محمود الدنعو

حاضرة وغير حاسمة


لسنوات عديدة كان العامل الحاسم في الانتخابات الأمريكية هو العلاقات الخارجية، وخصوصا النظرة إلى الوضع في الشرق الأوسط من خلال الحضور الطاغي لجماعات الضغط اليهودية في المشهد الانتخابي الأمريكي، بينما كان الشأن الداخلي في المقابل هو الحاسم في المملكة المتحدة، ولكن في الحملات الانتخابية الساخنة هذه الأيام توطئة للانتخابات العامة البريطانية في مايو المقبل، نجد أن الشأن الخارجي أخذ حيزاً في الحملات، وبات مسألة الصراع العربي الإسرائيلي في صلب القضايا الانتخابية في بريطانيا قد لا تكون حاسمة، ولكنها حاضرة وبقوة ضمن اهتمامات المرشحين والناخبين الإنجليز. وتسعى حملة التضامن الفلسطينية (بي اسي سي) جاهدة إلى جعل القضية الفلسطينية ضمن الأجندة الانتخابية وتشجع الحملة، التي انطلقت بموازاة حملات المرشحين الانتخابية، الناخب البريطاني على التصويت لصالح المرشح الذي يدعم الحرية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، كما أن الحملة تدعو الساسة البريطانيين إلى دعم القضية الفلسطينية بالأفعال وليس الأقوال من أجل تأمين حقوق الشعب الفلسطيني. وقد لا تبدو المهمة لإقناع الناخب والمرشح البريطاني معا لدعم القضية الفلسطينية العادلة سهلة خصوصا في ظل تاريخ طويل من المساندة البريطانية لدولة الكيان الإسرائيلي منذ وعد بلفور في العام 1917، الذي بموجبه تشكلت لاحقاً دولة الكيان الإسرائيلي، ومؤخرا قدمت إسرائيل الشكر لرئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل على خدماته الجليلة ودعمه لقيام دولة إسرائيل، وهي الخدمات التي تتواصل حتى اليوم. ولكن السؤال: هل يمكن لهذه الحملة أن تغير واقع السياسة البريطانية تجاه إسرائيل؟ تشير صحيفة التايمز البريطانية إلى أن هذه العلاقة التاريخية لن تهتز، وتستشهد بخطاب لرئيس الوزراء الحالي ومرشح المحافظين ديفيد كامرون أمام مؤتمر لإصدقاء إسرائيل من المحافظين في إطار حملته لانتخابات العام2010 ونظم المؤتمر بعيد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أصر ديفيد كامرون. ورداً على سؤال الصحافي بيتر أوبورين على أن حرب إسرائيل كانت دفاعاً عن النفس. استطلاعات الرأي البريطاني تشير إلى الناخبين اليهود سوف يصوتون لصالح المحافظين، لأنهم غير مرتاحين لسياسات حزب العمال تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية، وكان زعيم حزب العمال إد ميليباند قد أثار ضجة إعلامية واسعة، قال إنه “يفضل الاعتراف بفلسطين إذا كانت هذه الخطوة ستساهم في إبرام اتفاق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط”، وقالت مجلة نيوزوويك وفقاً لآخر استطلاع إن 70% من اليهود في بريطانيا سيدعمون رئيس الوزراء الحالي كامرون وحزبه (المحافظون) بينما 22% فقط هم يصوتون لصالح حزب العمال ربما عقابا على نيه إد ميليباند الاعتراف بدولة فلسطين وإن كان رمزياً.