يزور مسقط رأس والده
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيزور كينيا مسقط رأس والده في يوليو المقبل لأول مرة بصفته رئيسا للولايات المتحدة، فبعد أكثر من ست سنوات على وصوله إلى البيت الأبيض، أول رئيس أسود، سيصل أوباما إلى نيروبي في يوليو للمشاركة في (القمة العالمية لريادة الأعمال)، التي ستضم أكثر من ألف من أصحاب المشاريع الذين جاؤوا من أفريقيا وغيرها، بغية التركيز على الإبداع في القارة الأفريقية. وتكسب الزيارة أهميتها على المستوى الاقتصادي، حيث تطمح الولايات المتحدة لزيادة معدلات تبادلاتها التجارية مع القارة الأفريقية، فهي تأتي في المركز الثالث خلف الاتحاد الأوروبي والصين والرئيس أوباما من أكثر المتحمسين لتطوير العلاقات التجارية الأمريكية الأفريقية.
فخلال القمة التي جمع لها أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة أفريقية في واشنطن في أغسطس من العام 2014، دعا أوباما إلى نسج علاقات اقتصادية أكثر عمقا مع هذه القارة، مذكرا بأن 1% فقط من مجمل صادرات المنتجات الأميركية تذهب إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
قليلة هي الزيارات التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القارة الأفريقية، فهذه هي الزيارة الرابعة لدرجة بدأت معها التساؤلات حول موقع القارة الأفريقية في سلم أولويات سياسته الخارجية التي تتمحور حول الشرق الأوسط، بجانب ملفات الأزمات في أوكرانيا وأفغانستان وباكستان، وحتى في ظل انشغال الولايات المتحدة على المستويين السياسي والأمني بالحرب على الإرهاب والجماعات المتطرفة، نجد أن نصيب أفريقيا من الاهتمام أقل مع كل التهديد الذي باتت تشكله بوكو حرام في غرب أفريقيا وحركة الشباب الصومالي في شرق أفريقيا، التي تنشط في الصومال وكينيا مسقط رأس والد الرئيس باراك أوباما الذي قال في آخر زيارة رسمية إلى القارة الأفريقية في يونيو من العام 2013 وقادته إلى جنوب أفريقيا والسنغال وتنزانيا دون زيارة كينيا قال أوباما يومها في رسالة ربما لأبناء عمومته في كينيا الذي خاب أملهم في زيارة ابنهم الذي بات رئيسا لأكبر دولة في العالم قال أوباما حينها: “إن علاقاتي الشخصية مع الشعب الكيني ستبقي قوية”.
ربما كانت هناك عدة أسباب لعدم زيارة أوباما إلى كينيا تحديدا خلال الفترة الماضية ومنها وضع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا قبل أن تعدل المحكمة الجنائية الدولية في ديسمبر من العام 2014 عن ملاحقة كينياتا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية للاشتباه بدوره في أعمال عنف تلت الانتخابات في العام 2007، ولكن بشكل عام يلاحظ أن اهتمام أوباما بملف الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى، وما جرى من الولاية الثانية، وربما أراد أن يختتم ولايته بالتفاته إلى القارة الأفريقية.