المطرب الكبير محمد ميرغني : الساحة الغنائية تحتاج لحملات نظافة من الأصوات النشاز
الساحة الغنائية تحتاج لحملات نظافة من الأصوات النشاز
ميزانية الثقافة لابد أن تكون الأعلى من بين كل الوزارات
الكاردينال سيعبر بالهلال إلى بر الأمانولد المطرب الكبير محمد ميرغني بأم درمان حي السيد المكي في العام1945، بدا دراسته الأولية بمدرسة شيخ أمين بجوار سينما الوطنية بحري وأكمل تعليمه بمدارس الأحفاد بأم درمان ثم معهد التربية بشندي عام 1959 وتخرج فيه معلماً ومارس مهنة التدريس بعدد من المدارس، أجيز صوته عام 1965 واستطاع أن يشق طريقه وسط عمالقة ذلك الزمان وأن يقدم نفسه كمطرب بصورة قوية لأنه امتلك كل مقومات الفنان الأصيل وذلك لحسن اختياره للكلمة المنتقاة والألحان المعبرة وأدائه التطريبي الرائع الأخاذ، ليتمكن من تقديم شخصيته الفنية ويضع بصمته الخاصة وهو ما أتاح له أن يكون أحد فناني المقدمة في مجال الأغنية السودانية الحديثة، التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في عام 1969 إيماناً منه بضرورة التأهيل العلمي الأكاديمي الذي يصقل ويضيف الكثير للفنان في مسيرته الفنية وتخرج في المعهد عام 1974 وارتبط بثنائية وثيقة مع الموسيقار حسن بابكر وأثمرت عن عدد من الدرر الرائعة (اشتقت ليك – عيونك ديل – عشان خاطرنا – لابتواصلي لابتفاصلي – سمحة الصيدة – الريدة ) وغيرها وغيرها ..تغنى بكلمات العديد من الشعراء الكبار إسماعيل حسن – السر دوليب – علي شبيكة – صلاح أحمد إبراهيم – عثمان خالد – التجاني حاج موسى – صلاح حاج سعيد – مصطفى سند – محمد عبدالقادر أبو شورة – من مؤسسي الإذاعة الرياضية (fm104 )ويعمل بها الآن مديرًا لقسم الموسيقى والملكية الفكرية – التقت به التيار بمكتبه الأنيق بالإذاعة وأجرت معه هذا الحوار في أول وأول، فإلى مضابط الحوار.
• أول تاريخ في الذاكرة مازال عالقاً بذهنك؟
• في المجال الفني 24/6/1965 في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، أجيز صوتي كمغنٍ بالإذاعة السودانية من لجنة ضمت فطاحلة الشعر والموسيقى والغناء إبراهيم العبادي – برعي محمد دفع الله – إسماعيل عبدالمعين – أحمد المصطفى – وتغنيت في نفس اليوم بثلاث أغنيات – (انة المجروح – البرهة القليلة – حبيبي أنا فرحان بيك).
• الفنان محمد ميرغني المعلم
• أول وظيفة عملت بها؟
• الحمد لله عملت معلماً عام 1961 بمدرسة العزبة (1) الابتدائية ببحري وكنت أدرس مواد الجغرافيا – التربية الإسلامية – العربي – التاريخ – ولم يحدث في حياتي أن درست مادة الرياضيات، حيث كانت هذه المادة تمثل بالنسبة لي عقدة حقيقية صاحبتني خلال مسيرتي التعليمية.
• أول مرتب تقاضيته من مهنة التعليم؟
• 17 جنيهاً و70 قرشاً وكان مبلغاً محترماً عندما ذهبت إلى الصراف طلبت منه أولاً أن يعطيني مبلغ الـ 70 قرشاً لأنه كان مهمة جداً بالنسبة لي في أشياء كثيرة.
• أول الأشياء التي كان يتميز بها حقل التعليم في ذلك الزمان؟
• العام الدراسي كان منتظماً ومنضبطاً.. معروف متى يبدأ ومتى ينتهي، بداية العام الدراسي كانت في 1/ 7 – من كل عام تاريخ ثابت لن يتغير وحتى إذا تأخر عن هذا الموعد لن يزيد عن يوم أو يومين، تاريخ ثابت كل المدارس تلتزم به.. نغمة التأجيل لم تكن موجودة (مافي حاجة اسمها مطرة صبت ولا رعده ولا الكتب غير متوفرة ولا الأثاثات ناقصة، نظام وانضباط واستعدادات مبكرة في كل النواحي تصمد أمام أعتى العقبات والمفاجآت).
