استطلاع الرأي حول الحكومة!!
من واقع ملاحظاتي اليومية العادية.. يبدو أن المجتمع السوداني هو المستفيد الأول بين شعوب الكرة الأرضية من وسائط (الإعلام الجديد!)..
الإعلام الجديد يقصد به وسائط الاتصال الحديثة من صفحات التواصل الاجتماعي مثل (الفيس بوك).. لكن أشهرها على المستوى العام هو (الواتساب)؛ لأنها تستخدم مباشرة من الموبايل، ومتاحة لأكبر قدر من حاملي الهواتف الذكية..
وبطبيعة وفطرة المجتمع السوداني تحظى العلاقات والتواصل الاجتماعي بدرجة عالية من الأهمية.. فالسودانيون مجتمع مترابط وثيق الصلة وبصورة يومية.. وتعود الناس مشاهدة الرجال يجلسون أمام المنازل في (العصريات)، والزيارات النسائية المستمرة في معظم ساعات اليوم، خاصة بين الجيران، أو الأقرباء.. ويدير السودانيون أكبر وكالة أنباء شعبية على وجه الأرض..
أي حدث- مهما كان صغيراً- يجري تداوله وبسرعة بين الناس.. وكثيراً ما يعلم السودانيون بوقائع خبر حتى قبل وصوله إلى وسائط الإعلام الرسمية أو الخاصة.
والآن في وجود وسائط الاتصال الحديثة (الواتساب مثلاً) وفرَّ السودانيون مشقة الاتصال البشري المباشر.. أصبح متاحاً تبادل المعلومات بسرعة هائلة، وفي أثير واسع تخطى حتى الحدود السياسية بين الدول..
أذكر عندما تعرضت إلى حادثة الاعتداء الجسدي الشهيرة في العشر الأواخر من رمضان الماضي.. سمعت من كثيرين- هنا- داخل الخرطوم، أنهم تلقوا النبأ من معارفهم من خارج السودان.. وبعد دقائق وجيزة من الحدث..
بهذا الحال.. ليس مجدياً أية محاولة لحجب المعلومات أو الرأي.. فالمتلقي العادي ما عاد ينتظر وسائط الإعلام الرسمية، أو الخاصة، لتنقل له الأخبار.. ما أسهل أن تسري المعلومات (وحتى الشائعات)، بسرعة البرق دون حاجة إلى انتظار تأكيد أو نفي الجهات الرسمية..
لكن كل ذلك كوم، وكوم آخر.. ظاهرة جديدة كاسحة.. بدأ السودانيون يطورون استخدامهم لوسائط الإعلام الجديد ليتعدى مرحلة نقل الأخبار، أو الأنس الخاص.. بدأت موجة كاسحة من تكوين الرأي العام من خلال وسائط الإعلام الجديد.. البعض وصل مرحلة إنتاج أفلام، أو برامج فيديو.. وقصائد شعر.. بل ودبلجة صور فيديو، أو صور ثابتة، تعبِّر عن رأي من يصنعونها..
هذا الإعلام الشعبي الصارخ أصبح وسيلة تأثير قوية للغاية.. تلقى رواجاً وجاذبية كبيرة لدى كل طبقات المجتمع السوداني.. وأكثر ما لفت نظري أن هذا الإعلام الجديد، وبدرجة تكاد تصل مئة في المئة رأيه سالب وناقد للحكومة، ولحزب المؤتمر الوطني..
ولو استخدمنا هذا الإعلام الجديد مؤشراً لقياس الرأي.. فإن النتيجة تسحب الثقة من الحكومة بصورة لا يمكن إنكارها.. فهل تدرك الحكومة وحزب المؤتمر الوطني ذلك؟.
إذا كانت الحكومة، وحزب المؤتمر الوطني، لا تدرك هذه الحقيقة فتلك مصيبة.. أما إذا كانت تدركها، وتتعامل معها بمبدأ (الكلب والجمل)، فإن المصيبة أكبر..
في غياب مؤسسات قياس الرأي.. يصبح الواتساب، والتواصل في مواقع الإنترنت، هو المقياس الحقيقي لشعبية أي حزب..!!.
تقول زي كلامك دا غدا الحكومه بتلحق الواتساب امات طه زي ما عملت السعوديه وقامت بحجب الواتساب والفايبر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي