الكتابة من قلب الوعكة والسرير الأبيض
{ مأتم للفيتوري في المغرب حيث زوجته وابنته.
{ ومأتم للفيتوري في ليبيا حيث بعض الدم (المفتاحي) وزوجة فلسطينية واثنين من الأبناء الكبار.
{ ومأتم في الجنينة بغرب السودان حيث أمارة الشهيد تاج الدين وفرسان المساليت وحيث الأم الحاضنة بالرحم والمدينة الحاضنة بالروح.
{ ومأتم بالخرطوم بحري حيث أم (إيهاب) صنو الروح الأولى الأستاذة آسيا عبد الماجد وابنه تاج الدين (الصوفي).
{ ومأتم بالاسكندرية حيث نفحات الشيخ شاذلي الطريقة الشيخ مفتاح رجب الفيتوري حيث تقيم ابنته (سولارا) التي تزوجت وبقيت مع عبق الذكرى والبحر.
{ ومأتم رمزي في بيت الشاعر الراحل محي الدين فارس فالذي لا يعرفه الكثيرون أن الفيتوري ومحي الدين اخوة في الرضاعة.
{ يرحل الفيتوري ووراءه حزمة دفاقة من الشعر المتأمل الوسيم العبق والمطلسم الذي لا يدخله إلا أصحاب الشيفرات (الجوانية) مع أنه مفتوح ومشرع حتى لأصحاب النظر الاعتيادي والتفكير المشاع.
{ وقد أعجبتني عبارة (ألوان بأن جدلية الزمان والمكان ظلت تطارد الفيتوري حتى في لحظاته الأخيرة).
{ وقد أصابنا حزن مضاعف لأن الفيتوري لم تتحقق أمنيته بأن يدفن في بلاده جوار البروفيسور الراحل عبد الله الطيب كما أوصى.
{ وإن كان فسطاط الدعوة والدعاة والمالكية والهجرات الأول تجعلان من المغرب العربي والسودان العربي الأفريقي بساطاً منمنماً بالأواصر وموشى بالتحالفات.
{ وكما يقول أهل السودان فقد أخذت مبتغاها وعاد التراب إلى التراب.. وفي زاوية مقدسة في بيوت الكثيرين بقيت مجموعة من دواوين الفيتوري ومقالاته وتسجيلات نادرة لصوته الأفريقي الفاخر الغريب
دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استحياء
والغافل من ظن الأشياء
هي الأشياء
{ في الوقت الذي تتحدث فيه المواقع عن نقل أسامة داؤود بطائرة إلى ألمانيا لتلقي العلاج في ذات الوقت يتدفق قمح دال للغلال على المخابز لفك الضائقة بالتوزيع فمتى يفك السودان الضائقة بالزراعة.
{ في الوقت الذي تتحدث فيه الصحف والأعمدة الرياضية عن قبول استقالة جمال الوالي في ذات الوقت يضع الوالي قدم المغادرة لقيادة المريخ في لقاء الترجي.
{ في الوقت الذي تتحدث فيه قيادة الوطني عن محنة الإعلام للحزب والدولة في ذات الوقت تتوقف جريدة الصحافة عن الصدور لأزمة تحريرية ومالية طاحنة أزمة تنتظر الأخريات.
{ في الوقت الذي تتدفق فيه مجموعات الاستثمار على بلادنا والرساميل والتحويلات في ذات الوقت تعلن مجموعة من البنوك السودانية الاضراب المعلن والافلاس المهموس.
{ في الوقت الذي تطبخ فيه مطابخ التخابر والتقييد حزماً من قوانين الاطاحة بالحريات وإغلاق الشمس والضوء والرياح والمطر في ذات الوقت تكسر إرادة التقنين والميديا الحرة قيود المسافات والحدود لتعيد المقولة التأريخية للفاروق (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)
وفي هذه الكلمات أفق أكبر مما نقرأه ونتدبره ونستدل به
{ مفيد أن يشكل المؤتمر الوطني لجنة لتقييم أداء قياداته خلال الانتخابات.. ولكن الأكثر فائدة أن يشكل لجنة أخرى لتقييم أداء قيادات المعارضة فهم أيضاً وبدستور (المدينة) من الرعايا وأهل المواطنة والحقوق.