• أول الأشياء التي اقتنيتها من خلال ما كنت تحصل عليه من مال في حقل التعليم؟
• عندما بدأ العام الدراسي الجديد عملت للطلاب درس عصر وكنت اتحصل على مبلغ 50 قرشاً من كل طالب وبعد شهرين جمعت مبلغاً من المال اشتريت به عجلة رالي جديدة لنج بمبلغ 17 جنيهاً ووقتها كان المعلمون يركبون العجلات قبل أن يقتنوا العربات، العربات في ذلك الزمان كان يركبها رجال الحكومة ووكلاء الوزارات والتجار فقط.
• الفنان محمد ميرغني الرياضي والهلالي المطبوع
• أول فريق مارست فيه لعبة كرة القدم على مستوى الدرجات؟
• فريق الأمير البحراوي وكان وقتها في الدرجة الثانية، وكنت العب في خانة الجناح الأيمن وبعد عامين صعدنا به إلى الدرجة الأولى عام 1963، في ذلك الوقت كان هناك العديد من المطربين والموسيقيين الذين يمارسون لعبة كرة القدم على سبيل المثال صلاح بن البادية في فريق شمبات – حمد الريح في فريق المريخ – محمدية كان لاعباً ماهرًا ومتميزًا لكنه توقف في فترة ما – عبدالعظيم حركة كان يلعب في نادي الكوكب البحراوي ولقب حركة أطلقه عليه الأستاذ محمد خوجلي صالحين لأنه كان لاعباً سريعاً ومحاوراً ماهرًا ويتميز بخفة الحركة داخل الملعب.
• لو كنت وزيرًا للشباب والرياضة، أول قرار ستصدره؟
• أمنع أي فريق منعًا باتاً من استقدام لاعبين محترفين أو مدربين أجانب سواء بالتجنس أو باعتبارهم لاعبين أجانب، أولاً العملة الصعبة التي تدفع لهم أولى بها مشاريع التنمية في البلد ثانياً نحن لدينا لاعبون ومدربون موهوبون بالفطرة، وآلاف الموهوبين الذين لم يكتشفوا بعد ولدينا مدربون على أعلى مستوى، علماً وفناً وإبداعاً فحرام أن ندفن خبرات تدريبية فذة محترمة أمثال دكتور شداد ويوسف مرحوم وأحمد عبدالله والدكتور حسن المصري وشوقي عبدالعزيز – حواء السودان ولود مع إشراقة شمس صباح كل يوم جديد يولد نجم وهو جدير بالرعاية والاهتمام ثالثاً لابد من الاهتمام بالنشاط الطلابي اعتبارًا من السنة الأولى لمرحلة الأساس وعلينا أن نجتهد لإبراز طاقات ومواهب هؤلاء الأطفال ورعايتها رعاية تامة ونعمل على صقل مواهبهم كما لابد من تقديم كل التسهيلات وكل المعينات التي تساعد في تسيير النشاط المدرسي في كل الألعاب الرياضية (زمان اللواء طلعت فريد أحضر آلاف الكور ووزعها على الناس لحثهم على الاهتمام بممارسة الرياضة).
• لو كنت رئيساً لنادي الهلال أول قرار ستصدره؟
سأبقي على الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال رئيساً لنادي الهلال حتى يكمل مسيرة العطاء والإنجاز التي بدأ يحس بها كل الهلالاب بصفة خاصة والرياضيين بصفة عامة، هذا الرجل المثابر الأمين خلال هذه الفترة القصيرة التي تولى فيها رئاسة النادي ظهرت بصماته واضحة في الكثير من المناحي الرياضية والإدارية. ضحى بوقته وصحته وماله اكرر وماله ولذلك يجد منا كل تقدير واحترام والأصوات النشاز التي تتحدث عن الكاردينال حديثها في غير محله وعليها بالصمت وأن تتوقف فورًا عن كل حديث يمكن أن يشوش على مسيرته الظافرة (10جنيهات ماقادرين يدفعوها للنادي ومع ذلك يتحدثون وينظرون، قدوا لينا أضانا بالكلام، لاعايزين يرحموا ولاعايزين رحمة الله تنزل) ولذلك أقول إن ما قدمه الكاردينال وسيقدمه من إنجازات وما سيضعه من خطط سترتقي إن شاء الله بهذا الكيان العظيم وستعبر به إلى بر الأمان وأقول للكاردينال الله معاك وربنا يديك الصحة والعافية لمزيد من الإنجازات وكتر ألف ألف خيرك.
