منوعات

بعد ان (شرطت) الحقائق شخصيته (الوهمية)… علي كبك…بعيداً من (الضحك)…قريباً من (المخاوف).!

(حجتي الأصيلة..زولة مية مية..من ما كت صغير..في جوايا حية..يا حاجة يا أصيلة ..يا حجة يا أصيلة)..هذا مقطع لأغنية تغني بها الفنان الوهمي المثير للجدل (علي كبك) الذي أطل على قروبات الواتساب فجأة، فلفت الأنظار إليه عبر الألبوم الذي زج به البعض عبر القروبات والذي أعلن من خلاله إحياءه عدداً من الحفلات الجماهيرية إلى جانب حفل خاص بمناسبة عيد الأم.!
أسئلة عديدة:
قضية (علي كبك) الفنان (المختلق من العدم) خلفت العديد من الأسئلة وفي مقدمتها سبب اهتمام المجتمع السوداني مؤخراً بمثل تلك الأنماط الفنية الغرائبية التى تظهر، ففي وقت سابق تفاعل الناس وبدرجة كبيرة للغاية-ومازالوا- مع أحد الشعراء الذين أطلوا عبر الانترنت ليقدم بعض القصائد المرتجلة، ووصل الأمر إلى أبعد من ذلك عندما تم تصميم صفحات خاصة لذلك الشاعر (الفكاهي) بلغ عدد زوارها أكثر من (10) آلاف متابع.!
الصورة هي السبب:
عدد كبير من المواطنين الذين استطلعتهم (فلاشات) أكدوا أن سبب تركيزهم الشديد مع (كبك) هو صورته الغريبة والتي جعلت بعضهم يبحث عن تأكيد لصحتها بدواعي أن الفنان لابد أن يحمل قدراً من الوسامة، الأمر الذي تعارض وبشدة مع صورة (كبك) والتي كانت مزيفة هي أيضاً، فهي صورة لمواطن من دولة زمبابوي يدعي (وليم ماس فينو) ترشح لجائزة نظمها أحد الاندية الرياضية لأقبح شخصية في دولته، وبالفعل فاز بالجائزة مع آخرين.!
أغنيات بسيطة:
مجموعة أخرى أكدت لـ(فلاشات) أن اهتمامها الكبير بـ(كبك) كان من دواعي كلمات الأغنيات التي تناولها فهي لا تخلو من البساطة والواقعية والمباشرة، الأمر الذي جذب الناس إليها، فيما يرى آخرون أن صوت ذلك الفنان (الوهمي) كان أيضاً مستفزاً للتركيز معه والسعي خلف التأكيد بحقية كونه فناناً أم لا.!
دايرين تذاكر:
جماهيرية (علي كبك) المباغتة لم تتوقف عند الإسفير وحسب، بل تعدته إلى الواقع، حيث شهدت محلات عوضية للأسماك خلال اليومين الماضيين تدافعاً غير مسبوق من مواطنين يسألون عن تذاكر حفل علي كبك بمناسبة عيد الأم، ذلك السؤال الذى حير عوضية صاحبة محلات السمك نفسها وجعلها تنفي وجود أي تذاكر لعدد من الصحف، بينما قالت إحدى العاملات بمحلاتها لـ(فلاشات): (والله الإعلان اللقيناهو بي سبب الكبك دا في حياتنا مالقيناهو).!
تأثير كبير:
تأثير شخصية (علي كبك) الوهمية انتقل بسرعة كبيرة من الكبار ليصل إلى الأطفال، وهذا ما أكدته ربة المنزل أشواق أحمد والتي قالت لـ(فلاشات) بقلق: (طفلي الصغير جاء إلى المنزل وهو يردد عبارة بشرط ليك هدومي…وعندما سألته عن ما يقول، أخبرني بأنها أغنية (ضاربة في السوق) لفنان اسمه (علي كبك)، وتواصل أشواق: (أخبرت والده بالأمر، لأنني وبصراحة خفت جداً من اسم ذلك الفنان قبل كل شيء).!
ضجة عادية:
الباحث الاجتماعي محمد الخليل قال لـ(فلاشات) إن الضجة الكبيرة التي لازمت ظهور الفنان (المصنوع) علي كبك، هي ضجة طبيعية للغاية في ظل تردي الأوضاع الثقافية في البلاد بشكل عام، وهيمنة الانترنت على كل نوافذ الاطلاع والمتابعة، واصفاً الأمر بـ(الخطير جداً) ومضيفاً: (كثيرون يلجأون لإطلاق الشائعات عبر الانترنت لعلمهم المسبق بسرعة انتشارها وسط الناس) فيما يؤكد أنه من الضروري أن ينتبه الجميع إلى تلك الحالة من (الاختراق) التي تحدث لمجتمعنا السوداني عبر استغلال غير أمثل للإسفير، مختتماً: (علينا أن نتعامل مع ماحدث كعثرة نصلح من خلالها مشي مجتمعنا، وألا نكتفي بالضحك فقط للأمر، لأن القادم ربما يكون أسوأ بكثير من فنان وهمي يغني أغنيات ركيكة ليس إلا).!
تخوف كبير:
على سياق متصل، أبدى عدد من الفنانين الشباب توجسهم وتخوفهم الشديد إبان ظهور بوسترات الفنان (المصنوع) علي كبك وتوجس بعضهم من أن يسحب البساط من تحت أقدامهم إن كان بالفعل شخصية حقيقية، في الوقت الذى تنفس فيه بعضهم الصعداء إثر اكتشاف شخصية كبك المزيفة ومن بينهم فنان شاب رفض ذكر اسمه قال لـ(فلاشات): (لقد اندهشنا في البدء عند سماعنا بظهور فنان يدعى علي كبك ولكن تحولت الدهشة إلى حالة من القلق والتوتر بعد النجاح والإعجاب الكبير الذي حققه الفنان (علي كبك) واهتمام الآخرين به ما جعلنا نتحسس أماكننا خوفاً من سحب البساط من تحت أرجلنا، و لكن حمدنا الله بعد أن أصبح (كبك) شخصية وهمية ولا يوجد فنان اسمه (علي كبك) نهائياً).!
ضرورة ضبط:
في ذات التوقيت قلل عدد من الفنانين من أهمية الموضوع، ومن بينهم الفنان عبدالقادر سالم والفنان عصام محمد نور وأكدا بأن الأمر حدث فيه تهويل وتضخيم لم يستفاد منه بشيء سوى المزاح والضحك، مطالبين بضرورة حسم و ضبط بعض مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لعدم الخوض في تفاصيل قد تصل إلى الإساءة أو إنتاج كذبة كبيرة يتم ترويجها ويصدقها البعض، والاستفادة من تلك المواقع لما فيه فائدة للجميع.

السوداني