كمال عمر في حوار ساخن : “نداء السودان” كلمة حق أريد بها باطل”
“نداء السودان” كلمة حق أريد بها باطل
“ارحل” تسعى للتسوية السياسية مع النظام
لدينا أشواق لتوحيد الوطني والشعبي وكل التيارات الاسلامية
نعفو عن كل الأذى الذي لقيناه من المؤتمر الوطني من أجل إنقاذ هذا الوطن
المفكرون لديهم عجائب ، و هذه واحدة من عجائب عبد الوهاب الافندي واحدة من تنظيراته الكبيرة وكلامه هذا غير صحيح
أطلق د . حسن عبد الله الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي برنامج سياسي جديد أطلق عليه “النظام الخالف” ويسعى الترابي إلى أن يكون برنامجه بديلا عن الطرح السياسي السائد الذي يتبناه حزبه وقال كمال عمر الامين السياسي للحزب إن الترابي اقترح ذلك البرنامج للتصدى لأزمات الواقع السياسي وهو المشروع الذي يضم كل التيارات ذات البرامج الإسلامية ، واتهم عمر المعارضة الرافضة للحوار بالسعي إلى القضاء على الإسلام السياسي وقال عمر :إن الأشواق تحدوهم لتوحيد كل التيارات الاسلامية،وليس بين المؤتمرين الوطني والشعبي فقط
وكانت جماعات إسلامية قد طرحت في وقت سابق برنامج تحالف أهل القبلة وهو التحالف الذي باركه المؤتمر الوطني الحاكم والذي سعى لضم كل الأحزاب والقوى السياسية ذات البرامج الإسلامية مثل حزب الأمة والاتحادي والمؤتمر الشعبي وأنصار السنة
ووصف عمر برنامج الترابي الجديد بالمارد القادم الذي يستطيع أن يتعامل مع قضايا الحكم في السودان بشكل ممنهج ، وقال إن البرنامج هو مشروع مستقبلي فيه تأتي كل التيارات الإسلامية و الطرق الصوفية و الشخصيات لتؤسس منظومة جديدة تعمل في مجال السياسة والثقافة و الفن والاجتماع والصحة. والى التفاصيل:
اجراه : صلاح الطيب علي
ما هو موقف حزب المؤتمر الشعبي من الانتخابات في أبريل القادم ؟
الحزب اتخذ موقفا منذ يوليو بمقاطعة الانتخابات وقلنا إنها انتخابات تفتقد معايير النزاهة ، ولا نقصد بالنزاهة الكلام المستهلك و نحن تحدثنا مباشرة عن أن البلد ليس فيها مناخ حريات والانتخابات واحدة من وسائل التحول الديمقراطي ويقتضي التحول الديمقراطي أن يكون مناخ الحريات متاحا في الساحة السياسية ، ومناخ الحريات الآن مفقود تماماً ..يوجد حزب واحد يتمتع بالحرية و هو الحزب الحاكم ، أما بقية الاحزاب الأخرى فالحرية مرهونة بإرادة السلطة، فالسلطة إن أرادت تمنح الحرية أو تقيدها ، وأيضاً موازين العدالة غير موجودة في البلد فيوجد حزب واحد يسيطر على الإعلام والمال ويسخر إمكانيات الدولة كلها للانتخابات ، أما باقي الاحزاب الاخرى فليس لها نصيب في إمكانيات الدولة.. لذلك فهنالك خلل في منظومة الدولة القانونية ، وهنالك أيضاً إشكالية متعلقة بظروف الحرب في كل من دارفور والنيل الازرق و جنوب كردفان ،وهذا يعني أن هناك مساحات كبيرة ليس لديها دور في المشاركة في الانتخابات .. هنالك جانب اخر متعلق بقوانين الانتخابات فهو من صناعة المؤتمر الوطني و لم تشارك فيه القوى السياسية الأخرى و هذا القانون هو الذي يحكم العملية الانتخابية ، و مفوضية الانتخابات معينة من قبل المؤتمر الوطني من رئيسها إلى أعضائها وبالتالي نجد أن أبسط مقومات نزاهة الانتخابات غير موجودة لذلك اتخذنا قراراتنا بمقاطعة الانتخابات، وهنالك ايضاً قضية الحوار الوطني واتفقنا مع المؤتمر الوطني كقوى سياسية على خارطة الطريق وأن هذه القضايا ينبغي أن تخضع للحوار وبالتالي فلابد من توفير مناخ سياسي متفق عليه،وبعده نقبل على الانتخابات وهذا لم يحدث ولذلك اتخذنا قرارا موضوعيا جدا بمقاطعة الانتخابات.
