قصص وحكايات مؤلمة… ضحايا (الصبغة)…من (النقش) ما قتل.!
ارتبطت الحناء بطقوس الزواج في السودان لانها تعتبر نوعا من انواع الزينة بالنسبة للمرأة وغالبا ما يتم ذلك في مراكز التجميل المنتشرة لدى متخصصات في هذا الفن من الرسم، وذلك يدل على اهتمام المرأة بجمالها و زينتها لتبدو في احسن صورة ويكون الاهتمام اكثر في مناسبات الافراح اذ تلجأ النساء لنقش الحناء بمادة الصبغة دون الوعي الكامل بالاضرار التي يمكن أن تسببها للبعض ممن يعانين من مرض حساسية الجلد و الامراض الاخرى التي يمنع من خلالها الاطباء استخدام الصبغة، بالمقابل هناك العديد من القصص الحزينة التي كان ضحاياها عدد من النساء اللائي تسببت مادة الصبغة في وفاتهن لانهن كن يعانين من بعض امراض الجلد و هن لا يدرين ذلك، او بسبب اضافة بعض من تلك المواد الحارقة التي اصبحت تستخدم مؤخرا.
قصة واقعية:
في اجواء يحفها الحب و السعادة ووسط زغاريد الاهل و تهاني الاصدقاء و المقربين، بدات الشابة (م،ح) الاعداد لمراسم الزواج من ابن عمها، و في اليوم المحدد للزفاف توجهت (م،ح) إلى احد مراكز التجميل لنقش الحناء و تكملة بعض الاشياء التي تتعلق بليلة العمر، الا أن المفاجأة غير المتوقعة كانت تقف لها بالمرصاد وذلك بعد أن تم نقش يديها و قدميها بالصبغة حيث شعرت العروس بدوار شديد و آلام حادة في منطقة البطن بعد التورم الشديد في يديها و قدميها، ليتم نقلها إلى اقرب مركز صحي و من ثم تحويلها إلى مستشفي الخرطوم واسعافها على وجه السرعة، الا أن وضعها الصحي لم يتحسن لتمكث بضعة ايام في المستشفي وتدخل في حالة غيبوبة فيما بدأت بشرتها تتسلخ بسبب التورم والانتفاخ الشديد، بينما اكد الاطباء تعرضها لتسمم في الدم بسبب مادة الصبغة التي اثرت على الكليتين و من بعدها فارقت العروس الحياة وسط دموع زوجها و اسرتها وهم يشيعون جثمانها إلى مثواه الاخير.
اساليب اخرى:
في ذات الوقت ظهرت مؤخراً اساليب اخرى لدى بعض النساء ممن يقمن بعملية نقش الحناء، وهي اضافة مواد كيميائية ضارة وحارقة للصبغة وهي الديزل و الكلور لاعتقاد البعض منهن أن من شأنها جعل الحناء اكثر لمعانا وثباتا في الجسم لاطول فترة ممكنة وذلك لكسب الكثير من المال في وقت وجيز، وهو بالفعل ما حدث مع طفلة صغيرة في السن عندما تحول نقش بالحناء على يديها إلى حساسية مزخرفة بعد أن نقشت لها احدي السيدات الحناء في احدى المناسبات وبعد أن قامت بخلط الصبغة مع مادة الاكسجين الحارقة ما جعل يدي الطفلة تتورمان ليتم نقلها سريعا إلى المستشفي واسعافها لتنقذها العناية الالهية.
مع و ضد:
عدد من السيدات اكدن عدم استغنائهن عن النقش بالصبغة باعتبار انها تعكس البعد الجمالي للمرأة في اهتمامها بزينتها عبر الرسوم المختلفة التي يتنافسن ويتباهين بها وسط الاهل و الصديقات، كما اكدن بانهن لا يعانين من مرض حساسية الجلد بجانب ثقتهم العمياء في السيدة التي تقوم بعملية الرسم لهن لانهم من الزبائن القدامى فلا يمكن أن تفقدهن بوضع ما يؤذيهن.
حناء فقط:
السيدة فاطمة مصطفى كان لها رأي مخالف فهي من اللائي لا يستخدمن مادة الصبغة في النقش و تعتمد على وضع الحناء فقط قائلة: (انا لا اعاني من اية امراض و لكنني لا اضع الصبغة على بشرتي نهائيا خوفا منها و من اضرارها و يكون البديل دائما هو الحناء العادية مع (النشادر) التي من خلالها انقش الاشكال التي تحلو لي وبشكل جميل).
امراض جلدية:
من جانبهم، حذر الاطباء في اوقات سابقة من استخدام الصبغة لانها تتسبب في امراض جلدية كثيرة يصعب الشفاء منها و هذا ما اكده د. حسن محمد التهامي لـ(السوداني) قائلا: (في الاصل يتكون الجلد من طبقتين وهما البشرة و الادمة و البشرة تتكون من مجموعة من الخلايا منها خلايا التلوين و الخلايا القاعدية، هناك عدد من الامراض التي تتسب فيها الصبغة منها التقرحات الدائمة في الجسم و تأثيرها على جهاز المناعة واذا كان الشخص يعاني من مشاكل جلدية فذلك لان امتصاص الجلد للصبغة سريع ويظهر مفعولها في الجلد بسرعة في الخلايا والانسجة لانها تحتوي على كيمائيات تسبب تقرحات دائمة في الجسم ويؤدي ذلك لتسمم في الدم)، مضيفا: (دائما ما نشدد على عدم الاستخدام السالب لها لتفادي مخاطرها للشخص المستعمل لها و الشخص الذي يقوم بخلطها لان رائحة الصبغة النافذة و استنشاقها لهما ايضا مخاطر كبيرة).
السوداني