الفنان محمد ميرغني كل الأحزاب السياسية في السودان لا علاقة لها بالمواطن
مجلس المهن الموسيقية والمسرحية كارثة على الغناء السوداني
السلم الخماسي أثر على انتشار الأغنية السودانية
الفنان ميرغني محمد ابنعوف مجذوب الشهير بـ(محمد ميرغني)، ولد في حي السيد مكي بمدينة أم درمان في العام 1945م، وبدأ دراسته الأولية بمدرسة شيخ أمين بجوار سينما الوطنية بالخرطوم بحري، وأكمل تعليمه بمدارس الأحفاد بأم درمان ومعهد التربية بشندي، والذي تخرج منه مدرساً ومارس مهنة التدريس وتردد على عدد من المدارس.
بدأ حياته الفنية بإجازة صوته في العام 1965م وكانت الأغنيات التي تغنى بها أمام اللجنة، جواز مرور صوته، (أنا والأشواق للشاعر السر دوليب، وهي أولى أغنياته الخاصة، والبديع هواك سباني للشاعر أبو صلاح، وأنة المجروح للشاعر سيد عبد العزيز، وحبيبي أنا فرحان للشاعر الجاغريو) وكان أول ظهور له عبر الأجهزة الإعلامية من خلال الإذاعة السودانية عبر برنامج أشكال وألوان للمذيع أحمد الزبير في العام 1965م، وتعتبر فترة الستينيات هي الفترة الذهبية للغناء السوداني، حيث امتلك مقومات الفنان الأصيل وذلك بحسن اختياره للكلمة المنتقاة والألحان المعبرة وأدائه التطريبي الأخاذ ليتمكن من تقديم شخصيته الفنية ويضع بصمته الخاصة وهو ما أتاح له أن يكون أحد فناني المقدمة في مجال الأغنية السودانية الحديثة. (التغيير) التقت به وطرحت عليه العديد من المحاور الفنية والسياسية وما يخص المنهج التعليمي وغيرها.
حوار: موسى عبد القادر
*كيف يرى الفنان محمد ميرغني الحوار الوطني كمدخل لحل مشكلات البلاد؟
-أعتقد أن كل الأحزاب السياسية في السودان لا علاقة لها بالمواطن السوداني، حيث لا أطروحات ولا برامج، وبعض الأحزاب السياسية لا تعرف عضويتها حتى، ونحن كمواطنين نفهم في السياسة أكثر من السياسيين، ولا زلنا على الدوام نتحمل مآسيهم، وكان ينبغي أن يكون الحوار مع المثقفين والمعلمين والمبدعين والعمال.
*هل ينتمي الأستاذ محمد ميرغني لتنظيم سياسي؟
-لم أنتم لتنظيم سياسي في حياتي، ولكني كنت أقرب الى الحزب الاتحادي الديمقراطي، كنت في فترة من شباب الاتحادي تحت رعاية (موسى المبارك).
*لم تشهد الساحة في تلك الفترة استقرارا، وجاء انقلاب نميري، ومع ذلك تغنى محمد ميرغني للنظام الشمولي؟
-يا أخي الناس في تلك الفترة كانوا بحاجة الى التغيير، والأحزاب كانت ومازالت تفتقر للنشاط الفكري والتنظيمي والرؤية ومازالت كأنها (جمعيات)، لذلك شعرت بالرضا الذي تم، وقد غنيت لجعفر نميري (يا فارسنا ويا حارسنا).
*يبدو أنك كنت محتفياً بمايو وبجعفر نميري، حدثنا عن تجربة مايو والوجه الآخر لنميري؟
-نميري نحن ظلمناه، ومجموعة مايو أنجزت في مجال التنمية وذهب قادتها وهم فقراء يمتازون بالعفة والأمانة وحب الوطن، بعضهم رحل وهو لا يملك لنفسه منزلا، وهذا ما تفتقده الساحة السياسية الآن.
*كيف تنظر لأزمة دارفور؟
دارفور أزمتها كأنها نبت شيطاني، لأن إنسان دارفور متسامح ومتدين، ولكن تراكم المظالم وفشل السياسيين في حلها أحدث هذه الأزمة، وكذلك مثقفو البلاد لهم الدور الأساسي في إذكاء هذا الأزمة، والتآمر الخارجي على البلاد، فنجد أن التركيز على المركز وإهمال الهامش أدى الى أزمات عديدة، وأنا طفت السودان كفنان ومعلم وأعرف كل المظالم والإهمال الشديد.
*ما هي مساهمات الفنان في معالجة المشكلات السياسية والاجتماعية والتعايش ونبذ العنف والحرب؟
-محمد ميرغني مقاطعا! درويش غرقان في نيل إحساسك وناسك، ويعكس شامخ بالعزة ونخيل يا حليلك ويا حليلك، وكذلك نغني حملتك في يدي شمساً وعاطفة والهامات أيا وطناً على كبدي زها وعداً وأحلاما، ففي الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا علينا أن نعلي من قيمة الغناء للوطن، وأنا أقول مدوا الأيادي ولونوا الليل الطويل، أول تبادي علموا الفرح النبيل، وكتين يشيل حزب البوادي اتملي في النهار يسرح بعيد في ضي بلادي.
* محمد ميرغني قضى حياته كمعلم في الحقل التربوي، كيف ينظر للمعلم بين اليوم؟
-بالأمس كانت كليات التربية، الآن الجامعات لا تخرج معلمين إكفاء، ولابد من إحياء معاهد التأهيل التربوي كبخت الرضا وغيرها، لتراجع وتدهور أداء المعلم اليوم، بالإضافة للسلم التعليمي والمنهج كلها خلقت تلميذاً لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يملك خيال إبداعي، أنا أعرف أن بروف المعز عمر بخيت قرأ في مستوى رابع ألف كتاب (يا حليل زمان وأيام زمان).