رفضتم نداء السودان و رفضتم الانضمام لحملة (ارحل) الذي دشنتها المعارضة .. إذا، ما هي رؤيتكم لحل الأزمات السودانية الشائكة والمعقدة؟
نحن رفضنا نداء السودان لأسباب موضوعية.. أولا هذا النداء كلمة حق أريد بها باطل ، لأنه يفتقر لاصول الفكرة لان فكرة الحرية والديمقراطية غير موجودة فيه ، ويتكلم النداء عن مجموعة موقعة تريد ان تحكم لفترة انتقالية غير معلوم مدتها ..هذا المجموعة تريد ان تؤسس للخطوط الجوية والبحرية و مشروع الجزيرة وتريد ان تعمل الدستور ..وهذه القضايا الكبيرة ليست حقها لانها قضايا متعلق بالدستور الذي يُستفتى عليه الشعب ويصنعه الشعب وهم يريدون ان يصنعوا الدستور ويريدون أن يحكموا هم ، وهم طارحون قضية التسوية السياسية مع النظام و هذه التسوية تعني تجربة التجمع الديمقراطي القديم ، وهذه الفكرة جربناها في نيفاشا والآن تأكد لنا في نداء برلين بان هذه المجموعة تود التسوية مع النظام للمشاركة في السلطة و نحن لا نتكلم عن تسوية مع النظام بل نحن نتكلم عن برنامج سياسي و دستوري شامل يعمل تغييرا كاملا، ولذلك نعتبر هذه النداءات حلولا جزئية ، والحلول الجزئية هي التي فصلت الجنوب وهي من وراء الحروب الدائرة الآن ..لذلك لن نكررها مرة أخرى ونداء السودان هو مشروع لنيفاشا جديدة
وماذا عن حملة ارحل ؟
حملة أرحل عبارة عن وسيلة ضغط لإنفاذ نداء السودان ولتسوية سياسية مع النظام، لذلك نحن رفضنا النداء وعندما نرفض الأصل فلابد أن نرفض الفرع ، وهي فكرة ارحل، حتى لا نخدم فكرة التسوية مع النظام و ارحل هي كلمة حق ولكنها في النهاية تستند الى السودان الذي نحن مختلفون حوله ولسنا متفقين عليه، ونحن لدينا فكرة مختلفة عن ارحل و عندنا حملات إلى كل جهات السودان تتحدث عن القيم الأساسية ..عن الحريات ..عن الديمقراطية ..عن النظام الفيدرالي .. عن التغيير الشامل الذي يشارك فيه الجميع في وفاق سياسي حقيقي و نريد أن نبني هذه الفكرة وتنزل إلى المجتمع ، و هذه الفكرة سنقاوم بها كل الإجراءات ذات الحلول الجزئية ، وحملتنا تخاطب جذور البلد الاساسية في كيفية حكم السودان .. نحن لا نريد حوارا فوقيا بل نريد حوارا يشترك فيه الشعب.
رغم تمسككم و حرصكم على الحوار الوطني ، هل خذلكم المؤتمر الوطني في عدم الاستجابة للحوار الوطني ؟
لم يخذلنا المؤتمر الوطني وحده بل خذلتنا القوى السياسية التي رفضت الحوار ، و ليس هنالك انسان يريد حوارا ثم يضع شروطا مسبقة من تغيير القوانين المقيدة للحريات والحكومة الانتقالية ، فاذا تم ذلك إذا فما هو لزوم الحوار؟ نحن لم نختلف معهم حول الحكومة الانتقالية أو القوانين المقيدة للحريات بل قلنا هذه قضايا الحوار ،ومتفقون عليها في البديل الديمقراطي ، والخذلان جاء من الساحة السياسية كلها ، والمؤتمر الوطني تلكأ في مسألة الحوار لانشغاله بالسلطة و الإعداد للانتخابات.
