عالمية

مجلس صيانة الدستور يعرض اعادة جزئية لفرز الاصوات ومقتل مُهاجم انتحاري في طهران

طهران (رويترز) – قال مجلس صيانة الدستور الايراني يوم السبت إنه مستعد لاعادة فرز عشر الاصوات في الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها فيما انتشرت شرطة مكافحة الشغب في شوارع طهران لمنع مظاهرة أخرى كانت مخططة يوم السبت.

وقال شاهد إن الشرطة أغلقت منطقة قرب جامعة طهران حيث كان يسعى أنصار المرشحين المهزومين في الانتخابات التجمع حوالي الساعة الرابعة (1130 بتوقيت جرينتش).

وقال شهود ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية استخدمت الغاز المسيل للدموع يوم السبت لتفريق متظاهرين يحتجون على نتائج انتخابات الرئاسة. واضاف الشهود ان الدخان تصاعد فوق ميدان انغلاب (الثورة) حيث تجمع مؤيدو مرشح الرئاسة المهزوم حسين موسوي في تحد لحظر الاحتجاجات.

وذكرت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية للانباء ان مهاجما انتحاريا قتل وان شخصين اصيبا في طهران يوم السبت قرب مزار مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران. واضافت الوكالة “قتل مهاجم انتحاري في الجناح الشمالي لمزار الامام الخميني. اصيب شخصان.”

وقال قائد للشرطة في وقت سابق ان قواته ستتعامل بحزم مع أي مظاهرات قادمة تخرج للاحتجاج على نتيجة انتخابات 12 يونيو حزيران.

وقال زعيم ايران الاعلى علي خامنئي يوم الجمعة ان قادة المظاهرات سيكونون مسؤولين عن اراقة الدماء اذا استمرت الاحتجاجات على الانتخابات التي يقول ان الرئيس محمود احمدي نجاد حقق فيها فوزا نزيها بفارق 11 مليون صوت.

وقال حزب اعتماد ملي حزب المرشح الخاسر مهدي كروبي ان خطط مظاهرة يوم السبت ألغيت بسبب عدم الحصول على ترخيص لها.

وقال متحدث باسم الحزب لرويترز “لانه لم يتم الحصول على اذن فان الاجتماع الحاشد اليوم ألغي.”

وطالب مير حسين موسوي الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية وخرج أنصاره في مظاهرات حاشدة في طهران ومناطق أخرى خلال الاسبوع الماضي بالغاء نتيجة الانتخابات واعادتها مرة أخرى.

وفي اخر مسيرة حاشدة لهم في طهران يوم الخميس حمل مؤيدو موسوي لافتات تقول انهم سيتجمعون ثانية بعد يومين في حوالي الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (1130 بتوقيت جرينتش). لكن حليفا لموسوي قال ان السياسي المعتدل لم يطالب الناس بالخروج الى الشوارع يوم السبت او يوم الاحد.

لكن انصاره ربما يقررون الخروج الى الشوارع بشكل او اخر مثلما فعلوا يوم الخميس عندما خرج عشرات الالاف رغم دعوة موسوي لهم بالبقاء في منازلهم. وكانت تلك الاحتجاجات هي التعبير الاوسع نطاقا عن المشاعر المناهضة للحكومة منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

وأعلن مجلس صيانة الدستور الايراني المكون من 12 عضوا والذي يجب أن يقر نتيجة الانتخابات عن خطط اعادة فرز جزء من الاصوات.

وقال ناطق باسم المجلس “على الرغم من أن مجلس صيانة الدستور ليس مجبرا قانونا…نحن مستعدون لاعادة فرز عشرة بالمئة من صناديق (الاقتراع) عشوائيا في حضور ممثلين عن المرشحين (الخاسرين) الثلاثة.”

ودعا المجلس موسوي وكروبي والمرشح الثالث محسن رضائي لتقديم شكاواهم في جلسة خاصة للمجلس لكن لم يحضرها منهم سوى رضائي المرشح المحافظ الذي كان يرأس الحرس الثوري الايراني.

وأكد أحد كبار قادة الشرطة تحذير خامنئي يوم الجمعة حيث قال “ابتداء من اليوم سيكون أي تجمع ينتقد الانتخابات غير قانوني وستتعامل معه الشرطة بحزم وتصميم.”

وأضاف أحمد رضا رادان نائب قائد الشرطة الوطنية “منظمو هذه المظاهرات الذين خدعوا الشعب سيحاكمون وسيجري التعامل معهم بالقانون.”

