المسلمون في الانتخابات البريطانية
كشف استطلاع أجرته مؤسسة (سيرفيشن) لحساب صحيفة ديلي ميرور البريطانية قبل انتخابات السابع من مايو الجاري أن حزب العمال المعارض تقدم على حزب المحافظين، الذي يقوده رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بفارق نقطة مئوية واحدة. ومنح الاستطلاع حزب العمال 34 في المائة من نوايا التصويت، وهي زيادة بلغت خمس نقاط عن الاستطلاع الذي أجرته سيرفيشن الأسبوع الماضي، بينما بقي تأييد المحافظين عند 33 في المائة من الأصوات. وقالت الصحيفة إن التأييد لحزب الاستقلال المناهض للاتحاد الأوروبي، تراجع بواقع نقطتين إلى 16 في المائة بينما تراجع التأييد للديمقراطيين الأحرار، شركاء كاميرون في الائتلاف الحاكم، بواقع نقطة إلى 9 في المائة.
استطلاعات الرأي ليست بالضرورة أن تكون مطابقة في النهاية مع النتائج التي ستنتهي إليها الانتخابات، ولكنها تمنحك مؤشراً إلى أين ستتجه الأمور في النهائية مع وضع الاحتمالات والمفاجآت في الاعتبار.
الانتخابات البريطانية هذا العام ومن خلال الحملات الانتخابية، وكما أشرنا سابقا، اهتمت بقضية الصراع العربي الإسرائيلي، وباتت من أجندة الحملات الانتخابية خصوصا لدى حزب العمال المعارض الذي صرح زعيمه إد ميليبناد بأنه سيدرس الاعتراف بدولة فلسطين في حال فاز في الانتخابات، رغم أنه ينحدر من أصول يهودية، مما أثار جدلا واسعا وسط اللوبي الإسرائيلي في المملكة المتحدة، قضايا الهجرة والأقليات باتت تحتل حيزا كبيرا في الحملات الانتخابية، حيث خلص صحفي بريطاني ومعلق سياسي شهير إلى أن حزب المحافظين الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء ديفيد كاميرون “قد أدار ظهره متعمداً لمسلمي بريطانيا”، مشيرا إلى أن كاميرون وزوجته سامانثا لم يدخرا جهدا خلال الفترة الماضية في التودد إلى الأقليات الدينية في بريطانيا، مهما كانت قليلة العدد، بينما تجاهلا الجالية المسلمة. وقال الكاتب بيتر أوبورن، الذي كان سابقاً كبير المعلقين السياسيين في صحيفة (ديلي تلغراف)، قال في المقال الذي نشره موقع (ميدل ايست آي) البريطاني إن “كاميرون وزوجته زارا معبدا للسيخ قبل أسبوعين، وتودد كاميرون إلى الناخبين الهنود من خلال أغنية باللغة الهندية أعدت خصيصا للحملة الانتخابية، كما يحتوي العدد الأخير من صحيفة (ذي جويش كرونيكل) التي تمثل الجالية اليهودية في بريطانيا مقابلة مطولة مع رئيس الوزراء، يدافع فيها بقوة عن غزو بنيامين نتنياهو لقطاع غزة خلال الصيف الماضي”.
وفى سياق التنافس الانتخابي سعى حزب العمال في المقابل إلى التودد للجاليات المسلمة في بريطانيا من خلال إعلان زعيمه ميليباند بأن الإسلاموفوبيا جريمة مشددة في القانون البريطاني في حال فوز حزب العمال.
ويعد المسلمون كتلة انتخابية لا يستهان بها نحو 4%من سكان بريطانيا، لذلك يسعى كل طرف إلى التودد لهم.