وزير الخارجية في حوار شامل بالكويت.. واشنطون جادة في الحوار
** في دولة الكويت، وإبان مشاركته في اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.. أجرت (اليوم التالي) هذا الحوار مع وزير الخارجية.. وقد رصدت الصحيفة أن المباحثات على مستوى الخبراء ووزراء الخارجية، والتي توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة، لم تكن بالسهولة التي يتخيلها البعض، إذ استغرق الاتفاق على القضايا المشتركة والاتفاقيات التي تم توقيعها أكثر من يوم، تخللتها أوقات عصيبة من الضغط والتوتر. جلست الصحيفة في هذا الحوار المشترك مع الزميلة مي علي من (المجهر السياسي) مع وزير الخارجية بعد عودته مباشرة من زيارته الشهيرة إلى واشنطون التي شارك فيها في صلوات الإفطار التي ينظمها الكونغرس سنويا. ولما كان توقيت الحوار يختزن كثيرا من القضايا التي تحفل بها أجندة السياسة الخارجية وشؤون الدبلوماسية السودانية، فقد استنطقت الصحيفة وزير الخارجية ليزيل علامات الاستفهام العالقة طيلة فترة زيارته إلى واشنطون والجدل الكثيف الذي دار حولها، خاصة اعتراضات الناشطين والمعارضة السياسية وآفاق الحوار الجاري مع الولايات المتحدة أثناء لقاءاته المتعددة مع بعض أعضاء الكونغرس، والزيارة الرسمية لبروفيسور إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية، الذي التقي عددا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية. وكشف الوزير في هذا الحوار أن زيارة غندور تعد تعبيرا عن موقف الإدارة لمواصلة الحوار مع الحكومة السودانية، مشيرا إلى أن عودة المبعوث الخاص إلى السودان رهينة بنتائج الحوار.. كما تحدث أيضا عن العلاقات العربية خاصة مع مصر والسعودية والمعوقات التي تواجه الاستثمار، كاشفا عن وجود مقترحات لتجاوز عقبة تحويل العملة الأجنبية.. كرتي سلط الضوء خلال المقابلة على العلاقات مع جنوب السودان وتصريحات الرئيس اليوغندي موسيفيني الأخيرة ورغبته في طرد المعارضة السودانية، معبرا عن أمله أن يكون صادقا هذه المرة، كما تحدث أيضا عن بعض قضايا وزارته الداخلية خاصة عودة السفير رحمة الله محمد عثمان من نيويورك وعبدالله محمد عثمان من البحرين.. رغم ضيق وقت وزير الخارجية وتضييق مساعديه على سانحة إجراء هذا الحوار إلا أنه كعادته أبدى احتراما وتقديرا للصحافة، هذا فوق إنسانيته وكرمه وشخصيته التي تجعل الاحترام والتقدير ديدن من يتعاملون معه.
* ما هي أبرز نتائج زيارتك لواشنطون في ظل اللغط الكبير التي دار حولها؟
– الزيارة كانت بدعوة من الكونغرس، وكما هو معلوم فإن أي دعوة رسمية المنشط فيها ليس داخل الكونغرس، بل هو مشاركة فعلية في منشط إفطار الصلوات السنوي الذي يشارك فيه رئيس الولايات المتحدة وكل أعضاء الكونغرس. وفيه مدعوون من كل العالم ويشارك فيه عدد قليل من التنفيذيين في العالم.. لكن العدد الأكبر من شخصيات بارزة في المجتمعات وشخصيات قائدة إما في المجال الديني أو الاقتصادي أو في إدارة الحوارات والسعي من أجل السلام.
* هذا يعني أنه منشط غير رسمي؟
– هذا صحيح أنه منشط غير رسمي، لكنه بكل الصور يؤدي إلى إصلاح العلاقات الرسمية.. نحن كما يقولون على شرف هذا المنشط أتيحت لنا فرصة مقابلة عدد كبير من المسؤوليين الرسميين ومن أعضاء الكونغرس والنواب الأمريكان، وأتيحت فيه فرصة لتداول أكبر عدد من الزيارات الرسمية، وفيه متسع للحديث وإجراء الحوارات في مجالات أكبر وهي خطوة إلى الأمام في مسيرة حوارنا مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفهمنا أن الدعوة المقصود منها إتاحة الفرصة لوزير الخارجية السوداني لإجراء عدد من المقابلات وهو ما تم بالفعل وتم توفير هذه الفرص وبصورة لم تكن متاحة من قبل. ومجرد دعوة وزير خارجية السودان وهي المرة الأولى التي تتم فيه دعوته لهذا المنشط الذي يقام لأكثر من 60 عاما وليس لهذا علاقة بشخصية الوزير، لكن يدل على توجهات السياسة، فهي فرصة أتيحت للسودان عبر وزير الخارجية للحديث حول مجهودات البلاد في السلام ومجهوداتنا للحفاظ على التعايش الديني في البلاد والتأكيد على حقوق وحريات المواطنين وللتأكيد على الحريات الدينية وهذه المسائل لها أهميتها لدى المواطن العادي والمشروع الأمريكي.
