إطلاف النار كشرط للمفاوضات قال «لقد اخترنا سيناريوهات مختلفة للتصالح، ففي بعض المناطق تركناهم يغادرون بأسلحتهم لمنع وقوع ضحايا بين المدنيين.. وفي بعض الحالات سلموا أسلحتهم وغادروا». واعتبر الأسد محادثات موسكو تحضيرا لمؤتمر وقال إن بعض الدول قد تحاول إفشال المبادرة السورية «دعني أكون معك صريحا، بعض الجماعات هي دمى تقوم بتنفيذ أجندة خارجية.
وأعرف أن هناك دولا مثل فرنسا ليست مهتمة بنجاح المؤتمر. وعليه فسيعطون أوامر لهم كي يفشل، وهناك شخصيات لا تمثل إلا نفسها، ولا يمثلون أحدا في سوريا، وبعضهم لم يعش في سوريا ولا يعرفون شيئا عن البلد».
وعلق على الموقف الأمريكي الداعم لمبادرة موسكو قائلا «دائما يقولون أشياء ولكن هذا يعتمد على ما سيفعلونه، وتعرف أن هناك عدم ثقة بين السوريين والولايات المتحدة» والأفضل الانتظار ومعرفة ما سيجري في المؤتمر. ويتحدث الأسد عن صعوبة التوصل لصفقة مع الفصائل المعارضة المختلفة لأن هناك «نوعين من المتمردين، وغالبيتهم من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية إضافة لجماعات أخرى تنتمي للقاعدة.
وما بقي هي تلك التي وصفها أوباما «بالفتنازيا» أو ما وصفها بالمعارضة المعتدلة، وهم ليسوا معارضة بل متمردون بعضهم انضم إلى القاعدة وبعضهم عاد وانضم إلى الجيش «السوري» وخلال الأسبوع الماضي ترك منهم هذه الجماعات وانضموا من جديد إلى الجيش».

قرار 2170

وأكد أن المصالحة التي بدأها النظام ستستمر وسيواصلها دي ميستورا وهي الحل العملي للأزمة، مشيرا أيضا إلى أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 2170 حول النصرة وتنظيم الدولة الذي يمنع أي شخص من دعمهما- عسكريا وماليا ولوجيستيا، مضيفا «وهو ما تواصل تركيا والسعودية وقطر عمله» وفي حالة عدم تطبيق هذا القرار فلن يكون حل.
ودعا في الوقت نفسه الغرب إلى التوقف عن الحديث عن مظلة «دعم المعارضة المعارضة» «فهم يعرفون أن المعارضة الموجودة هي القاعدة وتنظيم الدولة والنصرة».