وقال شهود عيان انهم شاهدوا عناصر ميليشيا الباسيج الاسلامية تنتشر في أنحاء طهران وشاهد مواطن ما لا يقل عن ثلاث حافلات ممتلئة بعناصر الباسيج تتجه يوم السبت من مدينة كاراج القريبة في طريقها الى العاصمة الى جانب أربع شاحنات محملة بالدراجات النارية التي استخدمها رجال الباسيج خلال المظاهرات الماضية.

وقال خامنئي امام حشود ضخمة خلال خطبة الجمعة في جامعة طهران “لو وقعت أي اراقة للدم فسيتحمل قادة المظاهرات المسؤولية المباشرة.”

وأعلنت وسائل الاعلام الحكومية الايرانية أن سبعة أو ثمانية أشخاص قتلوا في المظاهرات منذ اعلان نتيجة الانتخابات يوم 13 يونيو حزيران.

واعتقلت السلطات أعدادا كبيرة من الاصلاحيين وفرضت قيودا صارمة على وسائل الاعلام الاجنبية والمحلية.

وقال متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك أوباما يدين العنف الذي قامت به قوات الامن ويؤمن بحرية الايرانيين في التظاهر وذلك وفي تصعيد للهجته تجاه الاحداث التالية على الانتخابات.

وفي علامة على التحدي صعد انصار موسوي الى أسطح المباني في طهران بعد حلول الليل يوم الجمعة ليهتفوا “الله اكبر” وهو ترديد لاساليب استخدمت في الثورة الاسلامية عام 1979.

ودعا خامنئي الى الهدوء في بلاده وهي من أكبر الدول المصدرة للنفط وتواجه نزاعا مع القوى الكبرى فيما يخص برنامجها النووي الذي يشك الغرب أنه يمكن أن يستخدم لانتاج قنابل نووية. وتقول طهران ان برنامجها النووي سلمي.

وهاجم خامنئي أيضا ما وصفه بتدخل القوى الاجنبية التي شككت في نتيجة الانتخابات قائلا ان أعداء ايران يحاولون هدم شرعية المؤسسة الاسلامية.

وقالت بريطانيا انها استدعت سفير ايران لديها للاحتجاج على خطاب خامنئي الذي وصف البريطانيين بأنهم “الاكثر غدرا” بين اعداء ايران.

وسئل روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض يوم الجمعة عن دعوة خامنئي لانهاء احتجاجات الشوارع فقال ان اوباما “يعتقد ان هؤلاء الذين يرغبون في ان تسمع اصواتهم لابد وان يتمكنوا من فعل ذلك دون خوف من العنف.”

واظهرت نتيجة الانتخابات الرئاسية حصول موسوي على 34 في المئة من الاصوات مقابل نحو 63 في المئة لاحمدي نجاد.

ورفض مجلس الامن القومي الايراني شكوى لموسوي في خطاب ارسله الى وزارة الداخلية الاسبوع الماضي بشأن رجال يرتدون ثيابا مدنية يستخدمون العصي والقضبان المعدنية لمهاجمة المحتجين.

ونقلت وكالة فارس عن امين المجلس عباس محتج قوله “واجبك ومسؤوليتك الوطنية تتطلب منك بدلا من توجيه الاتهامات لقوات الشرطة او الجيش..ان تحاول تجنب مثل هذه التجمعات غير القانونية والا تدعمها.”

من ناحية اخرى ذكرت وكالة أنباء مهر الايرانية شبه الرسمية ان مُفجرا انتحاريا قتل نفسه قرب مزار مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله روح الله الخميني يوم السبت.

ونقلت الوكالة عن مسؤول الشرطة حسين ساجدينيا قوله “قبل بضع دقائق فجر مهاجم انتحاري نفسه عند المزار.”

وذكرت وكالة فارس للانباء ان شخصين آخرين أُصيبا في الحادث في الجناح الشمالي للمزار.

وقال شاهد ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية استخدمت الغاز المسيل للدموع في مكان آخر من طهران لتفريق متظاهرين كانوا يحتجون ضد انتخابات رئاسية مثيرة للنزاع.

وذكر تلفزيون برس تي.في الايراني الناطق بالانجليزية ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ميدان انغلاب في طهران.

وقال التلفزيون الحكومي ان “الشرطة استخدمت ايضا مدفع مياه لتفريق المتظاهرين.”