منى سلمان
تخريجي كيفن بوصفو ؟
ثم جاءهم الفرج بتقليعة أخرى ساهمت في تسخين سوقهم، فبالاضافة لـ النفخ فوق رؤوس المعازيم بعد عقد القران، وتقدم ركب الفطور ونوالهم من جانب حبه (عضة) الفطرة الكاربة، دخلت الفرقة في زفة الخريجيين .. ليس الكبار منهم فحسب، بل وخريجي رياض الاطفال أيضا !
فقد كانت (زفة) خريجي الروضة التي تخرجت منها ابنة إحدى قريباتنا بواسطة فرقة (الكيتا)، ولم ينحصر عزف الفرقة على الزفة، ولكن مراسم الاحتفال بدأت بإحضار الخريجيين من بيوتهم بواسطة الترحيل تصحبه فرقة (الكيتا)، بحيث يقوموا بالعزف أمام بيت الخريج حتى يخرج من البيت ويركب معهم الترحيل بعد أن تقوم والدته الفرحانة بتنقيط الفرقة، وعندما يتم اذاعة إسم الخريج أثناء الاحتفال يسير أمامه نافخ (كير الكيتا) حتى يوصله إلى المنصة ليستلم شهادته ويعود بالسلامة محفوفا بالدعوات والتمنيات مع الكثير من الزيطة والزمبريطة !
ولندع فرقة (الكيتا) لـ (يكيتون كيتا)، ونعود لبدع وتقاليع احتفالات التخريج، بدأ من تخريج الجامعات ونزولا حتى تخاريج رياض الأطفال، ففي غفلة من عين الزمان تحولت مراسم الاحتفال بالخريجين، من هيبة ووقار الاحتفال وما يرمز له من دخول كتيبة من كتائب شباب الجهاد المدني لساحة النضال، من أجل غدا أفضل ينال فيه الخريج حق الشغل والعرس والعيش الكريم، إلى نوع من (عبث الجنون) يمارس فيه الخريجين كل فنون رقص الزار من بردبة وبرطعة ونقزي، وتمارس فيه الخريجات مهنة عرض الازياء على المنصة مع قدلة الـ (كات ووك)، على أنغام تختلف بإختلاف مشارب الخريجين، فبينما يميل الحناكيش وحاملي الشهادات الخارجية للزفة على أنغام (وهبي) و(عجرم) و(عمرو دياب)، يميل الامدرمانيين منهم لهجيج (القنبلة) و(ناس الحلة جوني) و(ورا ورا طوالي)، أما الخريجين الحنان فيفضلوا الزفة على أنغام عرفان الجميل بـ (أمي الله يسلمك) و(أبوي ان شاء الله لي تسلم)، بحيث يقوم الخريج بعد العرضي يمين وشمال والذي منّو إلى نزع (البالطو) وإلباسه لأمه أو أبيه.
كنت قد حضرت مع العيال في الأيام الماضية حفل تخريج ابنة شقيقتي، اقيم في احد نوادى الخرطوم الراقية .. دخلنا ثم خرجنا دون أن نعرف (راسنا من رجلينا) لشدة الازدحام .. يبدو أن (البقر) قد تشابه على الخريجين واهليهم، فحسبوا أنه تخريج من دنيا العزوبية إلى الزواج، وإلا كيف نفسر حضور كل خريج برفقة (بص سيرة) كامل العدد من أقاربه الذين لو دعوا لزواجه لما حضر منهم نصف هذا العدد ؟!!
ولما تبارت الامهات في إحضار صنوف الخبائز والحلويات والفشار والبارد، وتبارت (الحفصات) أخوات العرسان في القشرة بفساتين السهرة مزهزة الالوان ..
غايتو يومها عدنا للبيت ولم ينوبنا من جانب الربة غير (صنّة) في الاضنين، وشبكة (ايمن) بقنبلة (طه سليمان)، بعد أن لوى عنق كلماتها لتصير:
قالوا احتمال تنفجر .. قنبلة
بقيف معاك والله بجر .. قنبلة
وجيبنا لسيرة (أيمن) يعود بنا لتخريج الروضة، فقد احتفلنا معه قبل بضعة ايام بتخريجه منها، وللحقيقة احتفلنا (معه) كلمة مجازية، لأنه قضى وقت التخريج كله في البكاء والشنهفة حتى تورمت عيناه، خوفا من (الجوطة) والصوت العالي ومن أفراد الفرقة الموسيقية، وقبلهم خوفا من الأرنب (أب سنونا كبار)!
فبالاضافة للزفة بسلاح الموسيقى فقد ألبست إدارة الروضة شابا (زي) من الصوف في شكل أرنب كبير سار أمام ركب الخريجين، ثم كان يتقدم كل خريج ويزفه للمنصة ..
بعد انتهاء الزفة أخذت المشرفة كل الخريجين وراء المسرح ليشاركوا في برنامج الحفل، وبعد فترة (قلبي أكلني) فطلبت من العيال أن يذهبوا ليتفقدوا أخيهم خلف المسرح ويشوفوه (عامل كيف؟) ، عادت به (الريان) ودموعه تملأ وجهه، واخبرتني بأنه كان ينام في المقعد بعد أن تعب من كثرة البكاء .. تشعبط ولاذ بحضني وطلب مني السماح له بالبقاء معنا، فلا رغبة له في العودة لمكان الارنب وبقية المجانين !
