دردشة مع أشهر زعماء أنصار السنة: شيخهم قال لي..يا كلب يا إبن الكلب
نعيد اليوم نشر حوار أجريناه قبل عدة أعوام من الآن عبر دردشة غير مسبوقة مع أشهر زعماء أنصار السنة المرحوم شيخ أبو زيد محمد حمزة وكنا نعمل في صحيفة (آخر لحظة) حينما كان يرأس تحريرها الأستاذ مصطفى أبو العزائم.. وأشار إليه شيخ أبو زيد في الحوار بجانب إجاباته الأخرى عن الفن والرياضة وغيرها.
في دردشة غير مسبوقة التقت (آخر لحظة) بالشيخ أبو زيد محمد حمزة أشهر زعماء أنصار السنة المحمدية بالسودان.. وتحدث فيها عن الجانب الآخر في حياته وذكر عدداً من الطرائف التي مرت به خلال مسيرته التعليمية والعملية.. كما تطرق بالحديث إلى الكثير من المظاهر السلبية في المجتمع، ولم يخلُ حديثه من سخرية، وضحك كثيراً على مسمى حدائق (حبيبي مفلس) لعدم وجود (البيرقر) فيها.. والكثير غير ذلك.. فإلى حديث شيخ أبو زيد محمد حمزة:
* الشيخ أبو زيد صورة عن قرب (الميلاد والنشأة والتعليم)؟
– الشيخ أبو زيد محمد حمزة محمد عبد الله، من مواليد عام 1925م بقرية (اشكيتش) شمال حلفا بالقرب من الحدود المصرية، نشأت وترعرعت ودرست فيها الخلوة، وكنت أعمل (مراسلة) في دكان لمساعدة أسرتي.. وفي عام 1936م إنتقلت إلى منطقة (دبيره) لدراسة المرحلة الوسطى، ومن ثم سافرت مع والدي للإسكندرية التي تلقيت فيها دراسات في القرآن الكريم، وفي عام 1942م إنتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة والتحقت بالأزهر الشريف أيام الحرب العالمية الثانية.
* هل لك ذكريات بالإسكندرية في فترة الحرب العالمية الثانية؟
– ضحك كثيراً ثم قال: في الإسكندرية كنت أجلس مع والدي في إحدى القهاوي الخاصة بالسودانيين وكنت وقتها ألبس الطربوش، فجاء إثنان من عساكر الإنجليز وضربني أحدهم بدبشق البندقية فكسر الطربوش في رأسي وذهب، فقلت بصوت منخفض (إبن الكلب ده ضاربني كده ليه)، فسمعا ما قلته وعادا مرة أخرى باتجاهي، فأخذت الكرسي الذي أجلس عليه وضربتهما به حتى سقطا أرضاً، وهربت من أمامهما، فطارداني ولم يلحقا بي، فعادا إلى القهوة مرة أخرى وأغلقاها وحبسا صاحبها، وبعد فترة جئت مع والدي للقهوة فقال صاحبها لوالدي: (إنت وإبنك ده تاني ما أشوفكم في القهوة دي).
* كيف ومتى كان إنضمامك لجماعة أنصار السنة المحمدية؟
– في عام 1942م إنتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة والتحقت بالأزهر الشريف أتلقى دراستي فيه في الفترة الصباحية، وفي المساء كنت أجلس في قهوة للسودانيين يرتادها عدد من جماعة أنصار السنة، وكنت أستمع لهم وأعجبت بكلامهم وأصبحت أحرص على الإستماع لهم في معهد أنصار السنة المحمدية بعابدين.. وفي كل الدروس بالأزهر الشريف على يد الشيخ عبد ربه أمين مكتبة الأزهر وقتها وهو شيخ طريقة صوفية، كان يفتتح محاضرته بسب ولعن شيخ أنصار السنة ويصفه بالجاحد، فرفعت يدي وسألته: لماذا تشتم شيخ أنصار السنة الذي لا يوجه لك أي إساءة.؟ فرد عليّ بعنف وتعدى عليَّ بالضرب عدد من معاونيه بالكفوف حتى هربت منهم، فسمع جماعة أنصار السنة ما حدث لي فقرروا أن يذهبوا ويضربوا شيخ عبد ربه داخل الأزهر رغم أنني حديث تجربة معهم ولا يعرفونني، فذهبت معهم ودارت مشاجرة كبيرة جداً بيننا وكانت أكبر مشاجرة شهدها الأزهر الشريف منذ قيامه وحتى الآن، وتم القبض علينا كلنا من قبل الشرطة وأدخلنا السجن وأطلق سراحنا بعد ذلك، وحدث صلح بين شيخ أنصار السنة وشيخ الأزهر، وتم على أثرها إيقاف شيخ عبد ربه من التدريس بالأزهر.. وبعد ذلك واصلت دراستي في معهد جماعة أنصار السنة لأنني لم أجد أي جهة أفضل منهم، وبعد التخرج عملت داعية في مناطق القاهرة مع عدد من الشيوخ.
