الطاهر ساتي : فالمهم هو أن يُعيد المغترب ثقته في الحكومة ومشاريعها، ولن تعود هذه الثقة المفقودة ما لم يتحول جهاز المغتربين من ( جهاز جبايات) إلى ( جهاز خدمات)
:: (ده قميص منو؟)، لا أحد يرد في سوق الررواكيب، ( ده سروال منو؟)، لا أحد يرد أمام ورش الحدادين، (ده بنطلون منو؟)، لا أحد يرد من جماهير مباراة كرة القدم في ميدان الحرية، ( دي جزمة منو؟)، لا أحد يرد في السوق الكبير..أوهكذا ظل العم النور حميدة – في رائعة المبدع يحى فضل الله، أسئلة العم النور حميدة الصعبة – يردد أسئلته وهويحمل تلك الأشياء التي يسأل عن صاحبها لأكثر من أسبوعين تجول خلالهما كل شوارع المدينة..وعندما تدخلت الشرطة وصادرت السروال وبقية الأشياء، حول النور حميدة صيغة السؤال الي : (السروال داك كان حق منو؟)..!!
:: وكان يزعج المارة والسيارة، إلى أن فقد عقله وصار يلقب بالمجنون..ومات النور حميدة قبل أن يعرف صاحب السروال وبقية الأشياء، وكذلك لم يعرف أهل قريته سر السروال وبقية الملابس التي صادرتها الشرطة..ولكن في غمرة هياجات العم النور حميدة المتسائلة لم تنتبه المدينة الى بعض التفاصيل الصغيرة، وهي انه في ذلك الصباح الشتوي الذي صرخ فيه العم النور حميدة باسئلته الحارقة عن صاحب الملابس كانت (عشوشة بت حارن) قد صعدت على ظهر لوري متجهاً الى الشمال وكان بالقرب منها صاحب تلك الملابس..!!
:: ويوم الخميس الفائت، عندما كان الخبر ( جهاز المغتربين و شركة إقبال يوقعان عقد دراسة جدوى بنك المغتربين)، تساءل لسان حال المغتربين بجنون : (إقبال دي منو؟)، ( إقبال دي حقت منو؟)، وهكذا كما العم النور حميدة في رائعة يحى فضل الله..ولكن حال المغتربين – حسب وقائع وتفاصيل الخبر – أفضل من حال العم النور حميدة، بحيث عرفوا أن من وقع على عقد دراسة الجدوى إنابة عن شركة إقبال مع رئيس جهاز المغتربين هو الدكتور عبد الرحيم حمدي، وذلك بصفته رئيس مجلس إدارة شركة إقبال..وعليه، ( إقبال دي منو؟) لم يعد سؤالاً بلا إجابة كما سؤال العم النور حميدة ( ده قميص منو؟).. ولذلك من السهل جداً أن يعرف المغترب وكل أهل البلد مصير ( عشوشة بت حارن)، في حال صعودها على ظهر هذا البنك و ..( تختفي )..!!
:: وعلى كل، ما ليس مهماً، متى – وأين وكيف – طرح جهاز المغتربين عطاء هذا العقد الموقع عليه من قبل رئيس الجهاز ورئيس مجلس شركة إقبال؟..صحف قبل التوقيع، لم تحمل إعلاناً يطلب فيه جهاز المغتربين عن حاجته لدراسة جدوى لمصرف، وأن على الشركات الراغبة في المشاركة تقديم عروضها وفق الشروط (كذا وكذا)، وأن آخر يوم للتقديم هو يوم (كذا)، وأن السيد الرئيس غير مقيد بقبول أقل أو أي عطاء آخر..فالبدايات الصحيحة هي التي دائماً ما تؤدي إلى النهايات الصحيحة، وأن يتفاجأ المغتربين في طول الدنيا وعرضها بإقبال لا يسبقها إعلان منافسة – بالكفاءة والجودة والسعر – ليس ب (بداية صحيحة).. ومع ذلك، كما قلت سابقاً، فأن هذا التعاقد المفاجئ مع إقبال ليس مهماً في أزمنة يتفاجأ فيها الوطن والمواطن بما هو ( أكبر وأعظم).. فالمهم هو أن يُعيد المغترب ثقته في الحكومة ومشاريعها، ولن تعود هذه الثقة المفقودة ما لم يتحول جهاز المغتربين من ( جهاز جبايات) إلى ( جهاز خدمات)..!!
صحيفة السوداني
حبيبنا الطاهر هذه التوصيه عمرها اكثر من 29 عام منذ عام 1986 الحين تم عمل دراسه جدوى اما موضوع الثقه فهذا عشم ابليس فى الجنه اما المغتربين لهم الله ونعم الوكيل انا عمرى فى الغربه اكثر من 33 عاما ولم اجد حتى هذه اللحظه اى خدمه من الجهاز سواء ادفع واخرج من البلد .