عودة التيار الكهربائي
حالة من الارتباك سادت العاصمة الأمريكية واشنطون بعد أن تعطل التيار الكهربائي عن أنحاء واسعة من العاصمة الأمريكية خصوصا عن أهم مبنين في العالم، حيث تدار منهما السياسية الخارجية للولايات المتحدة التي تتأثر بها كل دول العالم سلبا أو إيجابا، وهما البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن البيت الأبيض كان من بين المباني الحكومية المهمة التي اضطرت للجوء إلى تشغيل المولدات الكهربائية، وربما هي المرة الأولى التي يضطر إليها البيت الأبيض لتشغيل المولدات الكهربائية، وفي وزارة الخارجية أهم مطابخ صنع القرار الخارجي اضطرت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية، التي انقطع التيار الكهربائي بينما هي تتحدث في المؤتمر الصحفي اليومي، اضطرت إلى استخدام هاتفها الخلوي مسلطة الضوء على دفتر الملاحظات الخاص بها.
حالة الارتباك والذعر ناتجة من فرضية العمل الإرهابي التي باتت ترتعد منها الولايات المتحدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن وزارة الأمن الداخلي سرعات ما استبعدت هذه الفرضية وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين.
انقطاع التيار الكهربائي غير المعتاد في العاصمة واشنطون نتج عن عطل في خط تحويل كهرباء بولاية ميرلاند التي تقع على حدود العاصمة واشنطون.
إذن، عاد التيار الكهربائي إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية والمباني الحكومية المحيطة في العاصمة واشنطون، ولكن يبقى الأهم بالنسبة للبيت الأبيض عودة التيار الكهربائي إلى علاقات أمريكا الخارجية مع الكثير من الدول التي تشهد توتراً مستمراً، وفي ظل إمكانية حدوث تقارب بين واشنطون وطهران بالاتفاق حول الملف النووي الإيراني تحتاج الولايات المتحدة إعادة ترميم علاقاتها مع مختلف الدول، وأكثر ما تترقبه الأوساط الدولية هذه الأيام عودة التيار الكهربائي إلى علاقات أمريكا مع كوبا بعد عقود من القطيعة، فبعد أن أعلن الرئيس أوباما فى ديسمبر الماضي كبرى المفاجآت الدبلوماسية عن بدء مشوار تطبيع العلاقات مع هافانا، ووجه الخارجية الأمريكية بمراجعة وضع كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث قال مسؤول أمريكي يوم الثلاثاء إن وزارة الخارجية الأمريكية قد توصي خلال بضعة أيام برفع كوبا من قائمة الولايات المتحدة للدول المتهمة برعاية الإرهاب في تحرك رئيسي نحو التقارب قبل قمة لدول نصف الكرة الأرضية الغربي هذا الأسبوع.
بالأمس غادر الرئيس باراك أوباما واشنطون في جولة تشمل جامايكا ثم بنما، حيث سيشارك في قمة الأمريكتين التي تعقد يومي 10و11 أبريل، ويلتقي وجها لوجه مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وهو اللقاء الذي سيشكل بداية عودة التيار الكهربائي لعلاقات عاشت خمسين عاما في ظلام التوتر والقطيعة.