(قلدوك) ولا جوك جوك.!
تقول الروايات القديمة إن السبب الرئيسي في تسمية محطة (أبو حمامة) بالخرطوم، كان تيمناً بدكان (مناسبات) أطلق عليه صاحبه (أبو حمامة) فسارت التسمية على المحطة، لكن ما لا تعلمه عزيزي القارئ هو أن أحدهم حاول تقليد ذلك الدكان، بعد أن وجده يملأ الدنيا ضجيجاً وتُسمى باسمه المحطات، فأنشأ دكاناً بجانبه بنفس المواصفات وأطلق عليه اسم (أبو صقُر)، لكن لم يشأ الله أن يرزقه بـ(محطة) لذلك الاسم.!
القصة السابقة تؤكد أننا شعب سوداني نهوى التقليد حتى النخاع، لا نبتكر ولا نرهق عقولنا كثيراً في التفكير عن الجديد بل نتحسس التجارب الناجحة لنمارس معها تحالفاً (مقيتاً) بعيداً عن الإقتناع بنظرية (الرزق اقسام) وقريباً من الشعار الذى يطبقه غالبية الشعب السوداني وهو: (التقليد ولا الجديد).!
و(التقليد)-هذه الصفة الغريبة في مجتمعنا السوداني- لها مضار عديدة أبرزها أننا تجعلنا نفقد كل عناصر التطور مجتمعة، طالما أن (فلان) يفتتح مطعماً بسبب صديقه (علان) الذي فتح مطعماً و(مشت معاه)، او (فلانة) التي قامت بإنشاء (بوتيك) بسبب (علانة) التي (قبضت ليها صرفة) وافتتحت بوتيك تنادت له كل حسان الحي والاحياء المجاورة.!
وتستحضرني هاهنا قصة طريفة لأحد المغتربين الذي عاد للبلاد بعد سنوات من الغربة، حيث جاء وهو يحمل معه (رأس مال محترم)، لزوم إنشاء مشروع يستفيد منه هو والأولاد، وكالعادة..انهالت عليه المشاريع من أقربائه وأصدقائه:(أسمع جيب ليك عشرة ركشات وفكهن في الشارع..الشغل الماشي الأيامات دي.. شغل الركشات)…او (يازول…افتح ليك سوبر ماركت.. على الطلاق جارنا فتح سوبر ماركت هسي راكب ليهو همر)، أما الذين خافوا على مصلحته فقد نصحوه بأن يبني عمارة ويؤجرها شقق مفروشة، ويرتاح من (الجوطة) دي.. وطبعاً لم ينسوا أن يضربوا له مثلاً بـ(ود ناس فلانة القوم ليهو عمارة سبعة طوابق وأجرها، والليلة بدل العمارة عندو عمارتين).!
قرر صاحبنا في النهاية أن يستمع لتلك النصائح كلها ثم يسعى لتطبيقها مجتمعة، وحالياً يمكنكم أن تشاهدوا ذلك الشخص وهو يقف في صينية كوبر وهو يرتدى قميصاً مخططاً و(نصف بنطلون)، وقبل أن تسألوني عن تفسير لـ(نصف البنطلون) يجب أن تعلموا أن صاحبنا (ركب الشارع) وصار (معتوهاً) بعد أن فشلت كل المشاريع التى نصحه بها اصدقائه واقاربه اولئك.!
جدعة:
عزيزي المواطن السوداني…لماذا لاتفكر أن تكون مبتكراً وملهماً للآخرين بدلاً من أن تكتفي بـ(التقليد)..؟
شربكة أخيرة:
استقبل بريدي الإلكتروني والصفحات الخاصة بي على موقع (الفيس بوك) عددا من الرسائل والاقتراحات والملاحظات الهادفة من بعض القراء الكرام المداومين على (الشربكا يحلها)، وسأقوم بعرض كل هذه الرسائل والملاحظات في اقرب وقت، مع تحياتي ومودتي للجميع.
“بعيداً عن الإقتناع بنظرية (الرزق اقسام)”
الرزق أقسام هذه ليست نظرية يا دندش!