عبد الرحمن عبد الله: لست قلبى أنا إذن.. إنما أنت قلبها 2-2
وإلى الآن لم يزل نابضاً فيك حبها؟
يواصل الفنان عبد الرحمن عبد الله حكاياته ويقول معلقاً على قصيدة جبل (التوباد) لأحمد شوقي “هكذا كما ترى فأنا مهووس بالشجن، وجميل النظم، لكن وجدت الناس ميالين للغناء البسيط، فبدأت بأغنية (عذاب الحب) لمرتضى عبد الرحيم صباحي، كنت وناجي القدسي والتاج مكي وإسحق الحلنقي، نلتقي في دار الصداقة الصينية في السبعينيات، ومن بيننا لمع الحلنقي رجلاً لبقاً وذكياً يحمل أفكاراً وترك لاحقاً بصمته في الأغنية السودانية شئنا أم أبينا”.
البلوم.. صوت مرفوض بالإذاعة
رفضت لجنة إجازة الأصوات بالإذاعة السودانية إجازة صوتي باعتباره يشبه صوت الفنان محمد وردي عليه رحمة الله، غادرت مبنى الإذاعة ولم أعد في تلك الفترة، واتجهت للتلحين فكانت أغنيات (ست الفريق، والبلوم) وأغنيات عديدة تقترب من الثلاثين أغنية، وبدأت تغزو أغنياتي غرب السودان، فكنت أرى بسعادة أغنيات مثل (ست الفريق)، (شقيش) (ضابط السجن)، وغيرها على ظهر (اللواري) في وديان وقرى كردفان، بعدها بادرت الإذاعة وعبر محمد خوجلي صالحين مديرها في ذلك الوقت بالاتصال بي، فحضرت بعودي إلى وفد الإذاعة الذي يزور الأبيض وقتها.
مع العمالقة
جلست مرة أخرى بين وردي وصالحين، بحضور الفنان العاقب محمد حسن، وبدأت الغناء بـ (الرميات) التي ميزتني عن الآخرين، فمنحتني اللجنة الدرجة الأولى دون المرور بالدرجات الدنيا، وكان ذلك أواخر العام 1973م، شهادة الإجازة كانت بتوقيع صالحين على ورقة (فلسكاب)، ثم من بعد حضرت الإذاعة وتسلمت الشهادة وسجلت عن طريق فرقتي أغنيات مثل (جدي الريل أبو قزيمة، شقيش، ضابط السجن) والعديد من الأغنيات التي يستمع إليها الناس اليوم، كان ذلك في العام 1974م، ثم تجولت بين العديد من الشعراء، مثل عبد الرحمن عوض الكريم، مزمل بدوي في (بالله ماتقول الوداع)، محمد مريخة في أعمال كثيرة فاقت الثلاثين أغنية، محمد حامد آدم في سبعة أعمال، وهو شاعر (ضابط السجن)، ومحمد عبد الرحيم العتب في (جدي الريل أبو قزيمة)، محمد عبد الله أبكر، قاسم عثمان، ثم جاء موخراً السر عثمان الطيب في (سحابة)، وكما ترى فإنني مؤمن بالتنوع لأنه يثري المستمع، ويغني التجربة، أما أن ينحصر الفنان بلون محدد يصيبه بالتكلس، فجأة وجدتني ملحناً لأكثر من 300 أغنية، قمت بتلحينها جميعاً لوحدي، هي جميعها أفكاري الموسيقية، فكيف يمكنك توصيف الفنان إذاً؟
جديد القلب المحب
يسألك الناس عن الجديد دوماً، وبعضهم لم يستمع جيداً للقديم، ومع ذلك فإنني سأقدم للشاعر إسحق الحلنقي نص جديد مطلعه:
لو قلت قلبك مابحب
يبقى فتش ليك قلب يعرف يحب
وللسر عثمان الطيب (سحابة)، والعديد من الرميات الجديدة من تراث منطقة الشايقية استأذنت فيه ورثة هذا التراث، من غناء للفنان صديق أحمد، ولمحمد سعيد دفع الله صاحب (الطيف).
حكاية الرقم 0911407170
أعرف جيداً هناك العديد من الفنانين الشباب يتغنون بأغنياتي في المنتديات والمناسبات، ولا أطلب المستحيل بل أن يجلسوا معي لأستمع إليهم، وقال بعبارات ضاغطة.. من يفعل غير ذلك ويشوه أغنياتي بيني وبينه القضاء، وهذا رقمي لمن يود التغني بأغنياتي 0911407170، وبعدها من يتغنى بغناي دون إذني (اتعبو تعب ما يعلمو إلأ الله).. وأرجو ألا يفهم أنني ضد الشباب، فكلنا مررنا بهذه المرحلة، لكن يجب مراعاة الأدب، وأنا ماعارف لمتين يتغنى الشباب بغناء الغير، فبالرغم من تجاوز بعض زملائك الصحفيين لما قدمته من غناء جديد أمام رئيس الجمهورية بمدينة الأبيض هذا لم يحجب حقيقة أنني قدمت أغنية جديدة بعنوان (حاشاك ياريس)، والتي وجدت تجاوب منقطع النظير، لم هذا التحيّز وسط بعض الصحفيين؟ ولِمَ نقل الحقيقة بشكل جزئي، ولا أدري حتى اللحظة تجاوز من قاموا بتغطية ذلك الحدث تجاهل مشاركتي بمدينة الأبيض؟ أعتقد أن مهمة الصحافة نقل الحقيقة منذ عهد العتبانية، لست مغنياً،، أنا أستاذ ومؤلف موسيقى.
الحب.. عين التعبد
أو ما أسماه عبد الرحمن بـ (التصالح مع الذات)، إذ يرى أنه ليس هناك تناقض بين التعبد والحب، فالفنان هو إنسان عابد لا يتخلى عن ممارسته للفن ليتفرغ للعبادة، بل إن التعبد هو عين الحب.
غياب حافظ عبد الرحمن
أفتقد على المستوى الشخصي والعام الفنان الموسيقار حافظ عبد الرحمن، والذي أعده من أعظم الموسيقيين السودانيين، صحيح أنه قدم العديد من الأعمال خارج السودان في معظم أوروبا وأمريكا وغيرها، لكنه لم يجد بعد المساحة التي يستحقها داخل وطنه، رغم أن نغماته موجوده في معظم أجهزة الهواتف، وأعماله في معظم الأجهزة الإعلامية.
البركل ومهرجان البحر الأحمر للسياحة الثامن
أول من كرّمني في السودان هم أهل بورتسودان في السبعينيات بفرقة موسيقية كاملة، لم أتنكر لكردفان.. وأنا فنان قومي.. وقوميتي لا تنفي كردفانيتي والعكس صحيح
اليوم التالي