بالفيديو: قبيلة أسيويّة تسكن البحر ولا تأكل إلا الأسماك: يجهلون أعمارهم ويمارسون الصيد منذ الطفولة
على ظهور القوارب الخشبية، تأسست حياة أفراد قبيلة الغجر، وهم قومٌ يعيشون في منطقة مائية تعرف باسم باجاو، على مقربة من جزيرة بورنيو، إحدى جزر مجموعة سوندا الكبرى، الواقعة في جنوب شرق آسيا.
ويعتمد سكان هذه القبيلة على الأسماك كمصدر أساسي للغذاء، وكسب العيش. ويتأسس نمط حياة أفراد القبيلة على الترحال البحري بالقوارب الخشبية الصغيرة، ليلًا ونهارًا، الأمر الذي جعل لقبهم «غجر البحر»، حسب الفيديو الذي نشرته «سكاي نيوز».
وبمرور السنين، وكثرة تقلبات الزمن، تحوّل نمط حياة القبيلة إلى استقرار في بيوت خشبية بسيطة قائمة فوق مياه البحر.
ويعيش أبناء هذه القبيلة بمعزل عن الإنسانية طوال عمرهم، وفي معظم الحالات لا يلتقون أفرادا من خارج قبيلتهم منذ ولادتهم وحتى مماتهم. ولهذا فإنهم لا يعرفون شيئًا عن القراءة أو الكتابة، كما أنهم يجهلون أعمارهم. ويتعلم أطفال القبيلة السباحة وتجديف القوارب، حتى إذا بلغوا الثامنة صاروا صيادين محترفين.
وفي تايلاند أيضًا، اختارت قبائل «غجر البحر» نمط حياة يعتمد على التنقل الدائم بين جزر بحر أندامان، بحثًا عن موارد العيش. إلا أن الثقافة التي ورثتها هذه القبائل عن أسلافها، باتت مهددة بالاندثار، وذلك بعد إعصار تسونامي، الذي أجبر أولئك الغجر على الهجرة إلى اليابسة.
ويقول كيم، أحد أفراد القبيلة، إنه لم يلق أي من غجر البحر حتفه في إعصار تسونامي، الذي ضرب المنطقة قبل 10 أعوام، وذلك بسبب علمهم التام بأسرار البحر وتقلباته. إلا أن الإعصار جعل كيم وغيره يقررون الانتقال إلى حياة أكثر استقرارًا، بعد أن أصبحت منازلهم تتعرض للتدمير الكلي لكثرة الأعاصير بعد تسونامي.
وحاليًا، وبعد مرور 10 أعوام على ذكرى تسونامي، أصبحت ثقافة وعادات «غجر البحر» مهددة بالاندثار مع ازدياد الهجرة، وهو أمر يثير قلق بعض أبناء القبيلة، ويجعلهم يفكرون بالعودة إلى الجزر، كما يفكر آخرون أيضًا في العودة بعد إخفاقهم في الحصول على قوت يومهم من اليابسة.
ومؤخرًا، قضى المصور الفرنسي «ريهان» عدة أيام وسط أبناء القبيلة، نجح خلالها في نقل جوانب من حياتهم الفريدة، واستطاعت تلك الأيام أن تلقى إشادته، بعد أن شعر فيها بمدى ما يتمتع به هؤلاء من صفاء نية، وبساطة في العيش، وسعادة حقيقية، وعرض موقع «بورد باندا» مجموعة من الصور الملتقطة من عدسة المصور الفرنسي، والتي تظهر أطفال تلك القبيلة.
المصري اليوم