{ الذي لا تعلمه إدارة المريخ المرهقة وهي تهدد بالمغادرة أن الامكانات أن شحت وهي كذلك فهنالك رساميل الأمل والمزاعم والمناورة.. وهذه بلايين يعرفها أهل العشق القديم وأهل المعقولية الذي يعيدون الأمور إلى نصابها فمن قال إن الكنتاكي أفضل من العصيدة ومن قال إن أجانب الخيال أحرف من أولاد الجبال
الكورة والسياسة والاقتصاد في بلادنا تحتاج لاعترافات تضع الأشياء في مكانها الصحيح وتتحدث بالعربي الفصيح والمقال الصريح
مع (تراجي) الجميع بدورة جديدة من التفاؤل تقطع دابر اليأس الذي أطل فجأة في محاولة بائسة وغير علمية لمصادرة حق النجيمات البعيدة من فضيلة الالتماع والجسارة والبطولات والاضافة.
{ الترويكا المكونة من أمريكا وبريطانيا والنرويج إنتقدت الانتخابات فما هي المشكلة نقرأ ونتدارس ما يقولون
فالكثير مما قالوه (باطل) والكثير مما قالوه حق فهذا زمان النسبية والتواضع الأخلاقي للاستفادة من أفواه (المجانين).
{ لم يقتل هذا الفتى هذه الصبية في قلب سوق عطبرة فقط بل ذبح كل حالات الغفلة التي تعيشها الحواري والأسواق والمدارس والجامعات وسطح بلادنا وقيعانها.
أهل الوسط يقولون عن الغافل أنه (مطلش) وقد ذهب زمان النعت للأفراد
ودخل زمان (البلد المطلشة) والطلوشة
{ أقالوا مدير مصرف رفض شراء ذرة تالفة ونصيحتى أن هذه أيضاً اشتروها بقيمتها فان الفيتريت مهما كانت درجته يكفي الحيوان أن يأباه الانسان ويمنح المزارع أمل في تجويد قادم.
{ مقتل رجل في قلب الخرطوم برصاص الشرطة (المستيقظة) ويثير الخوف والارتباط وتحترق نيابة بالخرطوم بحري ويتجمع السابلة والجملة المفيدة في مثل هذه الحالات (جاء الصيف ففارت الأدمغة بالحر المداري وفارت الاسلاك بالغش التجاري)
{ في كل زمان ومكان يموت الناس ولكن هذه أعوام رحيل الشعراء رحل محجوب شريف والأبنودي والفيتوري ورحلت المنابر.. فالملايين لا تتوقف في الشعر لأنه يرهق العقول التي تعودت على فن التسلية والمسلسلات والتأوهات الكواذب.
{ من أقوى الأيادي التي ارتفعت بالتسليم وحملت الراية البيضاء واعترفت بالمشيئة اعتراف سماعين ود حد الزين
إرادة المولى رادتني وبقيت غناي
أسوي شنو مع المقدور
براهو الواهب العطاي
{ من لطائف السري الرفاء الشاعر أنه كان يتهم شهاب الدين الخيمي ونجم الدين بن اسرائيل بسرقة الشعر وقد حسدهما على قصيدة الأول
يا مطلباً ليس لي في غيره أرب
إليك آل التقصي وانتهي الطلب
وقصيدة الثاني
لله قوم بجرعاء الحمى عُيُبُ
جنوا علي ولما أن جنوا عتبوا
لم يقض من حقكم بعض الذي يجبُ
صبُ متى ما جرت ذكراكم يجبُ
وعندما سافرا للعراق أرسل إلى هناك محذراً
بكرت عليك مغيرى الاعراب فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب
شنّا على الآداب أقبح غارة جرحت قلوب محاسن الآداب
عزيزي السري
نحن في زمان جرحت فيه كل القيم والأشياء والمقدسات ولم يتصد لهم أحد ولله درك وانت تختم
شرباه فاعترفا له بعذوبة ولرب عذب عاد سوط عذاب
لفظ صقلت متونه فكأنه في مشرقات النظم در سحاب
أعزز عليّ بأن أرى أشلاءه تدمي بظفر للعدو وناب
{ قال عمر بن ميمون ابن مهران:
ما كان أبي يكثر الصلاة ولا الصيام ولكنه كان يكره أن يعصى الله عز وجل.
عزيزي ابن ميمون لكننا في زمان لا يكثر الصيام ولا القيام ولا يكره العصيان والعياذ بالله.
{ أصابتني وعكة في الجسد ورهق في المشاعر وبعض الروح التي هي من أمر ربي فانقطعنا عن القناة وألوان ولكننا لم ننقطع عن الأحبة والرجاءات والتعويل على دعائهم الواصل النبيل.
سأل ما خضراء الدمن يا رسول الله .. فأجاب المرأة الجميلة فى منبت السوء .. حسين خوجلى قلم جميل يتحدث بلسان اسوأ جماعة عرفها تاريخ السودان الحديث !!!
بغض النظر عن الانتماء ولكن نأخذ ما يطيب لنا بمتعة وهذا ما يهمنا