زكريا حامد : الخدمة المدنية.. ماتت!!
سألني أحد الزملاء عن حالة ” الخدمة المدنية ” عندنا فأجبته بلا تردد أنها نفس حالة المريض الذي لا هو يتحسن لنطلب كامل الشفاء له ولا هو بالميت لكي ندعو له بالمغفرة وحسن الثواب !!
وقد يقول قائل إن خدمتنا المدنية ماتت وشبعت موتاً منذ سنوات، والدليل أن ﻻ أحد يقصد جهة ما لطلب خدمة ثم يعود ظافرًا في نهاية الدوام، بل إنه يظل يغشى المؤسسة الخدمية أو المصلحة في غارات صباحية ونهارية لأسابيع ولكن من دون جدوى أو تحقيق نتيجة تذكر!!
والمصيبة أن غالب وحداتنا الخدمية دخلت العولمة والحوسبة بـ”المقلوب”، لدرجة أن منسوبيها ﻻ يرددون أمام جحافل وصفوف طالبي الخدمة اليومية سوى عبارة “الشبكة طاشة” ..أطاش الله سهامهم وسهام ال “خلفوهم”!!
و”طشة الشبكة” كوم وطناش وطفشان الموظفين والعاملين وحتى المديرين كوم آخر، حيث يندر أن يعثر طالب الخدمة على “استمارة” وإن كان من المحظوظين وحصل عليها وملئها فلا جدوى من ذلك لغياب المسؤول المنوط به التوقيع على القبول!!
إننا بهذه الطريقة نهدر وقتاً غاليًا وثميناً في سبيل الحصول على أشياء إما ﻻ قيمة لها في الأساس أو أنها أضحت كذلك لتنامي عدم المسؤولية والبيروقراطية وانهيار الخدمة التي كانت “مدنية” !!
في إحدى المؤسسات طالبوا “بلدياتي” بإثبات هويته شريطة أن ﻻ تكون جنسية وﻻ بطاقة شخصية، فأخرج جواز السفر وبعد طول تدوير وفحص وتمحيص من قبل كل الكادر العامل نساءً ورجاﻻً أخبروه أن الجواز ﻻ يفيد لأن صلاحيته منتهية .. فصاح فيهم غاضباً: منتهية كيف يعني بتسمم؟!
الفاتحة