فوز مرشحي المؤتمر الوطني بـ همشكوريب وتيلكوك بالتزكية هل له ما يبرره..؟
تمثل الانتخابات وسيلة ناجعة للتداول السلمي للسلطة بين الأحزاب ولها شروطها وأهدافها وتتأثر بالأجواء العامة سلبا وإيجاباً، والمتمثلة في مدي فهم الأحزاب المتنافسة لجدوى الانتخابات، ولابد أن تكون الممارسة داخل الأحزاب، وفق نظم ولوائح ناتجة عن مؤسسات الأحزاب بعيدا عن الرأي الأحادي وفهم المواطنين لماهية الانتخابات له أثر بالغ في نجاح وفشل الممارسة السياسية أما الانتخابات التي تنظمها الأنظمة الحاكمة كانتخابات المؤتمر الوطني فهي لا يمكن أن تخرج من بيئتها وأجوائها وسلوك وفهم منظميها ومشاركيها ومن المعلوم أن العملية الانتخابية تمر بعدة مراحل منها تقديم طلبات الترشح و الطعون الإدارية وسحب المرشحين وبعدها الحملة الانتخابية و الاقتراع وإعلان النتائج وفي حال سحب المرشحين ترشيحاتهم في الفترة المحددة لذالك من الدائرة الجغرافية المعنية ويصبح هناك مرشحا واحد عندها يكون المرشح المتبقي فائزا بالتزكية وهو ما حصل في محليتي همشكوريب وتيلكوك حيث فاز مرشحوا المؤتمر الوطني وحلفائه من الأحزاب بالتزكية في الدوائر الجغرافية للمحليتين حيث سحبت الأحزاب المنافسة لهم في هذه الدوائر مرشحيها وذالك حسب ما جاء بصحيفة التيار عدد السبت 28فبراير (فاز جميع مرشحي الدوائر الجغرافية القومية والولائية بمحليتي همشكوريب وتيلكوك البالغ عددها9 بالتزكية دون تصويت لانسحاب منافسيهم طواعية بواقع سبعة يمثلون المؤتمر الوطني ومرشحين أثنين يمثلون الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل) إن الإجماع والتوافق من صميم موجهات الدين الإسلامي الذي يحثنا علي الوحدة والتوافق في ما يخدم المجتمع ويحقق لها بعض متطلباته ومواطني خلاوي همشكوريب ليس مستغربا فيه هذا المسلك ويرجع الفضل في هذا المجهود للشيخ سليمان علي بيتاي شيخ خلاوي همشكوريب لكن هل المؤتمر الوطني مؤهل لهذه الثقة وماذا جني مواطنو تيلكوك وهمشكوريب من دعمهم للحزب الحاكم في الفترة السابقة وهل يرجي من المؤتمر الوطني تنزيل شعارات الدين التي ينادي بها علي أرض الواقع إن الدعم والمساندة لأي حزب لابد أن يكون لها ما يبررها سواء علي مستوي توفير الخدمات الضرورية أو موقف يستحق المؤازرة وما دون ذالك يعد في خانة التطبيل وإنني هنا لست مستغربا للثقة التي حصل عليها المرشحون بالمحليتين لأنهم فائزون حتي لو لم تسحب الأحزاب مرشحيها بحكم الأمر الواقع لكن أين حق المواطن ولماذا يساق هكذا وما ذا قدموا النواب الممثلون للمحليتين في الفترة السابقة وكيف يتباهي قادة النظام الحاكم بأنهم ينافسون أحزاب سياسية وهذا خير دليل علي إن انتخابات 2015ماهي إلا مبادرة داخلية ينافس فيها المؤتمر الوطني نفسه أليس من الأجدى أن تجري انتخابات في هذه الدوائر حتي يعرف الفائز قيمة هذا التكليف وعليه فليعلم هؤلاء المرشحون الفائزون ومن يمثلونه من أحزاب ومن دعمهم بأنهم أمام مسؤولية سيسألون عنها عاجلا أو أجلا فهلا أوفيتم به وهذا ما نأمل.
محمد أدم موسى
صحيفة ألوان