تحقيقات وتقارير

مخلفات المطابع.. تأثير كمخدر العمليات الجراحية


في الجزء الشمالي لبوستة أم درمان تقع مجموعة من المحال التجارية التي تعمل في الطباعة بشتى أنواعها وأشكالها من (سلك إسكرين وطباعة كروت وفنايل أكياس) وغيرها، هناك أشخاص يعملون بحركة دؤوبة طوال اليوم تمكنهم من إنتاج قرابة الـ (5000) قطعة مطبوعة بكل نشاط وحيوية، لكن ثمة أضراراً تتسبب فيها المواد المتطايرة من مخلفات أغراض المطابع التي تجعل البعض مدمنين بدون علمهم ليصبحوا حاملين لأمراض الجهاز التنفسي والرئة.

أما عند اختصاصيي علم النفس والأعصاب، فيقول الزين النو الزين – طبيب نفسي – تعني كلمة إدمان التعود على المواد المخدرة، أما في ما يخص المواد المتطايرة التي يدمنها الشخص لا إرادياً في أماكن العمل خصوصا في المطابع، وفهي من المواد المخدرة التي تؤثر في الجهاز التنفسي والعصبي على المدى القريب والبعيد، كما تؤثر في التركيبة البايلوجية والنفسية للشخص.

وأضاف: المواد المتطايرة صنعت خصيصا لأغراض الطباعة ومع كثرة الاستعمال يصبح الشخص مدمنا بسبب تركيبتها الكيميائية، فمجرد دخولها جسم الإنسان تحدث تصدعات مما يؤثر تلقائيا في سلوكه، ويصبح غير طبيعي ما ينتج عنه اضطراب نفسي للأجهزة الحسية، وينعكس ذلك على التصرفات غير الطبيعية التي تبدر من الشخص لقلة إدراكه للأشياء من حوله، وأشار: ربما تكون التصرفات عدوانية واندفاعية أثناء التفاعل الكيمائي الداخلي مما يستدعي الخيال، فيصبح الشخص يتصرف بطريقة عكس التي يعيشها. أما الحالة الثانية، هي حالة الاسترخاء والضحك. وأوضح الزين أن إدارك الأمور يكون واحداً في كل حالات تعاطي المخدرات، أما الاختلاف فيكمن في المواد المتطايرة التي تؤثر بايلوجيا ما يؤدي إلىربكة في الأعصاب وتسمم في دم الإنسان، وهذا يقود إلى تسمم النخاع الشوكي والعصبي. وأشار المجموعة المختلفة من المواد المتطايرة التي تحتوي على أبخرة كيمائية تؤدي إلى نشوة سريعة عند استنشاقها، وتمتص هذه الكيماويات بسرعة عن طريق الرئة إلى مجرى الدم، وتصل إلى المخ وأعضاء أخرى في الجسم وتؤدى أحياناً إلى تلف عضوي ونفسي دائم.

تأثير هذه المواد على الجسم يشبه تأثير مخدر العمليات الذي يؤدي إلى بطء في وظائف الجسم، وبعد النشوة السريعة تأتي مرحلة يشعر فيها المستخدم بالدوخان والهياج. ينتشر استخدام المستنشقات بين المراهقين والشباب، وذلك نظرا لتوافره في كثير من المنتجات المنزلية العادية مع رخص ثمنه وسهولة الحصول عليه.

درية منير: صحيفة اليوم التالي