* هل اقتنعت الجهات التي شرحتم لها جهود السودان بوجهة نظركم؟
– نعم بذلنا جهدا مقدرا في هذا الصدد، وهناك هيئات قائمة على أمر الحريات الدينية والحريات العامة وموضوع التعايش الديني وكيفية استثمار واستخدام هذا التعايش من أجل السلام، هذه كلها موضوعات لدينا فيها كسب ملموس خلال مسيرة العشرين سنة الماضية. محاولة السلام والاتفاقيات التي وقعت والدعوة المستمرة من أجل السلام والعودة إلى طاولة الحوار السوداني، هذه قضايا وموضوعات لنا فيها سبق كبير جدا بما لا يكاد يقارب منه أداء أية دولة في الإقليم. وصحيح أن لدينا إشكالات كثيرة لكن بذلت الحكومة جهودا مقدرة نحو صنع وتحقيق السلام، وقد اهتبل السودان هذه السانحة لشرح هذه المجهودات ولبيان أن منهجه هو منهج سلام ودعوتنا دائما هي دعوة سلام.. لأن خيارنا الأول دائما هو الحوار والتعايش لما يؤدي إلى سلام مستدام في البلاد وهذا ما استطعنا طرحه في كل هذه المنابر التي أُتيحت لنا في هذا المنشط الكبير. هناك منابر إقليمية أفريقية تخص الشرق الأوسط ومنابر تخص مجموعات المسلمين، وفي كل هذه المنابر استطعنا طرح قضيتنا وشرحها للناس وكل هؤلاء يساعدون في نسج حلقات تساعد بعضها البعض وتساعد في تصحيح صورة السودان وتساعدنا في حوارنا مع الأمريكان مباشرة.
* لكن الزيارة أثارت اعتراضات وجدلا كثيفا من قبل المعارضين؟
– لم تكن هناك مجموعات معتبرة تعارض الزيارة كما حاول البعض أن يوحي، وللعلم فإن هذه المظاهرة التي تم الترويج لها شارك فيها تسعة أشخاص فقط؛ خمسة أمريكان وأربعة سودانيين وهذا بشهادة عدد كبير من الناس الذين شاركوا في هذا المنشط المهم ومن غير السودانيين. وللعلم فإن عدد المشاركين في صلوات الإفطار أكثر من ثلاثة آلاف ونصف مشارك، لكن المظاهرة المزعومة شارك فيها 9 أشخاص كما ذكرت، لكن البعض لديه مصالح في نشر معلومات مغلوطة لتضخيم هذه المسائل.
* صدر تصريح من وزارة الخارجية الأمريكية ونفت تقديمها دعوة لك وقالت إنها لم تغير سياستها تجاه السودان؟
– ما ذكرته الخارجية الأمريكية تم تحريفه في بعض المواقع الالكترونية، لكنه موجود ومثبت ويستطيع من يريد الرجوع إليه. طبعا من سأل يريد أن يوحي أن هؤلاء الناس يشاركون في أعمال غير قانونية وفي جرائم وغيره، والخارجية الأمريكية قالت إنها لا علم لها بهذه المسائل، لكنها تعلم أن الحكومة الأمريكية على تواصل مع حكومة السودان، وهذا التواصل يقتضي زيارة مسؤولين وتقديم دعوات لهم وهذه تتم في إطار هذا الحوار.
* أعلن حزب المؤتمر الوطني أن زيارة مساعد رئيس الجمهورية خطوة من أجل تطبيع العلاقات مع أمريكا ورفع الحظر عن العقوبات؟
– الدعوة لم تقل إنها من أجل الوصول إلى رفع العقوبات، لكن الدعوة من أجل الحوار وهذا الذي طلبناه والدعوة لغندور جاءت بصفته مساعد رئيس الجمهورية. على المستوى السياسي نعم غندور يتولى منصب نائب رئيس الحزب، لكن الدعوة لم تقدم للمؤتمر الوطني، بل قدمت لحكومة السودان ولمساعد الرئيس بصفته مساعد الرئيس وليس مسؤولا حزبيا.
