عثمان ميرغني

كلام سري.. للمعارضة فقط..!!


بصراحة يستحق حزب المؤتمر الوطني شهادة (أيزو) الذكاء السياسي.. لأنه بارع في شغل المعارضة بما يسليها إلى حين تنفيذه أجندته المتواترة..
آخر هذه (المشاغل!).. هو الانتخابات العامة الأخيرة.. أعلن الحزب الحاكم عزمه المضي قدماً في تنفيذ الانتخابات في موعدها المضروب.. هاجت المعارضة وماجت.. وظلت تشكو إلى طوب الأرض.. وبدأت إجراءات الانتخابات من أكتوبر 2014.. والمعارضة تشكو.. وفُتح السجل الانتخابي وأغلق في نهاية ديسمبر 2014.. والمعارضة تشكو.. ثم فكر المؤتمر الوطني في كسر الرتابة (طبعاً رتابة شكوى المعارضة) فابتدر مساراً فرعياً اسمه التعديلات الدستورية.. بدأ بأربعة تعديلات وانتهى بحوالى عشرين.. عاشت فيه المعارضة بكل حواسها وبياناتها إلى أن وصل نهاياته.. ثم واصلت الحكومة فتح باب الترشيح.. والمعارضة تشكو وتقاطع.. ثم بدأت فترة الحملة الانتخابية.. والمعارضة تشكو وتقاطع.. إلى أن وصلنا (ميس) الانتخابات.. والمعارضة تشكو وتقاطع.. ثم انتظرت المعارضة لتكتمل الفرحة عندما تعلن مفوضية الانتخابات أن المشاركة في التصويت لم تتعدَ خمسة في المئة (5%)!!!
هل يُعقل.. أن يكون واضع الامتحان هو نفسه الطالب الذي سيجلس للامتحان.. وهو نفسه المصحح الذي يصحح ورقة الإجابة.. وهو نفسه الكنترول الذي يعلن النتيجة.. ثم يحصل هذا الطالب على خمس في المئة (5%).. هذا سحر؟!!..
كيف تتوقعون نتيجة ترضي الحساد؟!
لو تعاملت المعارضة بالمثل الشعبي السوداني الذي يقول (شهراً ما ليك فيهو نفقة .. لا تعد أيامو).. وانشغلت بغير الشكوى و(المقاطعة) لخيبت ظن المؤتمر الوطني فيها..
المقاطعة التي أعلنتها المعارضة، وطلبتها من الشعب.. هي مقاطعة (أرقام).. تنتظر أن ترى نتيجتها (أرقاماً).. هل يعقل هذا؟!!.
بأقل تفكير كان الأولى للمعارضة أن تعول على مقاطعة (نفسية) معنوية يقصد منها تحويل الانتخابات من كونها عملية (رقمية) إلى حالة انتباه (نفسي)!!..
وفي هذه الحالة تصبح المعارضة غير معنية بالنتيجة النهائية؛ لأنها (أرقام) مادية محسوسة.. بينما الذي ترجوه المعارضة هو نتيجة (معنوية) لا تلمس باليد المجردة، وإنما تحس بالشعور العام.
الآن المؤتمر الوطني يستعد لمرحلة جديدة من (إلهاء) المعارضة.. مرحلة تشكيل الحكومة.. وهي عملية مسلية تبدأ بالسؤال كم من قطع الكيكة سيأكلها من؟، حكومة عريضة أم رشيقة؟، حكومة بالشكولاتة أم بالكريم كارميل؟؟، ثم تدور المحاورة حول الوزراء من هم؟؟، هل يبقى القدامى أم يأتي القادمون؟، وتنتظر المعارضة حتى موعد المفاجأة.. مفاجأة أن تكتشف أنها هي نفس الحكومة القديمة على مبدأ (يخلق من الشبه 40)..
ثم.. تباشر الحكومة الجديدة القديمة عملها.. والمعارضة تشكو..!!.
في انتظار (مشاغل) جديدة!!
على كل حال من عندي (سأكشف الامتحان) لصالح المعارضة.. اقلبوها.. لا أقصد الحكومة.. بل (المشاغل).. اصنعوا الفعل أنتم واتركوا رد الفعل للمؤتمر وطني..
تصحيح: اعتذر عن خطأ في عمود أمس.. الصحيح أن الآية (سحروا أعين الناس.. واسترهبوهم..) والشكر للأستاذ خالد محمد آدم الذي انفرد بالتنبيه للخطأ.


تعليق واحد

  1. فعلا” لدينا معارضة تحتاج من يعلمها كيف تعارض!

    اقترح ان تبادر وزارة الخارجية بتنظيم دورة كتلك و تدعوا لها المؤسسات الدولية الاكاديمية و البحثية لتعليم معارضتنا كيف يعملون بدلا” من طق الحنك !.