المؤتمر الشعبي متمسك بدعوة الحوار الوطني وإن زج بقياداته كلها في السجن ،كما قلت في تصريح سابق .. ترى ما هو السبب و الدافع لهذا الحرص على الحوار الوطني ؟
أنا قلت هذا في مرحلة من المراحل لأؤكد أن المؤتمر الشعبي حريص على الحوار و طبعا لو اعتقلت قيادة الشعبي كلها في السجن .. إذا فكيف يحاور الحزب؟ لكن قصدت مدى مستوى حرصنا على الحوار ، ونحن ندري مستوى الازمة في البلد ، وليس هنالك حزب تأذى من الحكومة بقدر ما تأذينا نحن من أول يوم انفصلنا فيه من الحكومة ، تأذينا في سمعة المشروع الاسلامي ، والاعتقالات و عندما شعرنا بان أزمة البلد متضخمة شعرنا بالمسؤولية ، فالرسول (ص) لاقى صنوفا من الأذى من أهل مكة.. ونحن نعفو للمؤتمر الوطني عن كل الأذى الذي لقيناه منه من أجل إنقاذ هذا الوطن.
البعض ربط هذا الاندفاع باسباب ذاتية تتعلق جذورها بالعبارة التي صكها أهل الانقاذ منذ وقوع المفاصلة الشهيرة وهي ” أشواق الاسلاميين” للاندماج مرة أخرى في كيان واحد ؟
أنا لو قلت إننا نحن غير مشتاقين لتوحيد الاسلاميين أكون كذابا ، ونحن لدينا مشاعر وأشواق لتوحيد كل التيارات الاسلامية ليس بين المؤتمر الوطني والشعبي فقط .. نحن عملنا الجبهة الاسلامية و جبهة الميثاق و لدينا أشواق بان نوحد المجموعات الاسلامية ، لكن لم نذهب للحوار من أجل ذلك ..نحن الآن نرى بان مشاعر توحيد الأمة السودانية لها أولوية أكثر من توحيد الإسلاميين لذلك ذهبنا للحوار من أجل البلد و إذا لم تتفق الناس في هذا البلد ستنهار ، وهنالك تجارب من حولنا مثل تجربة ليبيا واليمن وسوريا .
هل عدم الثقة والاقصاء الذي واجهتموه من تحالف المعارضة شكل لديكم صدمة ، و هو ما دفعكم للتمسك بالحوار الوطني ؟
هذا لم يشكل لدينا شيئا و صحيح أنه أعطانا بعض الافتراضات والبينات على تحالف قوى الاجماع الوطني و هو واحد من الاسباب باعتبار أن المعارضة غير متفقة على البديل و المعارضة وقعت البديل الديمقراطي و فشلت في أن تنزل البديل الديمقراطي في إعلان دستوري و نحن عملنا بديلا ديمقراطياا سياسيا و لكن حينما جئنا نعمل دستورا انتقاليا فشلنا ، والمعارضة حتى الآن هي جزء من المعارضة المجموعة في تحالف قوى الإجماع و لا يمثلون الشعب السوداني ، فالقوى الكبيرة كلها خارج التحالف ..حزب الامة والاتحادي الديمقراطي الأصل المؤتمر الشعبي .. و هذه أحزاب كبيرة لها وزنها و هي خارج التحالف فالجزء البسيط الموجود في تحالف قوى الاجماع الوطني و هو الآن رابط في نداء برلين وغيره يريد تسوية مع النظام و هو يعلم إذا جاءت انتخابات فليس لديه مستقبل في الانتخابات ، لذلك جائ إصرارهم على مقاطعة الحوار الداخلي والتمسك بالحوار الخارجي و هذا سبب من الأسباب الذي جعلنا ندافع عن الحوار الداخلي .