* هل الدعوة خطوة في اتجاه التطبيع؟
– الدعوة حلقة من حلقات الحوار، هذا من جانبنا نحن.. نأمل أن تكون خطوة من خطوات الوصول إلى التطبيع. لكن كلمة تطبيع هذه هدف بعيد ونحن نحتاج إلى تصفية بعض الموضوعات العالقة وإيضاحها وبيانها وهذا لا يتم إلا عبر الحوار، أي أن مجرد أن تكون الحكومة الأمريكية ملتزمة بحوار وللمرة الأولى يشارك فيه مسؤول رفيع على مستوى مساعد رئيس الجمهورية، أنا أعتقد أن هذا تقدم كبير وهذا ما أدى إلى رعب أصاب المعارضة السودانية.. والناشطون في المواقع الالكترونية يخافون أن يؤدي مثل هذا الحراك إلى تحسن في العلاقة الأمريكية مع السودان طبعا بعد ذلك سيجدون أنهم خرجوا من اللعبة تماما. الفترة الماضية كانوا يستغلون تعاطف الأمريكان مع جنوب السودان ولعبوا على هذه المسألة لفترة طويلة، أيضا اهتمام الحكومة الأمريكية بموضوعات جنوب كردفان ودارفور.. شاهدنا كيف أن هذا الملفات خرجت من الإعلام تماما ولم تعد لها أولوية في الإعلام، وما حدث في جنوب السودان أدى إلى صمت الكثيرين وإلى تبرؤهم مما يجري الآن. وحركة الميزان واضح أنها في صالح السودان ولصالح من يقفون في اتجاه حل المشكلة مع السودان لذلك حدث هذا الرعب الذي نتج عنه هذه الفرقعات الإعلامية.
* هل يمكن أن تناقش الزيارة رفع حظر زيارة المبعوث الأمريكي إلى السودان؟
– هذا يعتمد على الحوار.
* أجرى وزير الخارجية الأمريكي اتصالا مباشرا مع سيادتكم والآن تمت دعوة مساعد الرئيس.. هل هذا تخطي لوزارة الخارجية؟
– هذا ليس تخطيا، بل هو اتفاق بيننا أن تتم دعوة مساعد الرئيس للحوار، لكن لن يواصل مساعد الجمهورية الحوار الذي سيستمر، لكن مجرد دعوة مساعد الرئيس هي رسالة قوية لمن يريدون أن يتأكدوا أين هو موقف الحكومة الأمريكية.؟ الذين يريدون الاستمرار في الحوار طبعا مطمئنين.. الحكومة الأمريكية جادة هذه المرة، في المرة الماضية ما أن ارتفع صوت أو صوتين حتى ألغيت زيارة مساعد الرئيس السابق د. نافع علي نافع.. هذه المرة أعتقد أن هناك جرأة كبيرة جدا وهناك عزيمة والاستمرار في هذه الدعوة رغم الدعوات التي خرجت والمطالبات التي طالبت بإلغائها وإنتاج الأزمات التي تخص السودان في الإعلام أكبر دليل على ذلك، الإدارة الأمريكية لم تأبه لهذه الدعوات واستمرت في هذه الدعوة.. وهو موقف له دلالته القوية جدا على الإرادة وحرصها على أن تسير مع السودان في اتجاه الحوار.
* هناك صعوبات في التحويلات بالنسبة للاستثمارات؟
– صعوبات تحويلات الاستثمارات سببها نقص العملات الحرة في البلاد وهذا معروف بسبب تناقص مدخلات البلاد من العملات الحرة بسبب انفصال جنوب السودان، وهذا معلوم بالطبيعة لكن هناك معالجات تدخل فيها باقتراحات جديدة قد تكون أيضا للكويت يد في المساهمة في هذه المقترحات الجديدة. ونحن نأمل أن نطرحها مع الفنيين في الجانبين وهي مقترحات طرحها نائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية وسنسعى إنشاء الله أن تكون هذه المقترحات مقبولة لدى الجانب السوداني، وتتبدى مشكلة التحويلات الكبرى في مستحقات (زين) من الأرباح للشركاء الكويتيين، طبعا هذا معلوم وتجرى معالجته بصورة بطيئة بعض الشيء من بنك السودان المركزي لكن هناك حاجة لاتخاذ قرار أكبر من قدرة الفنيين العادية في الوفاء بهذه الالتزامات.
