د.نافع في حوار :الإعلام المصري منحرف وعمّق الأزمة بين البلدين
لن نرهن علاقتنا الخارجية بأي دولة وإيران لم تعترض على مشاركتنا في عاصفة الحزم
كل الأحزاب تؤيد مشاركتنا في حرب اليمن بما فيها حزب الأمة والحزب الشيوعي
إيواء مصر للمعارضة السودانية موقف سالب “يخلي الواحد دموا يغلي”
مواقفنا ثابتة والغرب بدأ يعيد حساباته في التعامل مع السودان
الإعلام المصري منحرف وعمّق الأزمة بين البلدين
صهري مصعب الزبير طلب إحالته إلى المعاش أكثر من مرة
السودان دخل بكلياته الحرب في اليمن، وما مدى المشروعية الدولية لمثل هذه الحرب حيث ذكر الأستاذ أمين بناني أن لا مشروعية دولية لهذه الحرب حيث لم تبنى على قرار أممي، ولا حتى قرار من الجامعة العربية؟.
صحيح الحرب لم تتم باسم الأمم المتحدة، لكن هنالك اتفاقيات دفاع مشترك بين الدول العربية تعد العدوان على أية دولة هو عدوان على جميع الدول العربية، وأنا لا أرى في ذلك حرجا والجامعة العربية لو شعرت أن هنالك حاجة إلى إصدار قرار لفعلت، وليس هنالك مشروعية بأن تأخذ قرار من مؤسسة من المؤسسات وأنت لا تحتاج لذلك لكن بالعكس كل هذه المؤسسات الدولية رحبت بالحرب والمشاركة فيها.
يعني السودان في حالة حرب في اليمن؟.
نعم حالة مساهمة في حرب، لكن دعما للسلطة الشرعية ضد حركة الحوثيين، ونحن دعمنا سلطة قائمة، ومعترف بها.
حتى هذه الحظة فشل السودان في إجلاء رعاياه من اليمن بعد منع السلطات المتمردة في صنعاء هبوط الطائرات السودانية لإجلاء السودانيين المحاصرين بجحيم الحرب؟.
لازم أقول ليك إن الجالية السودانية هي ليست الجالية الوحيدة ولم يكن المنع لإخلاء الرعايا ضد السودان فقط وربما مشكلتنا أكبر نسبة للجالية الكبيرة التي تعد أكبر من غيرها، والآن استطاع السودان بالتعاون مع الآخرين بدء عملية الإجلاء ليس للجالية السودانية- فقط- بل يجلي الجاليات الأخرى إلى السودان.
ولكن ليس هذا مبرراً كافياً أن تكون هنالك جاليات أخرى تحت الحصار؟.
أنا أعني أن الوضع في اليمن سيظل خطرا على السودانيين هناك، وعلى غيرهم، وحتى على اليمنيين أنفسهم، هذا بغض النظر عن السودان دخل ولا ما دخل الحرب هذه المخاطر يمكن أن تحدث في ظل الحرب، ويكون هناك خطر على الجالية السودانية، وعلى غير السودانيين.
السيد الرئيس قال إن المشاركة في حرب اليمن من أجل حماية أمن الحرمين الشريفين، وأمن الخليج، ولم يشر إلى دعم الشرعية في اليمن؟.
أنا أعتقد أنه ليس هنالك تهديد للحرمين الشريفين، لكن القضاء على الشرعية الموجودة في اليمن يفتح الباب أمام مخاطر شاملة، نحن نتكلم عن حماية المنطقة كلها، ما اليمن وحدها، وهذا يعني نحن بنحمي الشرعية، والحرب أصلا حماية للشرعية، كل الدعم والتدخل سببه التمرد على شرعية قائمة لو ذهبت هذه الشرعية لتمكنت هذه القوى المتمردة من تهديد أمن المنطقة كلها.
أيضا يعتقد البعض أن قرار المشاركة في حرب اليمن لم تجرَ عليها المشاورة السياسية الواسعة داخل مؤسسات الحزب الحاكم مثل المكتب القيادي الذي يناقش كل صغيرة وكبيرة؟.
أنا أعتقد أن المكتب القياديفعلا لم يدعَ إلى اجتماع، لكن هذا القرار وكيفية ظروفه والسرعة الشديدة التي تحركت بها القوات المتمردة نحو بعض المناطق في اليمن جعل الرئيس يتصرف، والرئيس في أثناء زيارته إلى السعودية كان معه عدد من المعنيين بأمر البلد.
حتى بعد ذلك لم يتم تنوير القواعد والقيادات في المؤتمر الوطني بما حدث؟.
نعم أتفق معك لكن قضية مشاركة السودان في حرب اليمن هي القضية الوحيدة التي أجمعت عليها جميع الأحزاب، بما في ذلك حزب الأمة، والحزب الشيوعي، معنى هذا أن الأمر كان فيه شيء من الوضوح والإجماع .
البعض عدّ المشاركة في عاصمة الحزم موقفاً انتهازياً مكن السودان من إعادة علاقاته مع السعودية وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف تم التخلي عن حليف إستراتيجي بحجم إيران؟.
