انتخابات مبكرة..!!
في مركز (ود أب لسان) بالقضارف احتار موظفو مفوضية الانتخابات.. عدد المسجلين في المركز كان نحو (٦٦٠).. يوم الحصاد لم يجد القائمون على الانتخابات غير ستة عشر صوتا.. إزاء هذا الوضع عبّر الأستاذ عبد السخي عباس نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني في الخرطوم عن صدمته بسبب تدني نسبة التصويت.. الدكتور مصطفى عثمان مسؤول القطاع السياسي وزير الاستثمار حاول أن يجد مبررات للعزوف الشعبي من الانتخابات.. أكد إسماعيل أن المشكلة في السجل الانتخابي الذي لم ينقح.
في ناحية أخرى كان المستقلون يحرزون هدفاً في مرمى الوطني.. بين غمضة عين وانتباهتها نال المرشحون المستقلون عشرة مقاعد في البرلمان.. هذه النسبة ليست يسيرة بل تقترب من نسبة (٥٪) من المقاعد الجغرافية.. حقق المستقلون هذا الإنجاز رغم ضيق ذات اليد، وغضبة الحزب الحاكم عليهم.. بل أن نجاح المستقلين كان في دوائر صعبة مثل دائرة أبو حمد التي لها خصوصية حيث وفد إليها نفر من المجموعات السكانية المهجرة بسبب سد مروي.. ورمى الحزب الحاكم فيها برمز يمثل الرأسمالية المرتبطة بالسياسة.. أما دائرة دنقلا التي فاز المرشح المستقل أبو القاسم برطم فإنها دائرة تأريخية للإسلاميين.. أما المرشح الخاسر بلال عثمان فهو مهندس العملية الانتخابية.. بلال كان يجلس- دائماً- يمين البروفيسور غندور باعتباره مقرر لجنة انتخابات المؤتمر الوطني.. رغم هذا الصيت فقد الرجل الدائرة المضمونة.
في تقديري حتى هذه اللحظة لم تنتبه المعارضة لقراءة نتائج هذه الانتخابات.. المعارضة الآن تفكر في التصعيد الدولي ضد الحكومة عبر طرح أفكار عن حظر الطيران في بعض مناطق السودان الملتهبة.. هنا لا تنتبه المعارضة إلى أن هنالك فرصا لهزيمة المؤتمر الوطني انتخابيا.. صحيح أن هذا الاختبار الانتخابي لا يصلح القياس عليه لأن الحكومة خاضت المنافسة من باب الاحتكاك بعد أن ضمنت النصر.
التصعيد الدولي في هذا الوقت لن يؤتي أكله.. السودان اغتنم فرصة عاصفة الحزم وصنع تحالفات إقليمية جديدة ستنعكس بشكل أو بآخر على علاقات الخرطوم بالمجتمع الدولي.. العالم سيكافئ الخرطوم بالصمت في هذا الوقت.. فيما سيتولى الجوار الإقليمي التصفيق إلى حين انجلاء عاصفة الحزم.
في تقديري المطلوب الآن طرح خيار انتخابات برلمانية مبكرة.. هذا الخيار لا يبدو مستفزا لرئاسة الجمهورية حيث حسمت الانتخابات الحالية شرعية الرئيس.. وهنا يأتي الحديث عن مطلوبات نزاهة الانتخابات، وتوقيت الانتخابات التي- ربما- تأتي بعد عام.
بصراحة.. التسوية تجعل الخصمين يخرجان، وكلاهما يعتقد أنه حقق نصرا محدودا.. هذا بالضبط ما تحتاجه الأزمة السودانية.