منوعات

تتهادى في “نص” المنشية.. الجقور تحقق للركشات أمنياتها


يعدل العشريني (خالد) من جلسته وهو ممسك بمقود الركشة (ينقر) على الفلاش الملحق بها فيأتي صوت مصطفى سيد أحمد مترنماً (كان نفسي اقول لك من زمان)، لكن الأمنيات يكتبها آخر على خلفية ركشته الأخرى (نفسي أقطع الكوبري)، وهكذا فإن العبارة تعني (إن حلم العبور كان بعيداً على صاحبة اللساتك الثلاثة بحسب توجيهات المرور).

الممنوع يصبح مُتاحاً وان كان الأمر على مستوى المنتصف، كوبري المنشية المغلق والمفتوح في اتجاه واحد من الصباح للخروج من شرق النيل بينما بعد منتصف النهار هو زمان الدخول فقط.

(1)

على طريقتها في الشوارع تنحشر (الركشات) بين الزمانين ويدفع بها سائقوها إلى قمة كوبري المنشية. مجرد فاصل من الحبال هو الذي يفصل بين الركشات المتجمعة ومكان (قد الكوبري) بحسب إفادة عبد القادر همت لصحيفة اليوم التالي في حوار ما بعد بداية الصيانة وإغلاق الجسر مؤقتاً.

ركشات الجريف التي تربط سكان المنطقة بالشارع الرئيس لم يطق سائقوها انتظاراً وسرعان ما غادروا المثلث ليضعوا لهم خط سير جديدا يبدأ هذه المرة من المثلث وينتهي في منتصف الكوبري. الخط الجديد تم تدشينه لتقليل حدة المشوار فظل أصحاب الركشات يحملون العابرين إلى آخر نقطة ومن ثم يتركونهم ليعبروا الجسر راجلين قبل أن تتلقفهم ركشات أخرى وتوصلهم إلى المقابر حيث يواصلون رحلتهم إلى قلب الخرطوم. بدا سائقو الركشات أكثر سعادة بتوفر خط جديد يساهم في توفير (حق التوريدة) بالرغم من أن الأمر جعلهم يلاحقون السيارات التي كانوا ينتظرونها وهي تهبط مسرعة من الكوبري.

(3)

الجقور في مرمى الاتهامات.. أرجعت بعض التبريرات الحكومية ما حدث في جسر المنشية بأنه كان بسبب هجمات (الفئران) التي أدت لتآكل وتصدع الكوبري وهو ما يعني أن هجمات (الجقور) على الكوبري حققت لسائقي الركشات نصف أمنيتهم فهم لم يعبروا بعد إلى الضفة الأخرى من النهر ولكنهم استطاعوا العبور في مساحات شاسعة داخل حرم الكوبري وهو أمر كان محرماً عليهم قبل الهجمات التي أنتجت التصدعات، وهو ما يعني أن (مصائب قوم عند قوم فوائد) وفي هجمات الجقور عند أصحاب الركشات تحقيق لبعض الأمنيات.

الركشات تقطع نصف الكوبري وهي قادمة من الجريف يتبادل سائقوها الونسة مع العمال وهم يعيدون ترميم الأخطاء التي صاحبت التصميم. يصممون مشهدهم الخاص ويرفعون أصوات المسجلات لأعلى مستوى ليخرج الصوت بشكل مختلف هذه المرة (لا بإيدك ولا بإيدي.. دا الزمان الاختار كدي).

اليوم التالي