لو كانت وزيراً للثقافة
• لو كنت وزيرًا للثقافة أول قرار ستصدره ؟
• أمانة الثقافة أمانة صعبة جدًا ولذلك يجب تولي أمر هذه الوزارة لمن هو أهل لذلك والأجدى والأنفع والأصلح أن يكون من قبيلة المبدعين في بلادي – استبشرنا خيرًا حينما تولى شيخ السموأل هذا المنصب ونجح نجاحاً باهرًا لكن الشيء الغريب وعجيب في السودان أن الشخص الذي ينجح في أي موقع يتم إعفاؤه وهذه مصيبة كبرى وهذا ماحدث لشيخ السموأل الله يطراه بالخير، هذا الرجل مبدع وفنان وعازف يعزف على عدد من الآلات الموسيقية الأورغن والأكورديون فضلاً عن أنه رجل مثقف ثقافة عالية وتقي ومتواضع ونجح في عمله بالوزارة وفي تعامله مع المبدعين وفي عهده تحققت إنجازات عديدة ورغم ذلك لم يتركوه يكمل مسيرة النجاح، أعفوه من منصبه مثل ما أعفوه الآن من منصب مدير عام الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بعد أن قام برسم الخطط والبرامج التي كان من الممكن جدًا أن تنهض بالإذاعة والتلفزيون وتعيد إليهما مجدهما وألقهما القديم – في تقديري الشخصي أن الثقافة ليست من أولويات السياسيين بل وربما غير معترف بها في سياساتهم وخططهم وواضح جداً أنها تأتي في مرحلة متأخرة جداً من اهتماماتهم على الرغم من أنها أهم وزارة إلى جانب التعليم والصحة والزراعة والرياضة، هذه الوزارات يجب أن تكون وزارات سيادية وأن يتم الاهتمام بها وأن تسند لأشخاص من ذوي الخبرة والدراية والمعرفة يحملون مؤهلات عديدة ذات مواصفات عالية جدًا – الثقافة فن راقٍ ترتقي بالوجدان وتقرب المسافات بين أبناء الوطن الواحد والبلدان الأخرى فالاهتمام بها يعني الاهتمام بإبداعك الفكري والأدبي والتاريخي ويعني الاهتمام بموروثاتك وثقافاتك المختلفة – قبل سنوات شاهدت مقابلة في التلفزيون المصري، سألت المذيعة وزير الثقافة المصري (في عهد حسني مبارك) فاروق حسني عن الميزانية المخصصه للوزارة، رد عليها قائلاً (الثقافة ياابنتي ملهاش ميزانية محددة، ميزانية الثقافة مفتوحة طول العام حتى تفي بكل التزاماتها تجاه المبدعين وما يقدمونه من أعمال فنية ترتقي بالوطن) ولذلك أنا في تقديري لابد أن تكون ميزانية الثقافة هي الأعلى من بين كل الوزارات الأخرى غير مقيدة بربط محدد (بحر فاتح) – ومثلها تماماً الرياضة فالثقافة والرياضة يهذبان الإنسان ويقدمانه للمجتمع بصورة صحيحة وسليمة وسوية (أنت لو عايز تبني أمة لابد أن تبنيها بواسطة الإنسان السليم ثقافياً ورياضياً، فالثقافة فكرياً تقّوم الإنسان والرياضة بدنياً تقّوم الإنسان(العقل السليم في الجسم السليم) وما ينطبق على هاتين الوزارتين ينطبق تماماً على الزراعة والصحة والتعليم، ولكل واحدة منها أهميتها القصوى، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز (اقرأ) أمر إلهي لكي يتعلم الإنسان ويستفيد وطنه بما تسلح به من علم في كل مناحي الحياة ولذلك الاهتمام بالتعليم يجب أن يكون واجباً وطنياً مقدساً.