حقيقة لم يكن صغيري هو الوحيد البكاي، فقد سالت دموع الكثير من الخريجين جداول من الخوف .. لا إدري من هو أول من ابتدع بدعة الاحتفال بتخريج الروضة، فقد حمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم أن تصحو إدارة التعليم قبل المدرسي وتمنع هذا العبث بـ دموع العيال.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
أختي العزيزة منى والله قد اصبت كبد الحقيقة ، عندي واحد من الأولاد تخرج من إحدى الجامعات ( لغة انجليزية) قبل سنتين .. طبعاً بعت الوراي والقدامي عشان ادفع الإشتراك في التخريج طبعاً أمه هي السبب لازم يفرح .. والله كل ما كتب في مقالك تحقق .. لغاية الآن انا مفلس حتى التلفزيون بعته عشان ما يزعل الولد .. المصيبة الأكبر بالرغم من تفوقه ما زال عاطل بلا عمل وطرق كل الأبواب ومازال يأخذ الراتب مني .. وحالياً لديه اخوات بجامعة الخرطوم.. وأنا خايف من يوم التخريج هذا .. المهم نشكرك كثيراً وليكن يراعك محارباً لكل ما ينفض جيوبنا .
أبو أحمد
الاستاذة الفاضلة مني
لك التحية والتقدير وانت دوما مهمومة بقضايانا الكبيرة والتي قد لاتجد نصيبها من النقد والتوضيح وسبر الغور الا من خلال كتاباتك الرائعة والجميلة وبطرق وصف وتحليل قل ان توجد في هذا الزمن الردي . واكثر شي يشدني الي مواضيعك والتي افتتح بها صباحي هو التشويق والاثارة والتسلسل والتفكير العميق وايضا رؤيتك الثاقبة مع وضعك للحلول وتبصيرنا بما يجري من حوالينا
وبالنسبة لموضوع اليوم فحقيقة لم تتركي شاردة ولا واردة فقد وفقتي في تحديد الداء والدواء
اخيرا اتمني ان ينال ردي هذا حظه من النشر والا فسوف اكتب واكتب واكتب ولن امل من الكتابة اليك وبداية يومي بمواضيعك , شفتي الثقالة دي كيف ؟؟
الاخت منى
رجعت بذاكرتى الى يوم تخريجىوتلك الفرحة التى شاركتنى بها ابنتى الكبرى
المهم انة يوم التخريج يعتبر اليوم الحلم الذى يتمناة كل طالب وأم.
وبمناسبة القنبلة سمعت انة فى تخريج احد الكليات المرموقة جاء الفنان طة وغنى قنبلتة فقط ونزل من المسرح وتقاضى مبلغ 3 مليون جنية عن هذة الاغنية.:confused:
انت ماشفت حاجة يا اخت مني ولدى لما كان عاوز يتخرج امه هنا فى الغربة ماخلت حاجة بدل لكل اخوانه توب ليها شيلة كاملة وهدية لحبوبته وكمان الأغنية اختاروها ليه اصحابة وتصوير بالكمرة والفديو الخ
والله انت عسل بس دى طبعا على وزن فظيعه بتاعتك ارسل لك التحايا وانا من المدمنين حتى الثماله طبعا ماسكره بسب بتجدع شويه عارفها دى طبعا والله موضوع التخريج ده بتاع الشفع بتاعين الروضه دا غايظنى وبقد جيوبى ومتاكد انه نوع من البزنس اصبح حكايات اشبه بالحواديت (طبعا دى على الطريقه المصريه) المهم حكايات تخريج خريجى وخريجات رياض الاطفال الاتحولو الى شباب شى فى قاعات وشى روبات وشى حدائق المهم انا اتفق معاك وانا ولدى انتسب لتخريج عشان يتخرج قبل روضه عشان يسافر ويجى لى السعوديه حكايه مش احيك واشكرك على ماتهديه لنا من روائع عبر عمودك الرائع وتحياتى لسيد الاسم اخونا ادى فرصه يكتب معاك سطر سطرين 😀
والله يااستازة منى انافى الغربة وعندى اختى الله يجزيها خير ويحفظها@@تصلت على وقالت لى تخريجى قرب من جامعه النيلين@ورسلت لى قائمة تحتوى على طلبات التخريج والله لو جهزتا لعرسا كان افضل@@وياريت لو قريت مقالك قبل ماتتصل كان شفتا ليها زيارة لضريح شيوخنا الكبار@@والمصيبة رسلت لى شريط حفل التخرج ويا للهول انا ماعرفتا البنات من الاولاد معزرة بس يعنى شى مايستاهل@ربنا يحفظن بناتنا واولادنا ##وفى الاخير العلم نور؟؟؟؟شكراا ليك يا استازتنا ومزيد من العطاء@@
الاخت منى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،
دائما بتثيرى مواضيع شيقة وانا من الحريصين على قراءة عمودك ليس لدى تعليق على الموضوع بس تعلقي لاخوان المشاركين خاصة ابو احمد الباع كل شى من اجل تخريج ابنه انا ما عارف الواحد اذا ما مقتنع بالشى مافى سبب يخليك تعملوا ابنك جامعى من المفترض يتفهم الوضع
يا جماعة الحكاية شنو ايه الحصل لينا اخونا محمد ابو جلابية اليومين ديل عازمنا حفلة تخرج من الغربة انا خايف بكرة واحد يعزمنا حفلة خراج الروح