تحقيقات وتقارير

المعارضة تختلف: أحزاب “نداء السودان” تعلن انتخابات موازية.. والمقاطعة للحوار لديها خطة أخرى.. والمؤتمر الوطني يهاجم يتعجب ويتساءل


أعلنت أحزاب المعارضة أمس( السبت) على نطاق واسع أنها ستقيم انتخابات موازية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدها أبريل المقبل، وذلك ببدء تحالف المعارضة بحملة لمقاطعتها بإقامة انتخابات ببطاقات يكتب عليها (أنا مقاطع)، وتكون مراكزها في دور الأحزاب نفسها، وتبين أن من أعلنوا هذا الموقف هي الأحزاب التي وقعت على اتفاق (نداء السودان) مع الجبهة الثورية، في حين رفضتها الأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار، والتي بينت لـ(اليوم التالي) أن لديها خطة أخرى لمقاطعة الانتخابات غير التي يذهب إليها أحزاب (نداء السودان).

لنخلص إلى أن المعارضة اختلفت حول كيفية مقاطعتها للانتخابات، أما المؤتمر الوطني من جانبه ماض فيها، ولا يعير اهتماما لما تفعله المعارضة، مجددا الدعوة بأن الباب مفتوح لمشاركة الجميع، لكنه في الوقت نفسه شن هجوما على المعارضة لاتخاذها مثل هذه المواقف.

خلايا تخريب

وقال الدكتور مصطفى عثمان، أمين القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، إن (الوطني) يتابع من فترة ومنذ توقيع وثيقة نداء السودان في أديس أبابا، وتبين له أن هناك بعض أطراف من المعارضة شكلت خلايا لتخريب الانتخابات، وأضاف عثمان لـ(اليوم التالي) ما ذكر بأن المعارضة تريد عمل انتخابات موازية لم يكن مستغربا بالنسبة لنا، وتابع: ليست لدينا مشكلة في ممارسات المعارضة لكن في إطار القانون ونرى أن هذا حقهم، لافتا إلى أن أي ممارسة خارج القانون، القانون كفيل بحسمها، وقال سندير انتخابات نزيهة وشفافة ومن حق المواطن كل الحق أن يدلي بصوته فيها، ولكن أن ينأى المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بأي وسيلة كانت فهذا خرق للقانون لا نقبله ولا نرضاه، مخاطبا المعارضة بأن تعارض بوسائل ديمقراطية كتلك التي تدعو لها، ولا تكون أفعالها تخالف شعاراتها، وزاد: رأينا اليسار يؤيد نميري ويضرب الجزيرة أبا ويشارك في قمع الانتفاضات ثم يدعو للديمقراطية، مضيفا :أما البعث نعرف أصله وفصله، فهو أسس من بعث العراق، ونحن نسألهم كيف ترون ديمقراطية البعث أيام صدام حسين التي تستقون منها مبادئكم؟.. وقال هذا ينطبق أيضا على أحزاب التحالف جميعها، مطالبا المعارضة بأن تكون ممارستها تتماشى مع شعاراتها.

قاطعتم من قبل

وعن رفض الرئيس البشير للقاء الأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار، قال عثمان: لا علم لي بما دار بين أمبيكي والرئيس، ووجه سؤالا مباشرا للمعارضة قائلا: إن الرئيس وجه لكم الدعوة للجلوس معه قبل أمبيكي وقاطعتم الاجتماع، ثم تريدون الآن لقاء الرئيس أليس من حق البشير الاعتذار عن رفضكم الجلوس معه أولا.؟ وقال كان على المعارضة أن تلتقي الرئيس وتقول له لماذا تقاطع الحوار أفضل من أن ينتظروا أمبيكيل يرد عليهم، فكان الباب مفتوح امباشرة مع الرئيس دون أمبيكي، وتعجب من حال المعارضة وتساءل مرة أخرى هل لأن حزبين أرادا دخول الانتخابات يكون هذا هو موقف المعارضة.؟،وقال من باب أولى كنا فصلنا موسى محمد أحمد الذي يرفض المشاركة في الانتخابات، مضيفا: نتركه ينشر تصريحاته بكل حرية في هذا الأمر، فمن يمارس الديمقراطية فينا نحن أم المعارضة.؟

