قصات الشعر : مسايرة الموضة أم انبتات من قيم المجتمع؟
انتشرت مؤخرا وسط الشباب بصفة خاصة بعض قصات الشعر العصرية تماشيا مع العالم من حولنا تحمل أسماء متعددة، حيث يتعمد بعض الأطفال والمراهقين وضعها مواكبة للموضة وتقليدا لبعض المشاهير، وهو الأمر الذي لقي استهجانا من طرف المجتمع، خاصة أن الكثيرين يعتبرونه منافيا لعاداتنا وتقاليدنا السودانية.
الخرطوم : فتح الرحمن حمدان
وجدت بعض (القصات) العصرية انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة في أوساط الشباب الهاوي للموضة دون أدنى اهتمام بأصلها أو انعكاساتها السلبية على حياته، حيث يقوم بعض المراهقين برسم أشكال وخطوط مختلفة تحمل رموزا ودلالات غير مألوفة في مجتمعنا. والأغرب في ذلك أن كل قصة لها اسم معين ك (الشختة) الدالة على رسم خط مستقيم في إحدى جهات الرأس (بي فهم ) التي تتمثل في خط منكسر أو النجمة والهلال، وغيرها.
(قصات شعر) أثارت الفتنة
تسببت بعض قصات الشعر في زرع الفتنة في الشارع السوداني لدرجة حدوث بعض الملاسنات، التي وصلت إلى الشجار بسبب رفض البعض لمثل هذه القصات الغريبة عن مجتمعنا ووصفها بالمعادية، حيث اعتبرها هؤلاء بمثابة التشبه باليهود واللادينين ولا يجب العمل بها أو تقليدها، خاصة أن الكثير منها يجلب استياء المجتمع، وفي هذا الإطار أعربت جل الآراء عن رفضها المطلق لهذه العادات الغريبة التي لا تمت لمجتمعنا بصلة وتدعو إلى العدوانية وتجعل صاحبها متشبها بالكفار، ناهيك عن صورة الشخص صاحب القصة وكأنه صعلوك.. بحسب قولهم !!
طوابير الحلاقين
الأفظع في الأمر هو العدد الكبير من الزبائن المتوافدين على صالونات الحلاقة طلبا لقصات متميزة ومنفردة، حيث يقصد بعض الشبان الحلاق ويطلبون منه قصة عصرية شرط أن تكون مختلفة ومتميزة عن الآخرين، أو أخذ صورة تحمل قصة معينة لتسهيل العملية على الحلاق، وهو ما لمسناه عند صاحب إحدى صالونات الحلاقة، الذي قال إن هناك قصات متعددة، غير أن القصات الأكثر طلبا وإقبالا عليها هي قصة كرستيانو التي عرفت نجاحا كبيرا.
أولياء مستاؤون ومدارس رافضة
للغوص أكثر في صلب الموضوع ارتأت “التغيير ” أن تستطلع آراء بعض الأولياء عن رأيهم في آخر صيحات الموضة في ما يخص قصات الشعر التي أخذت منحى خطيرا في الآونة الأخيرة، لاسيما أنها تسببت في طرد الكثير من تلاميذ الاساس والثانويات بسبب هذا السلوك، حيث كشف بعض أولياء الأمر أنهم يعيشون في صراع دائم مع أبنائهم خاصة أنهم يعيشون فترة مراهقة صعبة ما يصعب التواصل، نفس الرأي وجدناه عند بعض الأساتذة الذين رفضوا رفضا قاطعا هذه القصات الغريبة قائلين”كيف لنا أن ننشئ جيلا سويا وهو في الأصل غير سوي ويتبع سلوكيات غير سوية” الناس تتحدث عن ضعف المنهج وعدم قدرته لتطوير الاجيال ، ولكن هذا الجيل في أصله يأتينا في حالة يرثي لها، مشيرين إلى أن للحرم المدرسي قوانين ومبادئ لا يجب تخطيها باعتبار أن المدرسة هي أفضل مكان لإنجاب جيل مستقبلي واعي ومثقف
التغيير