محمود الدنعو

العقاب الاقتصادي


دبلوماسية الضغوط الاقتصادية التي مارستها المملكة العربية السعودية مع السويد أتت أُكلها وتراجعت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والسترام عن تصريحاتها المسيئة للمملكة، مؤكدة أن السعودية تلعب دوراً إيجابياً كبيراً في المنطقة، وزادتها من الشعر بيتاً بأنها دولة مهمة ومحورية، نافية التعرض للدين الإسلامي أو إهانة السعودية، متراجعة عن تصريحات سابقة، تحت ضغط داخلي وخارجي كبير يؤكد نجاعة الدبوماسية السعودية في معركتها مع السويد عندما استخدمت الورقة الاقتصادية التي تؤلم وتؤذي هذه البلدان كثيراً، فبعد سحب سفيرها أصدرت الرياض قراراً بوقف إصدار تأشيرات لرجال الأعمال السويديين، وأعلنت دول خليجية عديدة تضامنها مع السعودية ولوحت بوقف التعامل الاقتصادي السويد، فجن جنون الشركات ومجتمع الأعمال السويدي، الذي يعتمد على استثمارات سعودية مهمة في البلاد ومارسوا ضغوطاً على الحكومة السويدية للتراجع الوزيرة عن تصريحاتها السابقة لأن الخسائر الاقتصادية لتوتر العلاقة مع السعودية كبيرة.

وكان خبراء ماليون كشفوا عن احتمال تعرض شركات الأسهم التي تستثمر في مدخرات الشعب السويدي لمفاجآت، بسبب تردي العلاقات مع السعودية، إذ كشف دليل التمويل المالي السويدي أن المعروض في صندوق الشركات القابضة السويدية، والمعروف لدى هيئة الرقابة المالية من الأسهم المملوكة في شركات الاستثمار المشترك ومدخرات التقاعد لدى الشركات العاملة في السعودية، بلغ 1,4 مليار كرون سويدي من المدخرين من حملة الأسهم في شركات معروفة بتعاملاتها الواسعة مع السعودية، في مختلف ميادين الاستثمار والتصنيع والصحة والطيران والبناء.

إذن السلاح الاقتصادي هو من أجبر السويد على التراجع وهو من جعل ملكها غوستاف السادس عشر يطلب مقابلة وزيرة الخارجية من أجل المساهمة في إيجاد حل للأزمة الدبلوماسية التي شهدتها العلاقات السويدية السعودية في الفترة الماضية.

كما التقى وزير التنمية الاقتصادية ميكيل دامبري، مع وزيرة الخارجية، بحضور أبرز رجال وسيدات الأعمال السويديين الذين أعربوا عن قلقهم إزاء إعلان السعودية عن قرارها بعدم منح تأشيرات عمل لأصحاب الشركات السويدية. وركز العاملون في مجال التنمية الاقتصادية على أهمية إعادة العلاقات مع السعودية والدول العربية المتضامنة معها. كما ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، حيث أشاروا إلى أنهم “باتوا يخجلون بالسويد وبالأسلوب الذي اتبعته الحكومة، ولاسيما وزارة الخارجية، والذي أدى إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين وبلدان أخرى متعاطفة مع السعودية مثل البحرين، جيبوتي والإمارات العربية المتحدة”.

وذكرت واشنطن بوست الأمريكية أن الإجراءات الغاضبة التي اتخذتها المملكة وضعت الدبلوماسية السويدية في موقف حرج للغاية على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما أن حملة الانتقادات الداخلية التي تتعرض لها الحكومة السويدية جعلتها تتراجع عن تصريحات وزيرة خارجيتها.