تحقيقات وتقارير

كي مون يرحب بتقرير هيومان ووتش.. فمن يرحب بغندور

[JUSTIFY]لا شك أن غندور كان يملؤه الحماس وهو يختتم مباحثاته الاستثنائية مع مسؤولي الخارجية الأمريكية في واشنطن، ولا شك أيضا أنه كان أكثر حماسا في رحلته تلقاء العاصمة الكونية نيويورك لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أن تباغته هيومان رايتس ووتش في المسافة الزمنية والمكانية الفاصلة بين المدينتين وهي تعيد قضية “تابت” إلى الواجهة.

فما أن أصدرت المنظمة الحقوقية واسعة النفوذ في الأرض الجديدة تقريرها الذي زعمت فيه توثيقها عبر شهادات من الضحايا لعمليات اغتصاب ارتكبها جنود حكوميون بحق نساء وفتيات في تابت، سارع مكتب الرجل الأول في المنظمة الأممية إلى إصدار بيان جاء في متنه أن “بان كي مون يرحب بتقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي أطلق في وقت سابق من صباح الأربعاء”.

ولم يكتف البيان الأممي بهذا الترحيب فحسب بل جدد طلب مون للحكومة السودانية “السماح للأمم المتحدة الوصول إلى تابت للتحقيق في مزاعم الاغتصاب في أجواء آمنة وخالية من أي ضغوط”.

ولم يكن المؤذي للحكومة أن تقرير المنظمة قد أفسد على غندور مقابلة المسؤول الأممي التي لم يعلن بعد ما يشير إلى حدوثها أو إلغائها لكن المؤذي حقا هي أنها تمثل تهديدا جديا لمباحثاته التي أجريت في واشنطن مع رجالات الإدارة الأمريكية الذين لم يعلن حتى الآن بشكل صريح عن هويتهم أو الأجندة محل المحادثات.. فالمنظمة تمثل مرجعية للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بسياساتها الخارجية وبالتالي تتزايد الضغوط على البيت الأبيض من اللوبيات التي تقول الخرطوم إنها تناهض أي تقارب بين البلدين.

فالتوقيت الذي صدر فيه تقرير المنظمة يتيح للحكومة فرصة لإبراز دليل على ما تقول إن هذه المنظمات تحيكه ضدها، لكن هل مثل هذا الاتهام يصلح كتعويذة تقي زيارة غندور مما يهدد مراميها؟. والإجابة بالتأكيد لا، لأن الحكومة ليست في وسعها تغيير موقفها القديم من قضية تابت.

فبالنسبة لوكيل وزارة الخارجية عبدالله الأزرق فإن الحكومة لن تسمح بإجراء تحقيقات جديدة بوصفها “تتناقض مع ما جرى عليه التقليد في مثل هذه التحقيقات”. ولم يكتف الدبلوماسي السوداني في معرض تعليقه على طلب الأمم المتحدة بذلك بل تساءل “لماذا يصر كي مون على إحياء العظام وهي رميم؟”.

وطالما أن هذا هو رد الحكومة على طلب الأمم المتحدة تجدر الإشارة إلى أن مرجعية الأخيرة هي الولايات المتحدة التي تستضيف مقرها وتمول أكثر من 50% من ميزانيتها ويمكن القول إنها واحدة من أذرعها الفاعلة في السياسية الخارجية، وبالتالي يمكن التمعن في هذا التداخل للتكهن بشأن ما يحمله غندور في رحلة العودة بغض النظر عن لقائه كي مون من عدمه وبغض النظر عن أجندة وهوية مسؤولي الإدارة الأمريكية الذين التقاهم في واشنطن. والأهم من كل ذلك أن الخرطوم تستيقظ على واقعة جديدة تنبئها بالمدى الذي يمكن أن يبلغه نفوذ تلك اللوبيات التي تمقتها وبناءً عليه المدى الذي يمكن أن تبلغه أحلامها في التطبيع.

محمد الخاتم
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. زيارة غندور للولايات المتحدة الامريكية لن نجني نحن من ورائها ثمرة واحدة تقينا مسغبة السؤال !!! تواجد السيد مساعد الرئيس قريبا” من مراكز اتخاذ القرار الامريكية و ظهور قرار هيومن رايتس في نفس توقيت تواجده يوحي ان هنالك مساعي مضاده لافساد الزيارة من قبل شن حرب نفسية على الرجل قبل ات يطلع على الشروط الامريكية التي تتنفس الابتزاز و استغلال الراكعين تحت تمثال الحرية المزعومة !!!