نحن عمرنا ما وقعنا تعهداً لأية دولة لا إيران ولا أمريكا ولا مصر بأن نكون تبعا لها نحن نبحث عن مصالحنا، سياستنا ألّا نتحالف ضدك، لكن لن نكون تبعا لك، أو نكون جزءاً من آلياتك التي تحركها، ولدينا المبرر الكافي الذي جعلنا نشارك في عاصفة الحزم حتى إيران لم تنتقد مشاركتنا في هذه الحرب.
علاقتكم بمصر ليست فيها ندية والدليل على ذلك أن مصر تأوي معارضة سودانية من أبرز رموزها الإمام الصادق المهدي؟.
نعم أعترف أن العلاقة مع مصر تتعرض إلى هذه الأزمة، مصر على مر العهود لا تتعامل بندية مع السودان، لكن حكومة الإنقاذ أول من حاول معالجة هذا الخلل في العلاقة.
إذا كانت مصر تأوي المعارضة فلماذا لا يعاملها السودان بالمثل ويفتح الأبواب أمام المعارضة المصرية؟.
نحن نعتقد ويجب أن نرفض أن تأوي مصر المعارضة، لكن نرفض أن نصحح هذا الخطأ بخطأ مماثل، وهذا الموقف السالب، وواحدة من الأشياء التي تخلي الواحد دموا ما يغلي التي تأويها مصر الآن وده عمل خطأ أقر أو لم يقر، أضرب ليك مثال بالإعلام المصري، ولكن برضو لا بد أن لا يجارى الإعلام المصري المنحرف في تعميق الخلافات بين الطرفين حتى على مستوى العلاقة بين الشعبين.
هنالك حديث أن السودان غير موقفه من الأزمة الليبية وبدأ مؤيداً لقائد الجيش خليفة حفتر وحكومة طبرق؟.
موقفنا كان وما زال ثابتا في ليبيا الآن نحن مع الحكومة القائمة في طبرق والتي تتحفظ عليها المعارضة الليبية ولا ترفضها جملة وتفصيلا، وكانت هذه الخطوة لوقف الحرب في ليبيا وعلاقتنا الآن مع التيارات المصنفة إسلامية من غير المتطرفة قائمة كما هي، ونحن نعترف بحكومة طبرق ونحن نقوم بدور الوساطة في ليبيا لحل الأزمة.
أيضا المشاركة في عاصفة الحزم ربما يرى البعض أنها سوف تفتح نافذة في العلاقات بين السودان ودول الخليج، ومن الممكن أن ينعكس ذلك في علاقتكم مع الولايات المتحده الأمريكية ودول أوروبا باعتبار أن السودان يمضي في طريق مختلف؟.
نحن نرحب بأية دولة تصحح موقفها من السودان يعني الغربيين كانوا متخذننا أعداء إذا رأوا فينا غير ذلك فنحن نرحب بذلك وظللنا نحاورهم، وموقفهم الخاطئ ضد الإسلام، وإذا رأوا أن تدخلنا في اليمن هو دليل على الإسلام الوسطي وأقدموا علينا فنحن نرحب بذلك.
البعض يعتقد أن موقف السودان تغير من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، وانعكس ذلك الموقف في الترحيب بالتغيير الذي قاده السيسي في مصر، هل هذا ضرب من التنازلات؟
وأنا أقول لك إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية موقفهم ضد الإجراءات التي اتخذت ضد الأخوان المسلمين الموقف الغربي كان أكثر علنية من أي دولة عربية أخرى، نحن ليست لدينا تنازلات الغرب بدأ يراجع حساباته وسعيدين بذلك، والحكومة السودانية ضحية لرأي عام مصنوع بعناية في الغرب.
وهنالك تسأولات ماذا سيقدم الموتمر الوطني من جديد بعد ربع قرن من الانفراد بالسلطة؟.
نحن طموحاتنا كبيرة جدا لكن نأمل أن تتيح لنا الظروف أكثر من ذلك نحن عملنا الكثير جدا في ظل حرب استنزفت الكثير من طاقتنا والحصار الاقتصادي، هنالك بشائر كثيرة، إن كل هذا إلى ضعف شديد إن لم يكن إلى زوال، والحمد لله قضايا الأمن والدفاع في ظل رفع الحصار ستمكننا من إنجاز الكثير، ويجب أن نركز بصفه أكبر في تسهيل معايش الناس، ونحن لدينا برامج كثيرة، وسنوظف كل هذه التجربة السابقة في توفير حياة أفضل ومناخ أفضل للناس.
قضية إحالة الرائد مصعب الزبير صهركم إلى المعاش هل كان قراراً مفاجئاً بالنسبة لك؟
بصراحة شديدة مصعب الزبير ظل لعدد من الدورات يطلب الإحالة إلى المعاش، ويمكن لأن أصحاب القرار لعلاقتهم الشخصية جدا بالزبير تحرجوا في إجابة طلبه، ولكن في النهاية استجابوا للرغبة وأنا أفتكر أن استجابتهم كانت صحيحة، وأؤكد لك إنو مافي يوم مرّ على مصعب ولا مرّ علينا نحن أفضل من هذا اليوم الذي تمت فيه إحالة مصعب إلى المعاش.
لم يكن قرارا مفاجئاً بالنسبة لك؟.
كان مفاجأة سارة.
التيار