• محمد ميرغني رئيساً لاتحاد المهن الموسيقية
• لو كنت رئيساً لاتحاد المهن الموسيقية، أول قرار ستصدره ؟
• أولاً كنس كل الشوائب والأصوات النشاز التي علقت بهذا الفن الراقي – رغم أن هذا يحتاج لزمن طويل لأن ما حدث من انفلات في الوسط الغنائي في السنوات الماضية لايمكن علاجه في يوم أو يومين، لابد أن تتواصل حملات النظافة وبصورة متواصلة ومكثفة وللأسف الشديد في هذا الزمن كل زول عايز يغني والسلام، هناك أصوات نشاز يجب أن تتوقف عن الغناء فوراً إذا ما كان بإرادتهم يجب وقفهم بقرارات حاسمة وحازمة وكنسهم من الوسط الغنائي بلا شفقة ولارحمة، هؤلاء هم سبب الانفلات والبلاوي التي أحاقت بهذا الفن الراقي، أضروا به وشوهوا صورته الجميلة وبلغت بهم الجرأة أعلى درجاتها حينما تجرأوا في تحريف الألحان والكلمات (حاجة تمرض) ولذلك يجب أن تكون هناك تصفية حقيقية وعاجلة لتعيد لهذا الفن صورته الجميلة التي انطبعت في أذهان الناس – الساحة الغنائية زمان كانت نظيفة ومنضبطة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. كان هناك نظام سليم معمول به على سبيل المثال، الفنان لايمكن أن يغني في التلفزيون إلا بعد مروره على لجان الإذاعة وفي لجان الإذاعة إذا لم تكن تمتلك خامة صوتية متفردة ومتميزة (فمن الأفضل ألا تعرض نفسك على هذه اللجنة) لايمكن أن تصبح فنان معترفاً به وكان لايسمح لك بالغناء إلا إذا كان لديك رصيد وافر من الأغنيات الخاصة ولذلك أقول إذا أراد الله لي أن أكون رئيساً لاتحاد المهن الموسيقية احتاج فقط لثلاثة معاونين لديهم الرغبة في الإصلاح ويحملون فكراً جميلاً وثقافة عالية حتى نعمل سوياص بكل جد واجتهاد وأمانة لتنظيف الوسط الغنائي ونبعد عنه كل الذين تسببوا في تشويه صورته.
• ألا تخشى هذه الآراء الجريئة ؟
• أبداً أبداً على الإطلاق، أنا لا أخشى في قول الحق لومة لائم أنا أصلاً إذا كنت مقتنعاً بالفكرة وأملك إيماناً قاطعاً بأن ما سأقوم به هدفه المصلحة العامة لن أخشى شيئاً ولن أتردد – يا أخي نحن عمرنا ده كلو بنسمع في الغناء السوداني الجميل وبنسمع الأغنيات العربية لام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش والاغنيات الغربية ألا يؤهلنا كل ذلك إلى معرفة الصالح من الطالح ووين الصاح ووين الغلط.
• في تقديرك هل هذه هي البداية الصحيحة (الكنس والنظافة) ثم بعد ذلك تبدأون العمل لإعادة الاتحاد إلى مجده القديم وصورته الجميلة ؟
• طبعاً طبعاً – أكيد يا أخ نوح لو عايز تزرع أولاً لابد أن تنظف الأرض من الديدان والحشائش حتى تجعل التربة صالحة للزراعة ومن ثم تضع البذور التي تنتج لك ثمارًا صالحة هذه بلا شك هي البداية الصحيحة.