لدينا خطة أخرى

من جانبه دافع الطيب مصطفى عن موقف المعارضة قائلا: المؤتمر الوطني هو الذي دفع المعارضة باتجاه القوى الرافضة للحوار. وأضاف مصطفى لـ(اليوم التالي) أن الوطني يعزل نفسه يوما بعد يوم بعدم تنفيذه لخارطة طريق الحوار واتفاق أديس أبابا وفي تضييقه للحريات ومضيه في الانتخابات بمفرده وتعديلاته في الدستور، موضحا أن منبر السلام العادل والأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار ليست جزءً من الذين أعلنوا قيام انتخابات موازية، وقال لدينا خطة أخرى لمقاطعة الانتخابات مختلفة عن الأحزاب التي وقعت على اتفاق نداء السودان والتي تبنت الانتخابات الموازية، مبينا أنهم يعملون على جمع صف المعارضة لمواجهة الانتخابات، مشيرا إلى أن طلب لقاء المعارضة بالرئيس كان طلب ثامبو أمبيكي وأنه لم يكن طلب الأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار، وقال إن أمبيكي طلب منا أن نجلس مع الرئيس ووافقنا على ذلك، لكنه غادر البلاد دون أن يعطينا إجابة وفهمنا من ذلك أن الرئيس رفض اللقاء، وتابع :كنا نعلم أن الرئيس سيرفض، متسائلا: لماذا لم يخرج المعتقلون حتى الآن؟.. وقال إن الساحة غير مهيأة لأي حوار.

لا نطرح شعارات

وأشار كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، إلى أن حزبه لديه برنامج مسبق للانتخابات، وقال عمر لـ(اليوم التالي): نحن عند موقفنا بمقاطعة الانتخابات، ولكننا نرى أن الانتخابات موسم لدعوة شاملة للتواصل مع الناس، مضيفا :سنسير في برنامجنا لنكسب مزيدا من العضوية، بعرض آرائنا عن الحرية ودور للشباب والمرأة وغيرها لكسب المجتمع، لافتا إلى أن الشعبي لا يطرح شعارات مثل (قاطع وارحل)، وقال لدينا موقفنا بالمقاطعة لأسباب موضوعية، فليس لدينا مرشحين، ولا قواعد ستصوت سنعبّر عن قضايا البلد لرفع الوعي في المجتمع، وتابع :لا أدافع عن قرار الرئيس بعدم لقاء الأحزاب التي علقت مشاركتها في الحوار، ولا أجرم هذه الأحزاب في نفس الوقت، وبدا متعجبا من رفض المعارضة دعوة الرئيس في اجتماع آلية الحوار وطلبهم لقاءه مرة أخرى عبر أمبيكي.

لا تسمن من جوع

وعلق الدكتور حسن مكي، رئيس جامعة أفريقيا العالمية السابق، على موقف المعارضة بعمل انتخابات موازية قائلا: هذا الموقف لا يسمن ولا يغني من جوع، وأضاف مكي لـ( اليوم التالي) هذا الموقف رمزي لكن الشعب السوداني شبع من الرمزيات، مؤكدا أن النظام ماض في تنفيذ ما بدأه وسيواصل الانتخابات، وقال على المعارضة أن تواصل الطرق التقليدية بالتواصل مع الجماهير المنتشرة في القرى والريف والنقابات وغيرها، كما أكد أن حركة الشارع أقوى من حركة المعارضة.

تضييع الفرص

كما أوضح د. أسامة توفيق ،القيادي البارز بحركة الإصلاح الآن، أن حركته ليست جزءً من خطة الانتخابات الموازية. وقال توفيق لـ(اليوم التالي) :ما زلنا عند موقفنا بمقاطعة الانتخابات، مضيفا أن المؤتمر الوطني يضيع الفرصة الأخيرة لتحقيق تسوية شاملة وحل مشاكل السودان، لافتا أن البلاد تسير إلى الأسوأ، وقال إن تنفيذ خارطة طريق الحوار واتفاق أديس أبابا كانا هما المخرج الحقيقي للأزمات، وتابع: كل ما يحدث مضيعة للوقت وللفرص رغم أن مفاتيح الحل موجودة.

اليوم التالي