إذا فماهي رؤيتكم في رفض قوى المعارضة للحوار الوطني بالداخل ؟
هم لديهم اشكاليتان : يعتقدون أن الحوار الداخلي هذا حوار يوحد الأسلاميين و خطتهم الاساسية ويظنون أن لديهم خطة تاريخية أن يقضوا على الإسلام السياسي و تصفية مؤسسات الدولة والإتيان بحكومة انتقالية ليس لديها أمد في الحكم و تخدم كل قضاياهم و هم لا يتحدثون عن انتخابات الآن ، و يريدون حكما مثلهم مثل المؤتمر الوطني و هذه إشكالية أساسية بيننا وبينهم و إذا لم يعدلوا من فكرتهم و رجعوا لكلام أساسي حول تحول ديمقراطي و حريات و ليس قبولهم بالحوار الداخلي .. صحيح أن الحوار الداخلي به إشكاليات حريات، و لكن دعونا نتفق بعمل قاعدة وفاق سياسي تربطنا كلنا مع بعض. ونحن ليس لدينا مشكلة مع اليسار فمثلا الحزب الشيوعي هو من الأحزاب التاريخية و المهمة والمحترمة ، و بالتالي فإن و جودها في الساحة السياسية مهم و كحزب البعث وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي فهم ركائز الديمقراطية في البلد و مهم جدا أن نتفق حول الثوابت الوطنية ولا بد أن نميز بين الوطن و المؤتمر الوطني و هذه الاحزاب لا تميز بين الوطن و المؤتمر الوطني .
هل الحوار الوطني يعني لديكم ترتيب أوراق الاسلاميين الشيء الذي يسقط مشروع المعارضة و حلمهم التاريخي في رؤية سقوط نظام الاسلاميين بما يبعدهم و يقصيهم تماما عن المشهد السياسي ؟
اذا كان نظام الاسلاميين لا يتمتع بدمقراطية و لا بحرية ولا سند شعبي فأنا أعتقد أنه ليس هنالك مبرر لاستمراره، فنظام الاسلاميين يجب أن يستند على قاعدة الشعب ، و لكن بالقدر نفسه هل القوى التي تطالب باسقاط نظام الإسلاميين لديها سند و وجود في الشعب بدليل أنهم مستمرون في حملاتهم ارحل وسافر وغيره ،و هذا كلام يعتبر من قبيل طق الحنك ، و بالتالي فإن هنالك مشكلة الآن فالشعب ليس لديه الثقة في القوى السياسية الموجودة في الساحة السياسية ، و نحن الآن نزلنا إلى الشعب لنمد جسورنا مع الشعب و لم نر قوى سياسية معنا تعمل وسط الشعب.
وهل سيثق فيكم الشعب مرة أخرى ؟
أنا على يقين من ثقة الشعب ، فالشعب وثق فينا في يوم من الايام وجئنا القوى الثالثة بعد تجربة الانتفاضة و أنا على يقين بعد المراجعة التي قام بها المؤتمر الشعبي و نحن في تواصل مع الشعب و الشعب يعرف أزمته و يعرف الأحزاب المسؤولة التي تعبر عنه ، ولدينا ثقة باننا حزب يعبر عن قضايا الشعب .
الحركة الاسلامية في السودان هل هي جزء من التنظيم العالمي للاخوان المسلمون ؟
الحركة الاسلامية السودانية ليس لديها أية علاقة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ، هي حركة مستقلة من أول يوم .. صحيح هي سمت نفسها بالإخوان المسلمين انحيازا للأخوان المسلمين في مصر حينما تعرضوا في فترة سيد قطب لصنوف من العذاب ، وهذا لا ينفي أننا نحن جزء من الحركة الاسلامية في العالم و نحن الآن متعاطفون جدا لما حدث للأخوان في مصر و اتخذنا موقفا في مؤتمر صحفي وقلنا ما يحدث في مصر هو انقلاب و نحن ضد الذي يحدث للأخوان في ليبيا و في تونس ومنحازون لقضية الأخوان في العالم كلها ولكننا لسنا جزءا من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في العالم .