إيران وحزب الله

وعندما سألت المجلة الأسد عن التأثير الإيراني في سوريا الناجم عن الدور الذي يلعبه فيلق القدس والحرس الثوري في قتال المعارضة وذكرته بالوضع في العراق ولبنان حيث بات من الصعب التخلص من التأثير الإيراني هناك، أجاب «تعتبر إيران بلدا مهما في المنطقة وكانت مؤثرة قبل الأزمة، وتأثيرها ليست متعلقا بالأزمة ولكن بدورها» مشيرا إلى العوامل التي تجعل بلدا مؤثرا خاصة في بلد مثل الشرق الأوسط حيث تتشابه المجتمعات والأيديولوجيات «وعندما يكون لديك تأثير على عامل فتأثيرك يتجاوز حدودك، هذا جزء من طبيعتنا، ولا علاقة له بالنزاع، طبعا عندما يكون نزاع وفوضى فقد تكون هناك دولة مؤثرة أكثر من أخرى».
وبعد كل هذا يقول الرئيس الأسد إن «إيران لا طموحات لديها في سوريا، وكبلد وكسوريا فلن نسمح أبدا في التأثير على سيادتنا، ولا نقبل بهذا وهو ما لا يريده الإيرانيون».
وتحدث الأسد عن تعاون مشيرا إلى أن مشكلة أمريكا والغرب أنهم يريدون تأثيرا وليس تعاونا.
ونفى الأسد ما نقلته مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن خطط إيران لبناء قاعدة لبناء الصواريخ في سوريا أجاب «لا، لعب دور من خلال التعاون يختلف عن لعب دور عبر الهيمنة». ربما لا تكون الحكومة الإيرانية تريد هيمنة، ولكن ماذا عن الميليشيات أو اللاعبين غير الدول مثل حزب الله والذين قد لا يريدون ترك سوريا، أجاب الأسد أن وجود ميليشيات هو أثر عرضي للحرب ولكن يجب أن تحاول دائما السيطرة عليه.
وأشار الأسد إلى هجوم القنيطرة الذي هاجمت فيه إسرائيل مجموعة من قيادات حزب الله قائلا «لم يحدث أبدا أن نفذت عملية ضد إسرائيل من خلال مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1971. وأن تزعم إسرائيل بأن هناك خطة لعملية أمر لا يتناسب مع الواقع، فقط مبرر، لأنهم كانوا يريدون اغتيال أشخاص من حزب الله». وردا على سؤال حول حذر إسرائيل من التورط في الحرب السورية أجاب الأسد «هذا غير صحيح لأنهم يهاجمون سوريا منذ عامين وبلا سبب». وأكد أن حديث إسرائيل عن ضربها لمواقع عسكرية لحزب الله في سوريا «عار عن الصحة».
وإذا كان هذا ليس المبرر فما هي أجندة إسرائيل في سوريا؟ أجاب الأسد « يريدون (الإسرائيليون) دعم المعارضة في سوريا، هذا واضح» فكلما حقق الجيش السوري تقدما تقوم إسرائيل حسب زعم الأسد بالهجوم لإضعاف الجيش.
لدينا دستور

وبالعودة لموضوع الميليشيات وإن كانت الدولة قادرة على ضبطها أجاب الرئيس السوري أن الدولة لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها إن لم تكن اللاعب الوحيد في البلد.
وعندما ذكرت المجلة الأسد بصعوبة السيطرة على الميليشيات الشيعية التي تعززت قوتها أثناء الحرب ألقى اللوم على الحاكم المدني في العراق بول بريمر الذي «لم يكتب دستورا للدولة بل للفصائل. أما في سوريا، فلماذا وقف الجيش سريعا ولأربع سنوات يقاتل رغم حظر استيراد الأسلحة وعشرات الدول التي تهاجم سوريا وتدعم المتمردين، لأن لديها دستور حقيقي، دستور علماني، هذا هو السبب لأن الدستور في العراق هو طائفي».
ويبدو الأسد غير قلق من دور الميليشيات بعد نهاية الحرب لأن الحكومة بنظره ستكون قادرة على مواجهة أية مشاكل .

أسعار النفط

وقلل من أهمية هبوط أسعار النفط الذي أثر على الأوضاع الاقتصادية في إيران وروسيا، الدولتين الداعمتين له، قائلا إنها لم تؤثر على الوضع العسكري في سوريا والسبب كما يقول» لأنهما لا تقدمان لنا المال، ولهذا فلم تترك أثرا على سوريا، وحتى لو كانتا تريدان مساعدتنا فستكون على شكل قروض»، ويبدو الأسد مصرا على أن انخفاض سعر النفط لا أثر له على صناعة الأسلحة الروسية ولا على مساعدات البلدين لنظامه.
أخطاء