* هناك مشكلة في سكر كنانة؟
– موضوع سكر كنانة ليس له علاقة بالتحويلات إنما كما هو معلوم في الإعلام السوداني كان واضحا أن الخلاف في مجلس الإدارة كان بسبب الاختلاف حول الإدارة السابقة لكنانة. وقد انتهى الأمر بخروج الإدارة السابقة وأنا كنت على قناعة بأن هناك بعض الإجراءات من قبل الجانب السوداني لحل موضوع المدير دون الدخول في مواجهات ولكن أراد الله شيئا آخر.. وأدى ذلك لتوقف الجانبين في موضوع إدارة الشركة قُبيل مغادرة الإدارة السابقة، هذا إضافة إلى موضوع مراجعة الشركة من قبل المراجع العام وهذا طبعا أمر قانوني إذ أنه زادت حصة الحكومة في الشركة عن مستوى معين، فمن واجب المراجع العام مراجعة هذه الشركة وهذا اقتضى نوعا من الاستثناء.. ونحن نأمل أن تكون هناك فرصة لمراجعة الموضوع في الفترة المقبلة ولكن مطالبة الحكومة السودانية بالمراجعة لا تخرج من القانون، ولعل ذلك وجد تفهما من الإخوة في الكويت لكن هناك طلب من الكويتيين وهو أن يتم التعامل مع هذه المسألة بقدر من الاستثناء تقتضيه قدرة الشركة للانطلاق أكثر.
* هل أنت متفائل بتصريحات الرئيس موسفيني في طي الخلافات مع السودان وطرد الحركات المسلحة من أراضيه؟
– آمل أن يكون هذا صحيحا، فقد أصدر تصريحات كثيرة قبل الآن ولم يلتزم بها آمل أن يكون هذه المرة أكثر جدية.
* هل هذا يعني عدم ثقتك في حديثه؟
– الواقع يقول إنه سبق وأن أطلق تصريحات مماثلة ثلاث وأربع مرات ولم يلتزم بها في النهاية، ولم تتحول إلى واقع عملي ملموس. آمل أن تكون هذه التصريحات جادة هذه المرة.
* هل تعتقد أن القيادة السعودية الجديدة يمكن أن تسهم في تحسين العلاقة بين البلدين؟
– أنا أعتقد أن الأجواء الآن أفضل آمل أن تعود الأمور إلى نصابها قريبا.
* حدثنا عن زيارة الرئيس المتوقعة إلى دول الخليج؟
– يحدثك عنها من صرح بها، أنا أعتقد أن هذا الحديث سابق لأوانه وأرجو أن تتم هذه الزيارات في الوقت المناسب.
* حتى الآن لم يتم تنفيذ أي اتفاق مع الجانب المصري منذ زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة ولم تلتئم حتى الآن اللجنة العليا برئاسة رئيسي البلدين؟
– اتفق الرئيسان خلال لقائهما الأخير في أديس أبابا على تسريع انعقاد اللجنة الوزارية العليا وليس هناك عقبات أمام انعقادها، أعتقد أن مشغوليات الرئيس في التعديلات الدستورية والحوار الوطني ومطلوباته إضافة إلى أن انشغالات مصر معلومة للجميع، ولكن ليس هناك ما يمنع إقامة هذه اللجنة التي ستنعقد في القريب العاجل ومن المفترض أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين مع لجنة الخبراء الفنيين. وأنا أقر بأن مشغوليات وزيري الخارجية في البلدين أدت أيضا إلى تأخير انعقاد اللجنة الفنية، ليس هناك على الإطلاق لا في الواقع ولا في الأفق ما يمنع إقامة اجتماعات اللجنة الثنائية على المستوى الرئاسي.
* ماذا عن إيواء مصر للمعارضة السودانية وإقامة الصادق المهدي في أراضيها؟
– هذا الموضوع نتحدث فيه كثيرا وهناك وعود من مصر لمتابعة الأمور. وكما تابعتم في الفترة الأخيرة تم منع عدة أنشطة تقوم بها المعارضة وهذا اتجاه جديد.