ولكن الشعارات التي تتبناها الحركة الاسلامية في السودان شعارات عالمية ولديكم تواصل مع هذه الجماعات الإسلامية في الخارج ؟
نحن مؤمنون بأن الإسلام دين عالمي و نتواصل مع الجماعات الاسلامية في كل مكان وكله فيما يخدم عالمية الإسلام و قضية الإسلام الكبيرة في الحرية و الحكم الراشد و نحن لا ننكر تواصلنا لاننا ليست حركة منغلقة و منفتحة لكل الناس .
التنظيم العالمي للاخوان المسلمون يهدد السلم العلمي من خلال جماعاته المتشددة هل هذا صحيح ؟
هذا غير صحيح .. التنظيم العالمي للاخوان المسلمين هو تنظيم وسطي طارح قضية الحرية والديمقراطية و بالتالي بان تصنيفه بتهديد الاستقرار العالمي هذا غير صحيح و بالعكس كل المحاولات التي جرت لتوصيفه و لشيطنته ما نجحت و حتى في بريطانيا شكلوا لجنه لكي يعرفوا فكرة الإخوان المسلمين.. في النهاية كانت أن فكرة الإخوان المسلمين هي فكرة متسامحة ووسطية وليس فكرة إرهاب و أرى أن من مصلحة العالم أن يدعم فكرة الإخوان المسلمين بشكل اساسي لكي ينهي ظاهرة التطرف فظاهرة التطرف الموجودة في داعش و تنظيم الدولة الاسلامية وغيره لا يوجد فكر يحاربها، ولو عمل الغرب بكل إمكانياته و طائراته لا يستطيعون ان يحاربوها وانما الجهة الوحيدة التي تكافحها بالفكر هي تنظيم الإخوان المسلمين.
لكن السودان من جهات رسمية هاجم هذا التنظيم و دمغه بالإرهاب ؟
نحن لسنا متفقين مع هذه الجهات الرسمية ومختلفون معهم تماما و كلامهم غير صحيح ، وبالعكس هو تنظيم متسامح و وسطي و تنظيم قائم على فكرة كبيرة في الديمقراطية و الحريات وهذا ظلم كون أن يتهموه بالارهاب و إنما قيلت في مناسبات لكي تخدم بعض القضايا والعلاقات بينهم وبين المحيط الأقليمي .
اذا لم يكن لديكم علاقة بهذه التنظيمات فالترابي هو الشخص الذي أسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي” الذي جمع كل الحركات المعارضة للأنظمة الحاكمة في الماضي في بلدانها ؟
نقولها بكل صدق ما زلنا نحلم بذلك بان هذه التجربة للمؤتمرالعالمي كانت تجربة رائدة وتجربة اغتيلت من الداخل بسبب اعتبارات دولية و ما زلنا نحلم بتأسيس منظومة تدعم فكرة وحدة التيارات في العالم الإسلامي.
في نظر كثير من الإسلاميين الترابي لم يعد ذلك الزعيم الملهم الذي يلتف حوله أعضاء الحركة الاسلامية و يذعنون لأوامره ، و في نظر كثير من أبناء الحركة الاسلامية هو المسؤول الأول من فشل تجربة حكمها ؟
هذا الحكم غير صحيح فمثلا الحوار أتاح فرصة للترابي بأن التقى بعدد كبير من الإسلاميين في داخل المؤتمر الوطني و خارجه فمستوى القبول والإلهام و الاحترام و التقدير من الإخوان على مستوى العالم والمستوى المحلي بالنسبة إلينا فاق تصورنا ، ففي كل أخ مسلم يوجد ترابي بداخله ،فهو شخص ملهم ، فاخوانا المجودين في الخارج يعتبرون الترابي رجل كبير في فكره و تساميه في موقفه من الحوار الوطني فهو الوحيد الذي لديه المقدرة ليعبر بالتيارات الإسلامية في ظل هذه التحديات.