وسألت الصحيفة الرئيس عن أخطاء نظامه وإن كان هناك ما يندم عليه خاصة أن الأسد نفسه تحدث في مقابلات سابقة عن أخطاء ارتكبت. ولكنه لم يجب بشكل قاطع حيث ربط الأخطاء السياسية بالقرارات السياسية.
وفي هذا المجال قال إنه فتح الحوار وغير الدستور وقرر ثالثا الدفاع عن البلد ضد «الإرهابيين» «ولا أعتقد أن هناك أي خطأ في هذه القرارات الثلاث التي اتخذناها» ولكن على مستوى الممارسة تحدث أخطاء، وفرق بين أخطاء الممارسة وأخطاء السياسة. وعندما طلبت منه المجلة وصف بعض الممارسات الخاطئة أجاب «علي الرجوع إلى المسؤولين في الميدان ولا شيء في ذهني الآن». ويرى الأسد أن قراراته السياسية كانت صائبة. على صعيد ممارسات المسؤولين في المستويات الدنيا قال الأسد إنه تمت معاقبة بعض من «خرقوا القانون» ومعاملتهم المتظاهرين «أثناء الإحتجاجات… في البداية».

الغارات على «الدولة»

مع بداية الغارات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية تحولت الولايات المتحدة وسوريا إلى شريكين في الحرب من نوع ما، والسؤال هل هناك احتمال رؤية تعاون أكبر بين البلدين أجاب الأسد «الإمكانية موجودة دائما، لأننا ندعو دائما للتعاون الدولي ضد الإرهاب لأكثر من 30 عاما، ولكن الإمكانية بحاجة إلى إرادة»، والسؤال «كم لدى الولايات المتحدة من إرادة لقتال الإرهاب على الأرض؟ وحتى الآن لا يوجد شيء حقيقي، وما شاهدناه هو عرض ولا شيء حقيقيا، ومنذ بداية الهجمات حققت الدولة مكاسب على الأرض في سوريا والعراق».
وعن عين العرب أجاب الأسد أنها تمثل دليلا على أن التحالف الدولي ليس جادا في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن البلدة صغيرة ولا يتجاوز عدد سكانها عن 50.000 نسمة «ويغيرون عليها منذ 3 أشهر ولم ينتهوا بعد» ومقارنة مع هذا فقد كان الجيش السوري قادرا على تحرير مناطق مماثلة احتلتها القاعدة في غضون أسابيع. ويدعو الأسد لانخراط أمريكي أكثر ضد الدولة الإسلامية وليس في الجانب العسكري ولكن السياسي «وهو متعلق بالمدى الذي ستذهب إليه أمريكا للتأثير على الأتراك، لأنه إذا استطاع الإرهابيون الصمود كل هذا الوقت، فهذا يعني أن الأتراك يواصلون إرسال السلاح والمال لهم. فهل تريد الولايات المتحدة وضع ضغوط على تركيا كي توقف دعم القاعدة؟ لم يفعلوا ولا يريدون، والأمر لا يتعلق بالانخراط السياسي هذا أولا، أما الأمر الثاني فعندما تريد الحديث عن العمل العسكري، يقول الأمريكيون لن تستطيع تحقيق الأهداف بدون قوة على الأرض، والسؤال من هي هذه القوات؟».
ويرغب الأسد قيام واشنطن بممارسة ضغوط كبيرة على تركيا والسعودية وقطر كي توقف دعمها للمتمردين «أما الأمر الثاني وهو التعاون القانوني مع سوريا والطلب من حكومتنا لشن غارات، ولم يفعلوا، هذا غير قانوني» .
ورغم كل هذا فهو مستعد للتعاون مع أمريكا لأن بلاده تواجه خطر الإرهاب. وعن الخطط الأمريكية لتدريب 5.000 من مقاتلي المعارضة لقتال الدولة الإسلامية، قال «أي قوات لا تعمل بالتنسيق مع الجيش السوري تعتبر غير قانونية ويجب مواجهتها، هذا أمر واضح» حتى لو أدى الأمر لمواجهة مع أمريكا. وقلل الأسد من إمكانية بناء هذه القوات «كيف يمكن لهذه الفتنازيا أن تصبح حقيقة؟»، وأجابت المجلة من خلال التدريب «ولكن لا يمكنك تحويل المتطرفين إلى معتدلين».
وحذر من مخاطر تدريب المعتدلين وإمكانية انشقاقهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الأخرى، مذكرا بما حدث العام الماضي «وهو ما أراه وهما، وليس تدريب 5.000 مقاتل ولكن الفكرة نفسها».

