محمود الدنعو

تسليح المالكي!


[JUSTIFY]
تسليح المالكي!

لم يعد أمام ضحايا الحرب التي يقودها رئيس الوزراء العراقي نوري المالي ضد العرب السنة بغطاء الحرب على الإرهاب، لم يعد أمامه من أمل سوى أعضاء الكونغرس الأميركي وإمكانية عرقلة صفقة إمداد المالكي بعددـ24 مروحية أباتشي مع صواريخ ومعدات عسكرية مرتبطة بها ليستخدمها في ضرب أهالي الأنبار، التي حذر رئيس مجلس محافظة صباح الكرحوت أمس الثلاثاء، من تحول الأزمة الأمنية في الأنبار إلى سوريا ثانية في العراق، ما لم يتوقف القصف المدفعي على مدن المحافظة. ودعا الكرحوت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الوصول إلى حل جذري للأزمة بعيداً عن العمل العسكري.
وأمس الأول أخطرت وكالة التعاون الدفاعي والأمني الأميركية الكونغرس بنيتها إجراء عملية بيع محتملة لمعدات حربية لصالح العراق، وهو ما سبق أن طلبه البيت الأبيض لدعم حليفه المالكي، ولكن الكونغرس عرقل الصفقة لعدة أشهر ويبدو أن تهديد الجانب العراقي باللجوء إلى روسيا للحصول على السلاح المطلوب قد يعيد الأمر مجددا إلى الكونغرس، الذي ربما يوافق هذه المرة حتى لا تذهب الصفقة إلى روسيا رغم أن الكونغرس ظل يطالب بضمانات عدم استخدام المالكي لهذا السلاح ضد مواطنيه، وأن لا يسمح بتسريب السلاح من إيران إلى سوريا.
الوكالة الأميركية عبر موقعها الإلكتروني سعت للترويج لإكمال الصفقة التي ستأتي وبالا على الشعب العراقي خصوصا خصوم المالكي، وقالت الوكالة إن الصفقة – بحال إقرارها ستساعد على تحسين الأمن القومي الأميركي من خلال دعم أمن دولة ترتبط مع واشنطن بـ(شراكة إستراتيجية)، مضيفة أن الصفقة ستدعم الحكومة العراقية وتخدم مصلحة الشعبين الأميركي والعراقي.
نعم من حق الوكالة الأميركية التأكيد على مصلحة الشعب الأميركي من صفقة كهذه بقيمة أربعة مليارات و800 مليون دولار، من أجل اقناع نواب الكونغرس تمرير القرار، ولكن السؤال ما هي مصلحة الشعب العراقي في إهدار هذه المليارات من الدولارات لصالح إهدار المزيد من دماء أبناء الشعب العراقي في محرقة التصفية الطائفية التي يقودها المالكي تحت غطاء محاربة تنظيم القاعدة وداعش في الأنبار، وساهمت حملة المالكي الطائفية في تسميم علاقات العراقيين حتى مع جيرانهم، وشهدنا كيف تحولت مباراة في كرة القدم بين منتخبي العراق والسعودية في نهائي كأس آسيا دون 22 سنة إلى مناسبة للصراع الطائفي بعدما ربط مدرب المنتخب العراقي، حكيم شاكر، بين المباراة التي وصفها بـ(المعركة) وبين المواجهات مع تنظيم (داعش) في الأنبار، وذهبت بعض الصحف العراقية إلى وصف منتخب السعودية بـ(منتخب داعش).
وسرعان ما تحولت المباراة إلى صراع مذهبي وطائفي كانت ساحته وسائل التواصل الاجتماعي لتعيد للأذهان واقعة المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر في أمدرمان.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي