مهمة سمبا

وجهت رئيسة أفريقيا الوسطى كاترين سمبا بنزا التي انتخبها البرلمان نداء ملحا للمليشيات المسيحية والمقاتلين المسلمين إلى إلقاء السلاح، بعد أشهر من أعمال عنف طائفية وأضافت أنها اعتبارا من اليوم رئيسة لكل أبناء أفريقيا الوسطى (دون استثناء)، مؤكدة أن من أولى أولياتها وقف معاناة الشعب واستعادة الأمن وسلطة الدولة على أراضيها كافة.
تستحق كاترين سمبا المرأة الحديدة رئيسة بلدية العاصمة بانغي ظروف أفضل، وهي تتسلم الرئاسة المؤقتة في أفريقيا الوسطى أول امرأة في بلادها تتولى هذا المنصب، حيث التركة التي خلفها الرئيس ميشيل جوتوديا ثقلية جدا لدرجة أنه أرغم على الاستقالة تحت ضغوط دولية لفشله في إنهاء أعمال العنف الطائفي التي كادت تعصف بالبلاد في أتون حرب إبادة جماعية على غرار النسخة الرواندية البشعة، رغم حالة التفاؤل الكبير في أوساط الأفرو أوسطيين بانتخاب سمبا التي يصفونها بالمناضلة القوية التي تتمتع بتجربة سياسية طويلة، فإن مهمتها لن تكون سهلة في إحداث حالة من الاستقرار للأوضاع في أفريقيا الوسطى المضطربة، وأجدني – مثل الكثيرين – مشفقاً عليها من هذه التجربة استنادا على تجربة الين سيرليف في ليبريا عندما انتخبت كاول امرأة في أفريقيا تتولى الرئاسة، ولكنها من سوء حظها ورثت عن الرئيس المخلوع تشارلز تايلور بلدا منهكا بالحروب والفقر، وسبما ستجد نفسها في موقف مشابه، حيث بلاد لا تزال السنة اللهب تتصاعد فى الكثير من أجزائها بسبب الصراعات السياسية التي تحولت لاحقا إلى مواجهات طائفية.
اللافت أنه في أفريقيا الوسطى البلد الفقير في أفريقيا تتسنم المرأة المناصب العليا، حيث توجد اليوم على رأس السلطتين التشريعية والتنفيذية امرأتان، هما الرئيسة المؤقته سمبا ورئيسة المجلس الوطني الانتقالي ليا كوياسوم التي بذلت للرئيسة المؤقتة النصح عندما قالت لها إن مهمة الرئيس الجديد لن تكون سهلة.
وهي كذلك فالمهمة امام سمبا الآن هى إعادة السلم للبلاد وإعادة الحياة لإدارة شلت بالكامل، وتمكين مئات آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم وتنظيم انتخابات عامة في موعد أقصاه النصف الأول من العام 2015م.
الرئيسة الجديدة بعكس سلفها ستجد الدعم الدولي الواسع، حيث وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الأول على عملية عسكرية أوروبية في أفريقيا الوسطى لدعم القوات الأفريقية والفرنسية، وسيتم بموجب الاتفاق نشر خمسمائة جندي لدعم القوات الفرنسية البالغ عددها 1600 جندي، التي بدأت مهامها في 5 ديسمبرالماضي بتفويض من الأمم المتحدة، إضافة إلى 4400 عسكري من القوة الأفريقية لحفظ السلام في أفريقيا الوسطى.
كما هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كاترين سمبا بنزا على انتخابها رئيسة لأفريقيا الوسطى، متمنيا أن يمثل هذا الانتخاب “مناسبة لإعادة إطلاق العملية الانتقالية” في البلاد.