في دائرة الإعلام.. صحفي القصر على مقربة من الخارجية
بعد أكثر من عقد من الزمان يغادر عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي لمكتب الرئيس القصر الجمهورى مع تكهنات حول وجهة الرجل القادمه التي غالبًا ما تكون في السلك الدبلوماسي الذي بات المحطة الأخيرة لمعظم المقالين من المناصب الحكومية العليا كمكافأة نهاية خدمه مكتنزة!
وبالنظر إلى القادم الجديد الى القصر الجمهوري بكل ما يحمله من ثقل وخلفيات إعلامية صاخبة يبدو واضحًا أن الرئاسة راودها الحنين الى العصر الذهبي لرجلها القوي محجوب فضل بدري بشخصيته القوية فأحضرت وافداً جديدًا أكثر قوة أدار معظم الملفات الشائكة أهمها ملف هيئة الإذاعه والتلفزيون الذي صارع محمد حاتم سليمان على منصته كثيراً من المتاريس قبل أن يغادرها في تغيير سريع ببديل بعيد عن المطبات الخطره لـ(الحوشيْن) انتهت بأن يغادر قبل أن يجلس السموأل خلف الله وزير الثقافة السابق.
وبحسب مقربين من القصر فإن المرحلة القادمة بكل ما تحمله من ملفات إعلامية وسياسية وأمنية وانتخابية لا بد من أنها فعلاً بحاجة لشخص جديد لن يغلق هاتفه عند المحكات الصعبة وهي الشكوى التي جأر بها معظم قادة العمل الاعلامي بأن التصريح يأتي متأخراً يومين بعد الحدث.
وعلى النقيض من الرأي السابق أكد مصدر من داخل القصر الجمهوري للصيحة فضل عدم ذكر اسمه أن عماد سيد أحمد يعتبر أصلاً مكلفاً منذ مغادرة محجوب فضل بدري وعندما ترفق عبارة مكلف بوظيفة ما هذا يعني أنها مؤقتة وأنه جارٍ البحث عن بديل وبلا شك أن عماد شخصية مؤهلة أكاديمياً وعمل في معظم الصحف الإسلامية بدءاً من الرأي انتهاء بألوان مع رؤساء تحرير أمثال الكرنكي وأمين حسن عمر وحسين خوجلي أي أنه مشبع بالجو الصحفي وهى نفسها البوابة التي أدخلته إلى القصر الجمهوري كموظف ليعمل بعدها كمدير لمكتب عباس إبراهيم النور المستشار الاعلامي للرئيس وبعدها أدار المكتب الصحفي للقصر لفترة الى أن خرج محجوب فضل بدري فتم تكليف عماد سيد أحمد ليحل محله إلى إشعار آخر وهو الإشعار الذي أفادتنا به المرحلة القادمة التي تحتاج شخصية طاغية وحساً سياسياً عالياً وتحركاً دبلوماسياً ينتج تصريحات تعادل مدى حرج ودقة الموقف وهو ما ينتظره القصر من الناطق الرسمي باسمه الجديد.
وبحسب محللين فإن إقالة عماد سيد أحمد لم تكن مفاجئة لأن الساحة رشحت منذ فترة طويلة بكتابات إعلامية متفرقة عن مغادرة وشيكة وبعض الأقلام شنت على الرجل حملة قوية إبان مرض الرئيس وصمت الناطق باسم القصر عن الحديث تاركًا مجالاً للتكهنات بطبيعة المرض قبل أن يخرج بيان يؤكد حقيقة مرض الرئيس!
ونفس الأقلام سمت مرشحين جدداً وعقدت مقارنة بين محجوب بدري وخليفته الصامت وعلقت على الحوارات التي تدار مع شخصيات في القصر دون الرجوع إليه عبر علاقاتهم العامة وهو ما يعتبر ثغرة استخدمها الغاضبون من قادة الصحف ضد الرجل الذي يلاحقونه لأجل معلومة تصنع مانشيتاً رئيسياً حصرياً فلا يجدونها إلا من بيان موحد! والرجل تلاحقه الشكوى من ضعف البيانات التي تصاحب المواقف التي لا مجال لمنع الحديث عنها خصوصًا بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تتلقف الشائعة وتصنع منها رأياً عاماً يصل كل البيوت السودانية في ظرف أقل من ثانية لتجعل من مهمة الرجل الذي يدير إعلام القصر ليس تلقي التعليمات وتدويرها بل الحديث في الوقت المناسب دون انتظار إشارة البدء.
عماد يغادر مخلفاً شخصية طيبة بعيدة عن الاحتكاكات برصيد صفر من المشكلات ليفسح المجال لمحمد حاتم الذي سيشغل بالتأكيد حيزاً لا يستهان به بمرحلة ستشهد وجوهاً جديدة ولغة مختلفة وبيانات آنية وهمهمات خفية بين جنبات القصر بعضها محتج وبعضها مستحسن وبعضها رمادي الهوية.
الصيحة