قدور كَشَف (المستخبي).!

في حواره أمس الأول بهذه الصحيفة مع الزميلة تفاؤل العامري قال مقدم برنامج (أغاني وأغاني) السر قدور بأن اختيار الأغنيات خلال البرنامج يتم (عبر مدى قدرة الفنانين على أدائها)، بمعنى أن (عمنا) قدور و(صحبه) يختارون من الأغنيات ما يتوافق ويتلائم مع حناجر المطربين الموجودين داخل البرنامج، وأية أغنية (صعبة) عليهم يتم استبعادها فوراً والتنقيب عن المزيد من الأغنيات (الساهلة) من أجل (عيون) مطربي البرنامج!.
بصراحة اندهشت جداً وأنا أطالع تلك الإجابة (الغريبة)، فالسر قدور اعترف ـ بصورة غير مباشرة ـ بأن هنالك أغنيات (صعبة) على مطربي البرنامج، الأمر الذي ينسف تماماً فكرة (رسالية) البرنامج، ويُوَطِّن تماماً لمفهومه (الربحي)؛ فليس من المنطق أن يتم تجاوز أغنيات (صعبة) بسبب عدم مقدرة مطربي البرنامج على أدائها، في ذات التوقيت الذي نجد فيه أن ذات تلك الأغنيات (الصعبة) هي التي أسست للفن السوداني أرضية ثابتة ومنحته التميز.
كنت أتساءل كثيراً خلال نسخ البرنامج السابقة عن غياب العديد من الأغنيات التي شَكَّلت وجداننا السوداني، لكن بعد إجابة قدور الأخيرة عرفت ماهي أسباب غياب تلك الأغنيات، وتحسرت جداً للحال الذي وصل إليه ذلك البرنامج والذي بات كل همه (تحصيل الإعلانات)، و(لملمة) الرعايات.
إجابة قدور أيضاً عكست مدى (ضعف) قدرات مطربي البرنامج، فكيف لمطرب يشارك في برنامج جماهيري وضخم مثل أغاني وأغاني أن يفشل في أداء أغنية سودانية؟.. وكيف تم اختيار ذلك المطرب من الأساس ليشارك طالما هو (فاشل) في ترديد أغنية سودانية مسموعة؟.
قبيل سنوات كتبت عن ترديد مطربي البرنامج لبعض الأغنيات من خلال (الورقة)، وقلت أن ذلك (عيب كبير)، لكن بعد إجابة قدور الأخيرة، أسحب فوراً تعليقي ذاك، وأعتذر بشدة لأولئك الفنانين لأنني (قسوت) عليهم ولم أكن أعلم أن قدراتهم (أقل بكثير) مما كنت أتخيل، ولم أكن أعتقد كذلك أنهم (فاشلين) في أداء الأغنيات السودانية بصورة (طبيعية).
جدعة:
لا أظن أن أحداً سيأتي ويحدثنا بعد اليوم عن (رسالة) البرنامج وعن حرصه في التوثيق للأغنيات السودانية، لأن (المستور انكشف)، و(المستخبي بان)، و… ياجماعة… راعوا (إمكانيات) الفنان!.
شربكة أخيرة:
سؤال أخير للعم قدو… طيب إنت طالما معترف إنو المطربين ديل إمكانياتهم ضعيفة… (اخترتهم ليه)..؟… (ونعود).