مرشحون في فخاخ “التسلل”
طفت على سطح الصحف الصادرة في الخرطوم أخيراً عدة مخالفات انتخابية اقترفها المتنافسون في مضمار ماراثون انتخابات أبريل العام 2015م. جلّ هذه المخالفات تم تدوينها في صحيفة حزب المؤتمر الوطني الحاكم المتهم من قبل خصومه باستغلال موارد الدولة لصالح انجاح حملاته الانتخابية.
عدة أمثلة يمكن الأتيان بها في هذا السياق، أبرزها دعوة رئيس المفوضية الدكتور مختار الأصم، للرئيس عمر البشير، بوقف استخدام ولاة ووزراء اتحاديين وولائيين للسيارات الحكومية ضمن في الدعاية الانتخابية.
كرت أصفر
الكروت الصفراء التي أشهرتها المفوضية في وجه المخالفين حملت صفة العموم حيث تشمل مرشحين آخرين، بعضهم قيل إنه يستغل منابر المساجد للترويج لصالح حملاته الانتخابية، وقيل إن خطيب مسجد في ضاحية شمبات – شماليّ الخرطوم – اعترض على دعوة أرسلها أحد المرشحين المستقلين للمصلين، وأهل الحي لحضور حملته الانتخابية، وقال الإمام إن لولا الصلة التي تربط المرشح بالحي لما تلا دعوته من على المنبر أبداً.
تصحيحات
بيد أن عدد من المرشحين الذين قرروا خوض الانتخابات يطعنون في أنشطة حزب المؤتمر الوطني، وتتعدى حرابهم جسد الوطني لتصل إلى المفوضية ذاتها.
مثلا يشكك علم الهدى أحمد عثمان في المفوضية، ويقول إنه دبج عدة اعتراضات ضد حزب المؤتمر الوطني وأنشطته لكن من دون أن تجد شكاويه آذان صاغية.
عند هذه النقطة يبرز عضو المفوضية القومية للانتخابات، الفريق شرطة، الهادي محمد أحمد ليقول لـ”راديو تمازج” إنهم لم يتلقوا أي بلاغات تؤكد استغلال مرشحي حزب المؤتمر الوطني الحاكم لموارد الدولة في حملاتهم الانتخابية ونبّه إلى أن ما أصدرته المفوضية القومية بشأن استغلال آليات الدولة في الدعاية الانتخابية هو محض توجيهات فقط لا غير.
رأي الحاكم
فند أمين الأمانة العدلية بحزب المؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان الاتهمات التي تساق لحزبه والمتعلقة بارتكاب الحزب لمخالفات أثناء الحملات الإنتخابية، واستخدام مرشحي الحزب لموارد الدولة. وشدد الفاضل على أن أي اتهام يجب أن يؤسس على وقائع معينة، ورصد المخالفات، ومن ثم تحويلها لمفوضية الانتخابات باعتبارها الجهة المسؤولة.
وكشف حاج سليمان عن تشكيل حزبه للجنة قانونية لمتابعة المخالفات سواء كانت من حزبه حزب المؤتمر الوطني أو من الأحزاب الأخرى التي تنافسه، علاوة على رصد مخالفات مفوضية الانتخابات ذاتها. لكن حاج سليمان عاد وعبر عن رضاهم بالعمل الذي تقوم به مفوضية الانتخابات.
وكانت “الصيحة” أوردت قبل أيام خبر استدعاء القاضي المقيم بمحلية “أبو زبد” التابعة لولاية شمال كردفان، لمعتمد المحلية “الهادي عبد الماجد إبراهيم باخت”، على خلفية شكوى تقدم بها المرشح المستقل بالدائرة القومية “22” أبو زبد، محمد إبراهيم متعني، اتهم من خلالها المعتمد بارتكابه مخالفات في الحملة الانتخابية.
ونقلت الصحيفة عن القاضي توجيهات أصدرها للمعتمد وتقضي بعدم اصطحابه مرشحي المؤتمر الوطني في الحملات الانتخابية، إلى جانب عدم استخدام الإعلام الحكومي وسيارات الدولة والأموال الحكومية. وهو الأمر الذي وجد إشادة من المرشح المستقل بنزاهة القضاء، معتبراً الإجراء يصب في صالح العدالة ونزاهة الانتخابات.
فروقات
ينشط حزب المؤتمر الوطني أكثر من باقي منافسيه في ساحة الانتخابات الحالية، وهو أمر مفهوم قياساً للفروقات الكبيرة بين الحزب الحاكم مع الباقين، بيد أن هذا النشاط من شأنه أن يرمي الحاكم شراك الخطأ، وأن يضع المفوضية القومية للانتخابات في خانة اللوم، والذي إن زاد فقد يصل إلى مرحلة الشك، وهي مرحلة لا تريدها المفوضية التي تبتغي إخراج انتخابات نظيفة كـ “صحن الصيني.. لا شق لا طق”.
مقداد خالد
صحيفة الصيحة