• محمد ميرغني عضو البرلمان
• علمت أنك ستخوض الانتخابات البرلمانية، لو كتب لك النجاح ماهو أول استجواب ستقدمه ولأي من الوزراء وفي أي قضية ؟
• انا طبعا سبقوني في الدخول للبرلمان إخوة زملاء على ميرغني وصلاح مصطفى وحمد الريح وربما آخرون – في تقديري الشخصي إذا لم تضع الدولة الثقافة والنشاط الفكري الإنساني من ضمن أولوياتها ما في أي شيء ممكن يمشي إلى الأمام، الدولة بتبني بفكرك الإبداعي والثقافي والعلمي بتبني بعقول مثقفيها ومبدعيها وفنانيها وعلمائها ومهندسيها …إلخ، ولذلك من المفترض مايجيبوا لينا ناس ساي يضعوهم في هذه المناصب دون أن يقدموا أي إنجازات تستفيد منها البلد، الآن إرادة الله وأنا في آخر عمري شئت وأردت أن أخطو مثل هذه الخطوة وإن شاء الله إذا وفقني الله في الدخول إلى البرلمان سأحترم المسؤولية الملقاة على عاتقي وأوديها بشرف وأمانة ونفس طاهرة وعفيفة، هذه الجماهير التي أعطتني ثقتها لابد أن أحمل كل همومها وأفكارها وبرامجها وطموحاتها إلى داخل البرلمان ولابد كذلك أن أكون مستيقظاً وصاحياً لأن مصير أي دولة يتحدد داخل هذا البرلمان يمكن أن تغير أشياء كثيرة تفيد البلد وحياة الناس كلها في كل مناحي الحياة، في هذا البرلمان نعم و لا يجب أن تقال بعد حسابات دقيقة، لأنك لوقلت نعم في أي موضوع ما ربما تنحرف انحرافاً خطيرًا وفي المقابل إذا قلت لا ربما يكون الانحراف أكثر ولذلك لابد من اليقظة، مهم جدًا ذلك ولذلك تبقى الحكاية محتاجة لأعضاء برلمان يجلسون عليها ليلاً ونهاراً ولا وقت للراحة أو النوم، هذا البرلمان بمثابة تيم البلد هؤلاء الأعضاء من المفترض ألا ينوموا أبداً (في الكندشة) من المفترض أن يكونوا مستيقظين 24 ساعة – الطريف أنني سمعت في الأيام الماضية أن قرارًا قد صدر لأعضاء البرلمان لكي يستفيدوا من أوقات فراغهم ولذلك أقول : هؤلاء من المفترض ألا يكون لديهم وقت فراغ هؤلاء مطلوب منهم وعلى أقصى درجات السرعة أن يعالجوا أولاً وثانياً وثالثاً الفراغ الحادث في البلد الآن، هناك فراغ في الصحة والتعليم ومشروع الجزيرة وفراغ في الأخلاق والمخدرات والخدمة المدنية والسكة الحديد وكل مناحي الحياة الأخرى، إذاً لا وقت للفراغ، أيها الناس أيها الأعضاء ليس هناك وقتاً للنوم (النايمين ليها شنو) أنت تريد أن تبني دولة تكون قوية بوليس وجيش وأمن قومي قوي وناس يقولوا رأيهم بقوة وشجاعة، يكونوا مؤسسين ومؤثرين في اتخاذ القرار، كل هذه الأشياء تحتاج لأعضاء مستيقظين 24 ساعة إلى أن تتحقق لنا دولة تحمل كل المواصفات التي نحلم بها – نحن يا أخي والحمدلله ربونا ناس أفذاذ علماء، ربونا تربية صحيحة وسليمة ، الله يرحم اللواء الطيب إسماعيل علي قائد سلاح المظلات ربانا على عدم الخوف وربانا على حفظ الأمانة، ربانا أن اليد ماتهبش واللسان مايلحس اتربينا كده وعشان كده بقينا ما بنخاف، أنت في النهاية مصيرك التراب ماشي الجحر عشان كده لازم تقول الحق ولاشيء غير الحق.
• محمد ميرغني المطرب
• أول رحلة فنية إلى الخارج؟
• كانت إلى الصومال عام 1969وكانت بمناسبة تنصيب الرئيس سياد بري رئيساً للصومال وضمت البعثة أحمد المصطفى – عثمان حسين – خلف الله حمد – ثنائي العاصمة – ثنائي النغم – عثمان مصطفى – محمد ميرغني .
• أول رحلة داخلية؟
• كنا مجموعة من المطربين توزعنا على ثلاث مجموعات طوفنا مناطق كثيرة في السودان لمحاربة العطش ودعم التعليم والطرق . اتحاد الفنانين زمان كان من أولوياته المساهمة في الكثير من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين.