* لم تلتزم دولة الجنوب بتنفيذ الاتفاقيات مع السودان ومازالت جوبا تؤوي الحركات المسلحة؟
– بكل أسف هذا صحيح وأنا أتفق معك إذا كانت هناك أزمة حقيقية في الجنوب أعتقد أن إيواء الحركات المسلحة هو جزء من هذه الأزمة. الأمل في أن تنظر حكومة الجنوب إلى المسألة برشد وتختار الصديق المناسب لها، اختيار طرف المعارضة السودانية كجزء من هذه المعادلة كان اختيارا غير رشيد وآمل أن تنظر حكومة الجنوب إلى هذه المسألة بما يساعد على استقرار الأوضاع في الجنوب بما يساعد على استقرار العلاقات بين البلدين.
* حكومة الجنوب أعلنت أنها ستزيد رسم برميل النفط نسبة لانخفاض أسعار النفط عالميا؟
– هذه اتفاقيات لا يستطيع أن يمسها أو يلغيها أي طرف بمفرده، وأي تعديل فيها يؤدي إلى إنهاء جميع الاتفاقيات.
* هل تتوقعون أن تشهد فترة موغابي في رئاسة الاتحاد الأفريقي حلا لمشاكل القارة؟
– اختيار موغابي هو اختيار أفريقيا لطريق التحرر لأنه رمز من رموز التحرر ومداخلاته في قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة تدل على أن هناك روحاً جديدة تسري في أوصال القارة.
* أعلن السودان استعداده لدعم المحكمة الأفريقية..
– طبعا هي محكمة معنية بقضايا أفريقيا، ونحن لا نستطيع إلا أن نكون في جانب قضايا أفريقيا. في الموضوعات الأفريقية ستكون المحكمة محكمة عدالة حقيقية إن كانت في الجانب الجنائي أو في أي جانب آخر، أما أن نترك القرار لغيرنا ليلعبوا بموضوعات العدالة وتكون الموضوعات السياسية أساسا لتقويض العدالة، فهذا فيه إجحاف بتسليم أمورنا لدول في الأساس هي مستعمرة للقارة الأفريقية.
* هناك اتهام بأن الخارجية بدأت تتخبط في شأن التعيينات في البعثات الخارجية؟
– الآن لا يوجد سفير أمريكي يمكث في السودان أكثر من عام، عدد من السفراء الأوروبيين لا يمكثون عامين. الأمم المتحدة بعض السفراء يمكثون فيها شهورا فقط وبعضهم يمكث لمدة عامين. فالمسألة إذاً، متروكة لتقديرات واختيارات البلد المعني. وهذا ليس تخبطا، نحن نرى أن الإنسان لمجرد أنه كان يتقلد منصب وكيل لوزارة الخارجية ولأنه تم اختياره فلابد أن تكون الثقة فيه لنهاياتها. الثقة متوفرة بالتأكيد ولم تتغير لكن الدولة لديها تقديم وتأخير ورؤية في هذه المسائل، هي مسائل لا نريد أن تمس أي إنسان في شخصه، لكن الدولة لديها الحق أن تقدم وتؤخر في أي وقت، وهذا لا يعني أن الشخص غير جدير لأنه إن كان كذلك لما تم اختياره ليمثل السودان في الخارج من الأساس.
* وماذا عن سحب سفيرنا في البحرين؟
– سفير السودان لدى البحرين أكمل فترته تماما. الآن هناك سفير جديد مرشح للبحرين ولم تحدث أي مشكلة على الإطلاق. هناك إشكالات داخلية في السفارة لكن لا علاقة لها بهذا الاستدعاء. والسفير أدى دوره وأكمل دورته ولكن هناك لغطا كبيرا جرى وبعض الأطراف تريد في كل الأحوال الاصطياد في الماء العكر أحيانا مع السفير وأحيانا ضده. لو تعلمون النشر الذي تم ضد السفير سابقا لما صدقتم ما يثار اليوم عن أن السفير مظلوم. السفير ليس مظلوما وعندما وصل إلى الخرطوم وصل إلى مكتب وزير الخارجية مباشرة وهو شخص عزيز مكرم أدى دوره وخرج من هذا المنصب وسيدخل مكانه شخص آخر.
* هل سيبقى السفير عبدالله في الخارجية؟
– نعم سيبقى. لكي تعلموا أن النشر الأعمي والمضلل حبله قصير. فقد خرج حديث عن تسليمه خطابا بإنهاء فترته من الوزارة وهذا لم يحدث قط.
اليوم التالي