ألا ترى بان هذا حلم كان يمكن للترابي أن يحققه حينما كان موجودا في السلطة ؟
فكرة الترابي غير مربوطة بفكرة السلطة ، ففتنة السلطة علمتنا ، فنحن كنا القوة الثالثة قبل انقلاب الحركة السلامية ، فالانقلاب خصم مننا الكثير بأن لم تكن لدينا تجربة في الحكم ، فتجربة الحكم كانت خصما على الحركة الاسلامية و لكن بالنقد استطعنا أن نطور من قضايا الحكم فللترابي كتب في نقد هذه التجربة ،والمسلمون في تاريخهم يعرفون فقه العبادات و الطلاق و الأحوال الشخصية و في امهات الكتب ليس هنالك شيء عن السياسة و الحكم والاقتصاد، و الترابي كتب عن ذلك فهذا الفرق بين الترابي و علماء المسلمين فالترابي ترك السلطة و انحاز للقيم وفي تقديري فإن الترابي هو المفكر الاول و أسس للسياسة والحكم في العالم الاسلامي.
الترابي دون الزعماء الآخرين توفرت له فرصة تاريخية بأن لقى نخبة متعلمة في السودان لكنه حاول ان يصنع من الحركة الإسلامية طائفة ثالثة في السودان ، ونجح بأن خلق طائفة من نخب متعلمة ؟
فكرة الإخوان نشأت في صفوة المتعلمين و هذا الرصيد الأولي وهذه الصفوة كانت محتاجة لتطور في فكرتها حتى تخرج من الصفوية إلى جميع الناس ،مثلها مثل الدعوة الاسلامية في صدر الاسلام ، ففكرة الحركة الاسلامية كانت محتاجة لشخص لدية كاريزما علية لكي يطورها من المتعلمين إلى فكرة تشمل كل الناس، فالترابي في حركة التطور الفكري لمنظومة الأخوان المسلمين هو القائد الفعلي و نقلها من مرحلة الصفوية إلى مستوى ،في الجبهة الاسلامية القومية، عالٍ جدا ، و شملت كل الناس و دخلت على الصوفية ، فالترابي الآن طارح فكرة النظام الخالف أو النظام البديل للحاصل الآن و هو مشروع مستقبلي فيه تأتي كل التيارات الاسلامية و الطرق الصوفية والشخصيات لتؤسس منظومة جديدة تعمل في مجال السياسة والثقافة و الفن و الاجتماع والصحة، والنظام الخالف هو مشروع المارد القادم و يستطيع ان يتعامل مع قضايا الحكم في السودان بشكل ممنهج.
ألا ترى بان الترابي خلق طائفة ثالثة من النخب المتعلمة من مريدين ومعجبين بشخصيته ؟
نعم ، لم يحدث ذلك ، صحيح الترابي لكثير من الإخوان ليس هو الملهم و الشيخ والسيد بمنهج الطائفية المقيتة التي لا تعرف التفكير و حبه في النفوس مربوط بالمنهج .
يلقي الكثيرون اللوم على الحركة الاسلامية و التي أرادت أن تصلح حال السودان لكنها فشلت واضطربت أحوالها فزادت السودان ضعفا على ضعف ؟
الكلام عن محاكمة المشروع الاسلامي بهذا الشكل المجحف فيه كثير من الظلم ، نعم هنالك أخطاء صاحبت التجربة و لكن هذا الخطأ تاريخي ومتوارث وتجسم في عهد الانقاذ بمعنى ان كل الحكومات التي حكمت السودان لم تؤسس لدستور و منذ الاستقلال ليس هنالك بناء دستوري وسياسي و نحن انقسمنا إلى طائفتين طائفة في أمدرمان و أخرى في بحري ، و هاتان الطائفتان لم تطورا أفكار الناس ولذلك ظللنا في حالة تقلب بين الديمقراطية التي حكمت تسع سنوات .
ألا ترى بانكم شكلتم طائفة ثالثة في الخرطوم حتى يكتمل مثلث العاصمة بالطائفية ؟
لم نشكل طائفة ثالثة في الخرطوم و تجربة الحكم في السودان محتاجة لمراجعة حقيقية من كل السودانيين و تجربة الحكم في السودان تتمحور حول كيف يحكم السودان و نحتاج إلى توافق كل ألوان الطيف السياسي و المجتمع حتى نتفق على كيفية حكم السودان.