• أول أغنية سجلتها للإذاعة ؟
• أغنية أنا والأشواق كلمات الشاعر السر دوليب وكان ذلك عام 1967 – بدأنا التسجيل في الإذعة السادسة والنصف مساء وانتهى عند العاشرة مساء وتسجيل الأغنية أخذ كل هذا الوقت لأن القائمين على أمر التسجيلات في ذلك الزمان كانوا يهدفون إلى أن يخرج التسجيل بصورة سليمة وواضحة وعندما كنت تريد أن تسجل عملاً للإذاعة كان لابد أن تدخل معسكرًا منذ الصباح للمحافظة على صوتك وصحتك.
• أول أجر تقاضيته من تسجيل هذه الأغنية؟
• على ما أذكر كان 70 جنيهاً.
• أول فنان استمعت إليه ؟
• كان ذلك في حي السيد المكي فيه تفتحت مشاعرنا وأحاسيسنا وحلقت أرواحنا في سماوات الإبداع الفني والأدبي والاجتماعي حيث كان الكروان كرومة والأديب الشاعر دكتور كامل الباقر والشاعر إسماعيل عبدالرحيم الذي كتب أغنية (فؤادي) لأحمد المصطفى والشاعر الخالد حسن عوض أبو العلا وجاء أحمد المصطفى إلى حي السيد المكي وكان التلاقي مع الشاعر أبو العلا – أحمد المصطفى أول من استمعت إليه يغني حينما كان يتردد كثيرًا على منزل الشاعر أبو العلا.
• أول منظقة سكنت فيها ؟
• أم درمان حي السيد المكي هناك نشأت وترعرعت وانتقل والدي بعد ذلك إلى حي الختمية بحري وهو المنزل الذي أقيم فيه الآن .
• أول مدينة في الخاطر؟
• بورتسودان – الجميل فيها عندما يكون الطقس جميلاً وعندما تذهب إلى البحر تشعر بإحساس جميل تتأمل في مخلوقات الخالق وعظمتها – أحب مدني لأنها تذكرني بأم درمان أنا مازلت أحب أم درمان وبحري، لكن ولائي الكبير مازال لأم درمان .
• أول لحظة ندم عشتها ؟
• أنا بطبعي حذر أي شيء أعمله أو أقوم به يكون بحذر- ولذلك لحظات الندم عندي لا تذكر، اللهم إلا إذا أخطأت في حق إنسان بتعب شديد جداً ولا أرتاح إلى إذا اعتذرت له .
• أول موقف تعلمت منه.
• الاستعجال دائماً غير مرغوب حوادث العربات كثيرة، إذا الإنسان تأنى في القيادة واصطحب فكره وعقله في مساره سيصل إلى منزله أو مقر عمله بالسلامة – أنا تعرضت لحادث حركة في الأيام الفائتة حينما كنت أقود عربتي بسرعة وصدمني شخص آخر كان يقود أيضاً عربته بسرعة .
• أول دمعة حزن نزلت حزناً على من ؟
• والله يا أخي على الوالدة يرحمها الله عام 1969 فقدت أعز ما أحب في هذه الدنيا وكانت دمعة حزن استمرت لسنوات طويلة .
• أول عربة امتلكتها؟
• عربة مورس ماينر كانت من عربات الجزيرة يعطوها للمفتشين الزراعيين تستحمل وحل الجزيرة وهي صناعة انجليزية كانت عربة فخمة في الشهر كله ما بتصرف 4 جوالين بنزين اشتريتها بـ 150 جنياً ثم اقتنيت بعدها عربة.
• أول دويتو شاركت فيه مع محمد وردي؟
• نشيد (يا حارسنا و فارسنا)، النشيد أصلاً كان من المفترض أن أتغنى به وحدي وهو من اللحان وردي وعند عمل البروفات وأثناء تحفيظي للحن كنا نغني أنا ووردي في النشيد سوياً، حينها شعر علي ميرغني وعلي مكي بتقارب في الأصوات واقترحوا عليّ أداء النشيد كثنائي حينها نظر وردي إلي قال لي : رأيك شنو أجبته بموافق وسجلنا النشيد للإذاعة كثنائي – قبلها شاركت أيضاً في أوبريت (مهر الدم) وكان عن ثورة أكتوبر وتم تقديمه لأول مرة على خشبة المسرح القومي من تأليف الشاعر مصطفى سند وألحان الفنان عثمان حسين وشارك فيه بالغناء عثمان حسين وصلاح مصطفى وعثمان مصطفى ومنى الخير.
