الصحافيين والصحفيات.. صراع النوع في المهنة
خلال الأعوام الأخيرة سيطرت الصحفيات (البنات) على الصحف السياسية والاجتماعية وحتى الرياضية وتفوقن عن الصحفيين، والدليل علي ذلك فوز الصحفية أمل هباني بجائزة «جانيتا ساقان» المقدمة للمدافعات عن حقوق الإنسان، وهي جائزة سنوية تمنح للنساء اللواتي يدافعن عن حقوق المرأة ويتعرضن للمخاطر، وهي أول امرأة في المنطقة العربية تفوز بهذه الجائزة، لكن برغم هذا التفوق للصحفيات في مجالهن، إلا أن هناك اعتقاد سائد وسط إدارات الصحف بأن الصحفيين أكثر كفاءة من الصحفيات، مما يدفع تلك الإدارات لتعيين صحفيين في رئاسة قسم الأخبار بالصحف، إلا أن هناك حالتين فقط اثبتن أن الصحفيات جديرات بذلك المنصب وهما الزميلتين درة قمبو والتي شغلت منصب قسم الإخبار بصحيفة (الأيام) ومزدلفة محمد عثمان بصحيفة (الأحداث) وسلطنا الضوء علي هذه القضية في الوسط الصحفي الذي أجمع معظمه علي جدارة الصحفيات لهذا المنصب، لكن وضعهن يجعلهم يعتذرون عنه لما يتطلبه من تأخير لوقت متأخر من الليل في الصحيفة والي بعض أراء الصحفيين حول هذه القضية.
يري رئيس تحرير الزميلة (الجريدة) اشرف عبد العزيز في الغالب يكون الأمر نتاج لإمكانية مزاولة الصحفية للعمل حتى ساعات متأخرة من الليل ولأسباب منها عدم التزام إدارة الصحيفة بالترحيل أو لعادات أسرية متبعة في السودان (لا يجوز للفتاة التأخر من البيت ويجب أن تعود مبكراً) ولذلك تلجأ الصحف لاختيار السهل مع أن تجارب الصحفيات في رئاسة أقسام الإخبار على قلتها مشرفة لحد كبير, ويقول اشرف هناك صحفيات أفضل من الصحفيين منهم مزدلفة محمد عثمان ودرة قمبو وسارا تاج السر وعلوية مختار وسامية إبراهيم وغيرهم الكثيرات المتفوقات في الصحافة.
بينما يعتبر رئيس القسم السياسي بالزميلة (التيار) علاء الدين محمود أن هنالك الكثيرات من الصحفيات المميزات داخل الوسط الصحفي ويتمتعن بموهبة وثقافة كبيرة حقيقة لا ادري سببا وراء عدم شغلهن مناصب قيادية ولكن هنالك أسماء لصحفيات عملن كرئيسات للأقسام مثل فاطمة غزالي في صحيفة (الجريدة) ولبنى خيري وكذلك فاطمة الصادق هؤلاء عملن في القسم السياسي أما في الأخبار فهنالك درة قمبو في (الأيام) ومزدلفة محمد عثمان (الأحداث) سابقا والآن تشغل منصب مدير تحرير في الرأي العام ويري أن السبب ربما لا يعود لعدم الكفاءة ولكن لرغبة الناشرين في كونهم يريدون قيادات تمكث اكبر فترة داخل هذه المطحنة الصحفية واعتقد لابد من اعتدال هذا الوضع المقلوب ولكن بشرط توفر الإمكانيات الحقيقية للصحفية وليس الزج بها فقط كمعادلة جندرية ويقول علاء في اعتقاد بعض إدارات الصحف بان الصحفيين أفضل كفاءة من الصحفيات هذا الحديث ليس صحيحا فالمعرفة لا تخضع للنوع تخضع للمقدرات الشخصية للصحفي سواء كان ذكرا أو أنثى.
أما طارق عثمان رئيس قسم الأخبار بالزميلة (الخرطوم) يري أن هناك عدد كبير من الصحفيات المميزات جدا في العمل الإخباري ولكن يرفضن لسبب أو لآخر تولي (ديسك الأخبار )كما هناك نماذج لنجاح الأخوات في أقسام الأخبار في الصحف ورفضهن لمنصب الأخبار يرجع إلى انه قسم مرهق لكن الصحفية السودانية يمكن تزلل المستحيل بواقع التجربة, و يقول هناك نظرة لدي بعض الناشرين أو القائمين علي آمر الصحف بان الصحفية غير جديرة بتولي رئاسة قسم الأخبار لطبيعة عمل الأخبار الذي يتطلب الجلوس لفترات طويلة ومتأخرة علي (الديسك) لكن قطعا هذا تبرير غير مقنع لان الصحفيات السودانيات وان كان بعضهن هو الذي كرس لهذه النظرة إلا أنهن اقدر علي العمل تحت كل الظروف, الأفضلية دائما المفروض تقاس بالأداء المتميز وكون أن الصحفيات اقل كفاءة من الصحفيين الذكور هذا اعتقاد خاطئ لان التميز ليس له جنس محدد.
ويقول رئيس قسم الأخبار بالزميلة (الإنتباهة) معتز محجوب طبيعة عمل الأخبار تقتضي من رئيس القسم الإشراف المباشر علي الأخبار لحين مثولها للطباعة وتتطلب البقاء لساعات متأخرة وطبيعة المجتمع السوداني المحافظ ينظر لسهر الفتاة لوقت متأخر بنوع من النظرة السيئة وذلك للمحافظة التقليدية إلا في حالات نادرة أما الحديث من ناحية الكفاءة لا يمنح الصحفية أي شي بل أنها في الكثير من الحالات تتفوق علي الصحفي لطبيعتها الدقيقة والتي تحتفظ بأعلى درجات التركيز لآخر مدي وقال هناك نمازج لرئيسات أقسام الأخبار ناجحات جدا تتلمذ علي أيديهن العديد من الصحفيين كالأستاذة مزدلفة محمد عثمان, وأضاف أن الحديث عن كفاءة الصحفيين غير صحيح فمن حيث الواقع العملي المعاش الصحفيات كإعداد في الصحف وككفاءة يتفوقن كثيرا وهناك كثير من الأمثلة المضيئة الدالة علي ذلك.
مشاعر دراج
صحيفة ألوان