ملابسات دفن الفيتوري بالمغرب..!
> كان يوم أمس على حزنه ودمعه، طويلاً ثيقلاً يمتطي.. بذلت فيه اتصالات كثيفة ومشاورات وملاحقات وسباق مع الزمن، ما بين الخرطوم والعاصمة المغربية الرباط، ولكن تشاءون ويشاء الله وهو فعال لا يريد..
> منذ ورود النبأ الفاجع بوفاة شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري، عصر الجمعة، تحركت وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها المحزون من الأمس الأستاذ الطيب حسن بدوي، مع كل الجهات المعنية من رئاسة الجمهورية وأجهزة الدولة المختلفة ووزارة الخارجية وسفارتنا بالمغرب وسفيرنا هناك سليمان عبد التواب الزين والمستشار حمزة عثمان، إضافة إلى أسرة الفيتوري بالخرطوم، وباشر معنا في الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، لمتابعة كل كا يجري لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة لعمل ما يمكن عمله في هذا الفقد الجلل والخطب الفادح..
> ومساء الجمعة حتي فجر السبت في ساعاته الأولى، عقب إعلان الخبر واحتساب رئاسة الجمهورية له وتناقل وسائل الإعلام الداخلية والخارجية النبأ والمشاركة في البرامج الحية الخاصة برحيل الشاعر الكبير، بدأ التفكير من وزير الثقافة وأسرة الفقيد الكبير، في كيفية نقل جثمانه ليُدفن في السودان وليتوسد رأسه ترابه المقدس، كما قال في إحدى قصائده الشهيرة..
> ومع ساعات الصباح ليوم أمس السبت جرت كل الاتصالات وتمت الترتيبات كافة لنقل الجثمان ودفنه في السودان وإقامة جنازة وتشييع يليق به وبمكانته الضخمة في سماء الإبداع والأدب والشعر، وجهزت وأمنت رئاسة الجمهورية طائرة خاصة للسفر للمغرب، وأُعطيت إذن للهبوط في مطار سلا الخاص بالعاصمة المغربية الرباط، وحدد الوفد الذي سيغادر على متنها لمرافقة الجثمان وضم الأستاذ عبدالإله أبو سن وكيل وزارة الثقافة، والأمير علي حسن تاج الدين كممثل للأسرة، وكاتب السطور كرئيس للاتحاد العام للصحافيين السودانيين، والفريق عبدالقادر يوسف رئيس لجنة رعاية المبدعين التابع لوزارة الثقافة..، وجرت ما بين الجهات الرسمية في الدولة اتصالات مع عدة دول لتحديد مسار الطائرة والأجواء التي تعبرها من الخرطوم حتي الرباط وكانت هناك مشكلة في عبور بعض الأجواء للاضطرابات الأمنية فيها مثل ليبيا، واتفق على مسار الطائرة عبر الأجواء التشادية ثم النيجرية والجزائرية ثم المغرب الشقيق..
> وكانت السفارة السودانية في الرباط قد أعدت عدتها، ورابط السفير وطاقمه بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة المغربيةالذي توفى فيه الشاعر الكبير، للتجهيزات والتحضيرات لعملية نقل الجثمان، وظل السفير على اتصال مع الخرطوم في هذا الصدد وتحدد موعد قيام الطائرة إلى المغرب عند السابعة من مساء أمس السبت، لكن حدث انعطاف كبير في هذا الجانب، فجهات كثيرة تتبع للمملكة المغربية من رسميين وشعبيين وشعراء ومثقفين ومؤسسات إبداعية تعرف فضل الفيتوري ومكانته، بالإضافة إلى أسرته الصغيرة هناك زوجته السيدة (راجات إرماز) وابنته بنت السبعة عشر ربيعاً (أشرقت محمد الفيتوري)، أبدوا رغبة كبيرة وتمنوا على السفير أن يبلغ كل الجهات الرسمية وغير الرسمية برغبة الشعب المغربي بكل طوائفه وتياراته الفكرية والأدبية والثقافية أن يُدفن الفيتوري في ثرى البلاد التي عاش فيها أكثر من ثلاثين سنة وتزوج منها وكتب فيها أجمل قصائده وأحلى أشعاره ونثر فيها عصارة إبداعه وفنه وأحبها وخالط أهلها، ورأت هذه الجهات أن المغرب الشقيق يريد تكريمه بدفنه في مقبرة الشهداء التي يُدفن فيها شهداء المغرب ورموزه الوطنية عبر الحقب المختلفة..
> ولم يكن من بُد غير الذي حدث وجرى، خاصة أن المرء مسطور في الكتاب يوم مولده مكانه وزمانه، ووفاته أين وميعادها، وأين يقبر؟. فتلك مشيئة الله ولا معقب عليها وليس دونها من مناص، ولذلك تم التشاور هنا في الخرطوم بين جهات شتى، وكانت أسرته المكلومة الحزينة وفي سرادق العزاء ببحري تصر وتلح إلحاحاً كبيراً على ضرورة أن يتم الدفن في الخرطوم حسب وصية سابقة له بأن يكون قبره جوار البروفيسور عبدالله الطيب، واتخذت الأسرة هنا أجراءات أرسلت خطاباً بهذا المعني لسفارتنا في المغرب صباح أمس، لكن إرادة الله كانت غالبة، واختار له المولى عزَّ وجلَّ قبره ومرقده الختامي..
> فها هو الفيتوري عقب رحيله المُر، يضمه قبر بعيداً عن تراب بلده، وتحتويه سماء غير سماء وطنه، ولطالما حلم أن يستريح موسِّداً رأسه هذا التراب المحبوب..
رحمه الله رحمة واسعة ,
مجهوداتكم مقدرة و لكنها مشيئة الله كما ذكرت و انا لله و انا اليه راجعون .
اخجل من نفسك ومن حكومة تمثلها بماتظنه يراعك اين كنتم وقد تمكن منه الشلل
اين كنت والطاقم المحزون حين كانت ارجات بألف رجل منكم ناقصة العقل والدين التي اكتملت انوثتها في غياب رجولتكم
اصمت وللابد بئس الحروف كتبتها والله اظنه يتقلب في قبره الان ضيقآ بأمثالك سيمتطون سيرته الطاهره وهم من تجاهله حيآ