صلاح حبيب : هل التهديد يوقف الراغبين في خوض الانتخابات؟؟
التهديد والوعيد أصبح سمة سائدة لكل الأحزاب السودانية، فكل من يحاول الخروج عن الحزب يلوح الحزب بفصله حتى المؤتمر الوطني لم يستثنَ من هذا التهديد. فقد قال مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم غندور” لمنسوبيه الذين يحاولون خوض الانتخابات 2015م كمستقلين، هددهم بالفصل من الحزب، ولكن الذين ذاقوا حلاوة السلطة والثروة لم يوقفهم التهديد ولا الوعيد فمضوا فيما اختاروا من قرارات لخوض الانتخابات، ففي معظم ولايات السودان وعدد من منسوبي المؤتمر الوطني تقدموا لخوض الانتخابات، والبعض منهم ادعى أنه ليس مؤتمراً وطنياً كالدكتور “محمد عوض الباردوي” الذي تقدم لمنصب رئيس الجمهورية، وأصبح من بين خمسة عشر مشرحاً منافساً للمشير “عمر البشير”. وهناك آخرون في الدوائر الجغرافية القومية أو الولائية.
فالمؤتمر الوطني لم يكن هو الحزب الوحيد الذي توعد منسوبيه.. فالآن برز حزب الإصلاح الذي هدد أيضاً منسوبيه بالفصل حال المشاركة في الانتخابات التي لم يتبقَّ لها إلا ثلاثة أشهر تقريباً. فقال الحزب في تصريحات نشرتها بعض صحف الخرطوم الصادرة أمس، إنه خير منسوبيه بالاستقالة في حال خوض الانتخابات. وقال الحزب إنه مقاطع للانتخابات ولا بد أن يلتزم الأعضاء بقرارات الحزب وإما أن يستقيلوا. ولكن لا أظن أن التهديد سوف يأتي بنتيجة إيجابية فكل من أراد التحلل من الحزب والمشاركة في هذه الانتخابات نجح أو فشل فقد اختار طريقه الذي رسمه للمرحلة المقبلة، ولذلك الأحزاب حينما تكونت لا أظنها قد طلبت من الأشخاص الانتماء فدائماً الانتماء يكون باختيار الفرد.. وكذلك الخروج يكون باختياره، فلن ينفع الإطراء أو التهديد فمعظم أحزابنا قامت على ذلك، فقد شهدت الفترة الماضية انقسامات في كل الأحزاب السودانية ولم يشذ واحد منها أو لم يصبه ذلك الفيروس أو العدوى التي أدت لانشطار تلك الأحزاب إلى مثنى وثلاث ورباع وأحياناً سباع وثمانية، كما هو الحال عند حزب الأمة الذي انقسم إلى أجزاء أصبح مثل الدويلات الصغيرة الأمة، الإصلاح والتجديد والفيدرالي والمتحد والقيادة الجماعية والقومي وغير ذلك، وكذلك الشعبي والوطني والاتحادي الذي لم يقل في عدد الانقسامات فيه مثل حزب الأمة والشيوعي، وحتى الآن الذي برز على السطح طاله الانقسام، وحركة التحرير والعدالة ولذلك لن ينفع التهديد، فطالما الشخص اتخذ قراره فلن يثنه أحد عن ذلك.. فالانتخابات أصلاً قائمة والمؤتمر الوطني هو الحزب الفائز بها، فليترك شعرة معاوية باقية فأولئك الذين خرجوا وارتضوا خوض الانتخابات كمستقلين، فإذا فازوا فلن يخسر الحزب فهم أولاده وإذا فشلوا سيعودون إليه. أما الإصلاح الآن فهم أصلاً خرجوا من المؤتمر الوطني.. فإذا خاضوا الانتخابات فهذا من مصلحة المؤتمر الوطني فبضاعتهم ردت إليهم.
المجهر السياسي