*المعلم ركن أساس في العملية التعليمية، ماذا عن السلم التعليمي والمنهج الدراسي في الوقت الحالي أستاذ محمد؟
-هنالك تدهور مريع في العملية التعليمة في السودان، وطالب الوسطى القديمة أفضل من طالب الجامعة اليوم، هذا السلم أوقعنا في هوة سحيقة، أما المنهج الحالي فهو حشو ومواد بلا قيمة جعلت الطالب يحمل مكتبة على (ظهره). ولابد من النظر لللعملية التعليمية كلها، والقضية ما كسر رقبة إنك تعرض المنهج والسلم التعليمي، نحن معلمين كنا نقاتل لبناء المجتمع الذي نتمناه.
*(عازة في هواك)، (أنا سوداني)، (لي غرام وأماني) وغيرها أغنيات خالدة شكلت وجدان السوداني، أغنيات اليوم الوطنية ضعيفة الحضور في الداخل السوداني؟
-نحن كشعب سوداني ضعف فينا الحس الوطني، والفنان والشاعر جزء من هذا المجتمع، فكيف ننتظر من فنان (كايس لقمة عيش) ينتج ويبدع.
*كيف تنظر لدور مجلس المهن الموسيقية والمسرحية؟
-كارثة على الغناء السوداني، لأنه فتح الباب أمام الفوضى، (دا مولد وسيدو غايب)، أجاز أكثر من 1500 فنانة لأنه جبائي في دفع رسوم الرخصة، ونحن رخصتنا (أنا والأشواق)، (اشتقت ليك).
*الملاحظ في الآونة الأخيرة انتشار ما يعرف بالغناء الهابط؟
-التدهور الاقتصادي والاجتماعي أدى لتدهور الإبداع، لأنه يؤثر على الجانب الأخلاقي (فلنقم على الحاضر المأتم والعويل).
*شهدت فترة الستينيات الى الثمانينيات ازدهار الأغنية السودانية وأطلقوا عليه الزمن الجميل، ما كلمة السر في هذا الجمال؟
-الانتماء للبلد، الإخلاص في العمل، الرخاء الاقتصادي، القناعة، السودان كان جميلا، والمستوى الفكري عاليا، والآن الدكتواره على (قفا من يشيل).
*ماذا عن ذكرياتك في معهد المعلمين شندي؟
-كانت فترة جميلة وكنت نجماً في ألعاب القوى، وكنت أيضاً ممثلاً ومثلت في عدد من المسرحيات (العاصفة) و(البخيل)، ومن زملائي بالمعهد الفنان الطيب عبد الله والشاعر محمد أحمد سوركتي.
*يقال إن الظروف الصحية قد أثرت على صوتك وأدائك، هل مازالت قادراً على العطاء؟
-لا أبداً أنا مازلت قادراً على العطاء، ولي عدد من أغنيات الجديدة، وأعد العدة لتسجيلها في الفتره القادمة، رغم أن أبواب الإذاعة والتلفزيون مغلقة، لكن لي محاولات ومجهودات لتسجيلها، منها (غاب فجري، بحر اللبن، مدوا الأيادي).
*ماذا عن أول عداد تلقيته كفنان؟
-أول عداد تلقيته كفنان في حفل سنة 1965م كان عن طريق أبو آمنة حامد وكان (5 جنيهات)، وكنا ما بنتفق على الحفلات ونتركها لرئيس الفرقة.
*بما أنك عملت في التدريس لفترة طويلة من هم أشهر تلاميذك؟
-المعز عمر بخيت، قرن شطة، عبده الشيخ، اللواء حسن كركب، وغيرهم.
*ما هو الطريق لوصول الأغنية السودانية للعالمية؟
-لابد لها من إعلام جاد، وكذلك إخراج هذا الأغنيات في شكل جميل، والسلم الخماسي لا يعيق الانتشار بدليل (الهند – الصين – اليابان – أفريقيا – أمريكا اللاتينية) كلها تغني على الخماسي.
*زملاء الدفعة في معهد الموسيقى والمسرح؟
-نحن الدفعة الأولى: أنس العاقب – عثمان مصطفى – الماحي سليمان. ونحن استفدنا جداً من أغنية “اشتقت ليك”، وهي من الأغنيات التي يعشقها الطيب صالح، ومفرداتها وشكلها وصورها الشعرية؛ جعلها من الأغنيات الخالدات.
*يقال إنك هلالابي متعصب؟
أحمد الله هلالابي وأصدقائي عمر محمود خالد، فتحي إبراهيم وود الياس.
*رأيك في تسجيلات الهلال والمريخ الأخيرة؟
-مزعلاني القروش البدفعوها للاعبين الأجانب، وكان أولى بيها مدارسنا ومستشفياتنا وخدماتنا، الواحد منهم داير شقة وعربية في بلد ما قادرين (نأجر)، وللأسف لم يضيفوا للكرة السودانية
التغيير
صدقت في هذه كل الأحزاب السياسية في السودان ليس لها علاقة بالمواطن.
انا معك ميه الميه كل الذين يتناحرون في حكم البلد اليوم حكموا هذا البلد لكن الايام اثبتت بانهم تربية استعمار ودلال درسوا مجان علاج مجان ربنا ليس غافل بحول الله سوف يجدوا ما قدموه ولن نغفر لهم لا في هذه الفانية ولا الاخرة
فعلا يا استاذ كلا الاحزاب في السودان لا تعمل لمصلحة السودان عبارة عن تنظيمات مافيا