• لو طلب منك معجب أغنية ماذا تختار من أغنياتك؟
• اختار (عاطفة وحنان يا ناس) كلمات محمد عبدالقادر أبوشورة .
• أول شخص تحب رؤيته منذ الصباح ؟
• طبعا أول ناس بشوفهم من الصباح وبقابلهم ناس البيت ومعهم يحلو الصباح قبل الخروج إلى العمل – عندما تخرج إلى الشارع أنت وقسمتك – لكن أنا بحب أولاد ابنتي في الصباح عندما أقابلهم أحس بفرح شديد وأذهب معهم إلى الدكان لشراء البسكويت واللبن وعندما أحضنهم وأسلم عليهم أحس بالأمان وراحة نفسية ما بعدها وفي اللحظة ذاتها أتذكر أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، انحنا عندنا البنون لكن ماعندنا المال والحمدلله.
• أول مرة اعتليت فيها خشبة المسرح القومي ؟
• في بداية السبعينات تقريباً، حفل خيري دعمًا لمنشآت إحدى المدارس شارك فيه بالغناء وردي – شرحبيل أحمد – الطيب عبدالله.
• أول أغنية تمنيت لو كانت من بين أغنياتك؟
• ما أحلى ساعات اللقا للفنان أحمد المصطفى كلمات الأستاذ خالد أبو الروس وأنا وخالد أبو الروس قطعنا في هذه الأغنية كثير جدًا وحدثني عن كل خباياها وقصتها الحقيقية – كذلك كنت أتمنى أغنية عثمان حسين (لاتسالني) كلمات حسين بازرعة وأتمنى أن أغني في يوم من الايام إذا الله مدا في العمر بأغنية من كلماته.
• أول برنامج تلفزيوني وإذاعي شاركت فيهما ؟
• في الاذاعة برنامج (أشكال وألوان) مع أحمد الزبير وفي التلفزيون شاركت في فقرة في سهرة منوعات من تقديم أحمد الزبير أيضاً وكان ذلك بعد عام 1967 .
• أول شخصية سياسية التقيت بها ؟
• السيد الزعيم إسماعيل الأزهري، أحببته كثيرًا وبحكم قرب مسكننا في حي السيد المكي ومنزله كنت أذهب إليه كثيرًا وجلست معه أكثر من مرة واستفدت منه وصورته لاتزال معلقة في جدران منزلي، والدي يرحمه الله كان ختمياً .
• أول أبنائك ذكر أم انثى؟
• ذكر – أبوبكر وهو مقيم في سويسرا يعمل هناك.
• هل متزوج وله أبناء؟
• غير متزوج وليس لديه رغبة في الزواج، لا أدري لماذا!
• أخيرًا اول ما تجود بها من عبارات على شخصية محمد ميرغني ماذا تقول؟
• أنا مواطن سوداني عاش في الزمن الجميل ويخيل لي أنا محظوظ لأنني ولدت في أم درمان بؤرة ضوء ثقافي واجتماعي وفكري وثقافي أنا نشأت وترعرعت وتعلمت في أم درمان التي عشت فيها أجمل أيامي – ثم بحري المدينة الجميلة المدينة الرياضية الأولى في السودان، عشت فيها ودرست فيها وكسبت إخوان وأصدقاء – حياتي ارتبطت بها وعملت فيها معلمًا أنا سعيد أنني من سكان بحري عشت فيها أيضاً أجمل أيامي التقيت بأصدقاء أعزاء قمة في التعامل في كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والرياضية والفنية، عشت معهم واستفدت منهم والحمدلله أراد الله أن أكون معلماً وأحمد الله أنني أديت رسالتي تربوياً ورياضياً على الوجه الأكمل كما هو الحال تماماً في مجال الرياضة، أما في مجال الغناء فقد أراد الله أن أمرض والمرض سلطان لكنني ما قدمته في مجال الغناء كان مثاليًا وأتمنى الصحة والعافية حتى أكمل الرسالة التي بدأتها، هناك أشياء كثيرة أتمنى أن تسعفني الصحة والعافية حتى أكمل ماقدمته خلال مسيرتي الفنية والحمد لله.
التيار