إلى ماذا تعزي التناقضات في تصريحاتكم بهجومكم بشدة على رافضي الحوار و انتقالكم من خانة المعارضة إلى التناغم مع الحزب الحاكم بعد إعلانه للحوار الوطني ؟
نحن كنا أكثر حزب صوته عالٍ لاسقاط النظام وأكثر حزب دفع فاتورة كلمة إسقاط النظام والتحول الذي حدث كان لابد ان يستصحبه تغيير في شكل الخطاب ،و بعض الناس من شدة الظلم الذي وقع عليهم تركهم ينظرون لهذا النظام بأنه عدو ونحن لسنا مثلهم، والتغيير في شكل الخطاب لم يؤثر في المرتكزات و لو اردنا أن نتوحد مع المؤتمر الوطني لدخلنا هذه الانتخابات و ليس لدينا مشكلة مع المعارضة و مشكلة المعارضة أنها تنظر الى قبولنا للحوار بنظارة سوداء ومتشائمة ، والمعارضة حكمت علينا ونحن معهم بأن أصدروا قرارا ونحن غائبون و فصلونا من المعارضة لمجرد قبولنا بالحوار و لم أتصور بأن معارضة تدعي الديمقراطية تفصل حزبا معها لأنه قبل بالحوار و هذه المعارضة التي قامت بفصلنا كلها دخلت مع هذا النظام في اتفاقيات ثنائية وشاركته في السلطة .
حزب المؤتمر الشعبي خاض قبل فترة حرب المذكرات الإصلاحية ضد الجمود و هيمنة الأمين العام على الحزب وأن موقف الحزب هو موقف الترابي ؟
بكل صراحة هذا ظلم كبير للترابي ،و أنا في هذه الأمانة العامة منذ تأسيس المفاصلة ،ولم يتخذ قرار بدون شورى ،و الترابي ظل يمارس الشورى في داخل منظومة الحركة الاسلامية منذ تأسيسها ، ومن قال بانها حرب مذكرات ، نحن حتى الآن لم نستلم أية مذكرة و قرأناها في وسائل الاعلام ومواقع الانترنت و لم تقدم هذه المذكرات من داخل الأجهزة و لم تقدم للأمين العام و هي من شخصين أو ثلاثة وليس لديهم الشجاعة لتقديمها للحزب.
هل تعرفتم على هؤلاء الاشخاص ؟
لم نتعرف عليهم لأنه ليس لديهم الشجاعة على المواجهة.. كان عليهم ان يقدموا المذكرة ويدافعوا عنها و بالتالي يمكن ان نسمي هذا تيارا إصلاحيا و لكن هذا اسمه لم يكتبه على ورقة المذكرة ونعتبرها من قبيل التشويش و اثارة الغبار .
يقول المحلل السياسي عبد الوهاب الافندي ان حزب المؤتمر الشعبي لم يدافع عن أطروحاته بشكل شرس لإثبات حسن النوايا و استعادة الديمقراطية ،و ظل معزولا عن التيارات الاسلامية و يواجه ” الشماتة ” من اليساريين ؟
المفكرون لديهم عجائب ، و هذه واحدة من عجائب عبد الوهاب الافندي واحدة من تنظيراته الكبيرة وكلامه هذا غير صحيح، و المؤتمر الشعبي متصالح مع فكرته ويدافع عنها بشكل أساسي و شرس و جلسنا مع كل أحزاب المعارضة و دافعنا عن الحوار بشكل شرس وموضوعي ، و نحن لدينا حركة تواصل مع كل التيارات الاسلامية و النظام الخالف كفكرة لديها تواصل مع كل الناس و أما اليساريون فبرغم تباين الموقف بيننا و بينهم فلدينا علاقات مع كل الأحزاب اليسارية ،و عبد الوهاب الافندي لا يعرفها و هو يكتب و يعيش في لندن في جزيرة معزولة و يقرأ عن السودان في مواقع النت قفط و لو كان موجود في السودان كان سيعرف تواصل المؤتمر الشعبي و حالة السودان .
التيار