هذا ما فعله “معاذ الكساسبة” في أمين الأمم المتحدة
لأول مرة يعرب الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” عن تعاطفه نحو حادثة ما، فمنذ توليه أميناً عاماً للأمم المتحدة في 2007 لم يعرف عنه سوى الإعراب عن قلقه، فبحسب بحث أجرته صحف عالمية، فإنه خلال العام 2014 وصلها 140 بيان صادر عنه، ليبدي فيها قلقه تجاه مختلف القضايا
بالأمس أدان “بان كي مون” إعدام الطيار الأردني من قبل “داعش”، داعيا إلى مكافحة كارثة الإرهاب، ليعرب في بيان “تعاطف” لا “قلق” صادر عن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة عن تعاطفه مع ذوي الطيار الأردني وأهله وتضامنه مع الأردن شعبا وحكومة. كما دعا البيان كافة الدول إلى تعزيز جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وفقا لالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان.
“بان كي مون” الرجل القلق، اشتهر بكثرة إعرابه عن قلقه تجاه مختلف القضايا العالمية، التي شغلت الرأي العالم منذ توليه منصبه، حيث تبدأ أغلب تصريحات وبياناته بعبارة “الأمين العام للأمم المتحدة يبدي قلقه من ..”. وقلق بان كي مون، لم يقتصر على الصراعات السياسية والملفات الشائكة والأزمات الدبلوماسية، إنما وسع مجال قلقه خلال خطاب له في 24 أبريل 2014 إذ قال إنه “قلق بشأن الناس الذين يتّبعون أنماط إنتاج واستهلاك لتوفير احتياجاتهم الفورية”.
وفي 11 إبريل الماضي أيضاً ألقى خطاباً حول قضية المياه في العالم وأصبح قلقه يشمل “مليارات البشر الذين يقضون حاجتهم في الخارج”. الجدير بالذكر أن قلق بان كي مون كان يتبع كل الأحداث الكبيرة التي تحدث ضجيجاً في العالم، وأثار إعادة استخدامه لذات الأسلوب وذات الكلمة سخرية النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي. إذ أنهم كانوا أيضاً يقلقون لقلقه، ويقلقون عندما يتأخر بالإعراب عن قلقه، فوسط أزمات تسرق حياة الملايين لم تلق رسائل بان كي مون المئوية من المتابعين إلا السخرية.
ووجهت انتقادات عديدة لـ”بان كي مون”، بعد أن أفنى عمره في الإعراب عن القلق، من قبل العديد من السياسيين والمفكرين الموظفين الدوليين، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأمم المتحدة “إينغا بريت الينوس” قدمت تقريرًا اتهمت فيه الأمين العام بإعاقة عامة، وخاطبت الأمين بان كي مون بالقول: “إن أعمالك ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب”.
وفي تقريرها السنوي لعام 2010 انتقدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” بان كي مون بشدة، متهمةً إياه بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات “الأنظمة القمعية”، مما دفع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للدفاع عنه، موضحاً أن بان كي مون “يستخدم الدبلوماسية الهادئة كما أنه مارس ضغوطاً من أجل وقف هذه الانتهاكات”.
ولا شك أن المهام الملقاة على عاتق “بان كي مون” والملفات الكثيرة العالقة والصراعات التي تتزايد في العالم قد أثقلت عليه، فكونه يشغل منصباً مهماً وحساساً، عليه اتخاذ خطوات لحل مشاكل العالم وتسوية ملفات الصراع، وبما أن هذه الملفات شائكة للغاية ومستعصية على الحل، فهو على الأقل يختار أن يعبر بالكلام ويبدي قلقه حولها. يشار إلى أن بان كي مون كان قبل ذلك وزيرا لخارجية كوريا الجنوبية، وسيستمر عمله في الأمانة لمدة عشر سنوات اعتبراً منذ تعيينه في 2007 حسب دستور المنظمة.
(mbc.net)