انتهاكات

تقول المجلة إن جزءا من مشاكل التعاون مع النظام السوري نابعة من ممارساته وانتهاكات حقوق الإنسان، لكن الأسد يؤكد أن ما يقال هو اتهامات، خاصة الصور التي نشرت عن التعذيب، حيث قال إن الصور التي نشرت كانت مشروعا دعمته قطر، «ويقولون إنها من مصدر مجهول، ولهذا لا شيء واضحا أو تم إثباته، فالصور غير واضحة، وهي صور لرؤوس، وجماجم، من قال إن الحكومة هي التي فعلت هذا وليس المتمردين؟ ومن قال إن الصور لضحية سورية وليست لأشخاص آخرين؟». وقال إن الولايات المتحدة والدول الغربية ليست في وضع للحديث عن حقوق الإنسان لأنها مسؤولة عن معظم القتل في المنطقة، خاصة الولايات المتحدة التي ذهبت إلى العراق وكذلك بريطانيا التي غزت ليبيا والوضع في اليمن وما حدث في مصر من دعم للإخوان المسلمين والإرهاب في تونس، كل هذه المشاكل حدثت بسبب الولايات المتحدة، وكانت هي الدولة الوحيدة التي تتلاعب بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».
اتفاق نووي

وينفي الأسد أن يؤثر على أزمة سوريا أي اتفاق أمريكي – إيراني حول الملف النووي الإيراني «لأن الأزمة هنا لم تكن يوما جزءا من المفاوضات، ورفضت إيران ربطها، وهذا صحيح لأنه لا توجد رابطة بينهما».
ويرى الأسد أن سيطرة حكومته على الأراضي مرتبط بطبيعة الحرب، فهي ليست بين دولتين وإنما مع جماعات مسلحة تشن حرب عصابات، ولهذا لا يمكن الحديث عن مساحات مقسمة بين الطرفين، وأكد أن الجيش السوري قادر على الذهاب إلى منطقة يريدها داخل سوريا لكن لا يمكنه الحضور على كل شبر من سوريا. ولكن الوضع العسكري جيد بالنسبة للحكومة.
وأكد ان الدولة ربحت الشعب السوري في هذه الحرب ودعمه للحكومة والجيش «وقبل أن نتحدث عن السيطرة على أراض، علينا الحديث عن كسب عقول وقلوب الشعب السوري، وهذا ما ربحناه، وما تبقى لوجيستي وتقني، مسألة وقت».
هزيمة المعارضة

وعن إمكانية هزيمة النظام للمقاتلين أجاب الأسد لو لم يكونوا يحصلون على دعم خارجي من معدات ومتطوعين لكان الأمر سهلا، وحتى في هذا الوضع فالجيش السوري في وضع جيد. ويلح الأسد على ما يراه دعما مستمرا من تركيا – عسكريا ولوجيستيا وما إلى ذلك. ولفت تكرار الأسد لتركيا انتباه المجلة، وكان واضحا في الإجابة عندما قال إن هوسه بتركيا نابع من كونها مركز الدعم اللوجيستي والتمويل القادم من قطر والسعودية. وألقى الأسد باللائمة على الرئيس التركي أردوغان الذي قال إنه ينتمي للإخوان المسلمين التي تعتبر أساس القاعدة. وقال إن أردوغان متعصب ولهذا يدعم الدولة الإسلامية «وهو مسؤول شخصيا عما حدث» في سوريا. وعن إمكانية تعاون مع النظام المصري وعبدالفتاح السيسي قال «لن أتحدث عنه شخصيا ولكن طالما قاتل المصريون والجيش المصري النوع نفسه من الإرهاب، كما هو في العراق يمكن أن نتعاون مع هذه الدول لقتال العدو نفسه».

القدس العربي