محمود الدنعو

شهر دينا قعوار


شهر أبريل قد يبدأ عند البعض بكذبة، ولكنه بالنسبة للمملكة الأردنية الهاشمية بدأ بتاريخ جديدة ومسؤولية كبرى عندما تسلمت السيدة دينا قعوار مندوبة الأردن لدى مجلس الأمن الرئاسية الشهرية الدورية للمجلس كأول سيدة عربية تتولى هذا الموقع الرفيع، وبالتالي فهو شهر قعوار بالامتياز، فهناك ثلاث جلسات مفتوحة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي هذا الشهر، وتستطيع السيدة قعوار أن تقدم خلال هذه الجلسات الثلاث المصورة المنشودة للدبلوماسية العربية، فالمواضيع التي تناقش في الجلسات الثلاث ليست بعيدا عن اهتماماتها كمرأة عربية، فالجلسة الأولى ستكون حول المرأة والأمن والسلم الدوليين، والثانية عن القضية الفلسطينة، والثالثة عن الوضع الإنساني في سوريا.

المندوبة الأممية للأردن حددت أوليات الرئاسة الأردنية لمجلس الأمن، ومن أبرزها القضية الفلسطينية التي يعدها الأردن جوهر الصراع في المنطقة إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والأزمة السورية وانعكاساتها على دول الجوار وقضايا المنطقة، بما فيها اليمن وليبيا والعراق والشباب ودورهم في التنمية والمرأة في نطاق السلم والأمن والأوضاع في بعض الدول الأفريقية وغيرها من البنود المطروحة بشكل دوري على جدول أعمال الرئاسة الأردنية للمجلس.

إذن، هي ملفات متعددة ومعقدة، وهو شهر فقط لا يتسع لها كما أن الرئاسة الدورية للمجلس بالنسبة للأردن ليست كما هي بالنسبة لفرنسا في شهر مارس، وهي من الدول الخمس الأعضاء الدائمين أصحاب الحق في استخدام الفيتو، ولكنها فرصة من أجل أن يصل الصوت العربي المعبر عن قضايا الأمة المركزية وخصوصا ملف القضية الفلسطينية الذي تملك فيه الأردن خبرة طويلة في التعامل مع هذا الملف، بجانب الموضوع الذي يشغل العالم حاليا، وهو كيفية مواجهة التطرف والعنف المرتبط بالتطرف الفكري والديني الذي يتجلى في نشاط الجماعات المتطرفة في الكثير من البدان العربية والأفريقية، وهي فرصة جيدة كي تعرض الأردن التي ظل الملك عبد الهم الثاني يقدم العديد من الأطروحات بشأن المواجهة الفكرية لهذا الظاهرة وضرورة استئصال جذورها من خلال ترشيد الخطاب الديني ورفد وعي الشباب بمحصنات ضد هذه الموجة من التطرف الفكري ووجدت المباردة الأردنية خلال الرئاسة الدورية لمجلس الأمن بعقد جلسة وزارية لمجلس الأمن تركز على الدور الإيجابي للشباب في مكافحة التطرف وجدت ترحيبا دوليا واسعا كونها بحسب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، تمثل فرصة غير مسبوقة لمناقشة دور الشباب الذين الأكثر تضررا من الصراع في مكافحة التطرف.

وتولى الأردن أهمية خاصة لهذا الملف من خلال الإعلان عن ترأس ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الجلسات، وهو مهتم بقضايا ومسائل الشباب في الأردن.