* أطرف المواقف التي واجهتك في بداية عملك بالدعوة؟
– في إحدى المرات قرر الشيخ أن أصعد وأخطب في الناس يوم صلاة الجمعة فقلت له: لا أستطيع، ولكنه أصر على ذلك، فصعدت إلى المنبر وكنت وقتها أحفظ الخطب، فتسرب مني ما أحفظه وأصبحت (ألصق) الخطبة من عدة أماكن، فلم يحس المصلون بذلك سوى الشيخ، وبعد الخطبة نصحني بأن لا أحفظ الخطب مرة أخرى وإنما أحفظ المعلومات والأحاديث حتى لا ينقطع مني الحديث، وإستفدت كثيراً من هذه النصيحة.. وعندما مات شيخي لم أستطع البقاء في القاهرة وعدت للسودان عام 1961م.
* بدايات العمل بالدعوة في السودان.. كيف كانت؟
– عندما عدت للسودان بدأت أعمل بالدعوة في منطقة شمال حلفا، والتف حولي مجموعة من الشباب والنساء، وأذكر وقتها أن النساء أطلقن إسمى على أحد الثياب وسموه (ثوب أبو زيد)، فأرسل لي قاضي قضاة السودان في فترة حكم الرئيس الراحل إبراهيم عبود مبلغ قدره (13) جنيهاً وقال لي: (هذه هي ماهيتك فقد تم تعيينك داعية في منطقتك).. وبعد ذلك تركت العمل بسبب عدد من الخلافات وانتقلت إلى الخرطوم عام 1964م ونزلت في قهوة حلفا بالخرطوم ثلاثة، فسمع قاضي القضاة بأنني جئت إلى الخرطوم فأرسل لي الشيخ حسن طنون وعندما قابلته ذهب بي للعمل في مسجد أم درمان الحالي بالثورة الحارة الأولى الذي بناه المرحوم الضو حجوج وحضرت افتتاحه.
* يقال.. إن شيخ أبو زيد خلق عدداً من العداوات مع بعض مشايخ الطرق الأخرى؟
– هذا كلام غير صحيح.. ليست لديّ أي عداوة مع المشايخ أو أولياء الله الصالحين، ولكنني أقول دائماً إن من يرزق الأبناء والمال ومن يشفي المريض هو الله تعالى وليس المشايخ أو الأولياء كما يعتقد الكثيرون، وتعرضت لعدد من المشاكل وقتها.
* أبرز وأطرف المشاكل التي واجهتك وقتها؟
– إقتحم المسجد خمسة أشخاص بالعكاكيز وأصبحوا يتحدثون معي بصوت عالٍ، فقام أبنائي بالمسجد بتقييدهم وإقتيادهم إلى قسم شرطة أم درمان شمال، فذهبت لقسم الشرطة لأعفو عنهم، فقابلني شيخهم وقال لي: أنت أبو زيد، فقلت: نعم، فأخرج إسبرين من جيبه وقال لي: يا كلب يا إبن الكلب، الإسبرين ده بينفع ويضر عملنا ده لا ينفع ولا يضر، فقلت له: أولادك ديل أفضل منك.
* ملاحظاتك على شباب اليوم من الجنسين، التعليم، الأزياء، الحلاقة، أو أي سلوكيات أخرى؟
– أولاً أنا أطالب بفصل الطلاب عن الطالبات في جميع الجامعات، وذلك لأنني كلما أذهب لإلقاء ندوة في هذه الجامعات أشاهد أشكال الطلاب في لبسهم وتربية شعر رأسهم (السبسبة) والسلاسل التي يرتدونها، فسألت نفسي ماذا تركوا للبنات، وفي كل شجرة وقاعة وكافتيريا تجد
تحتها ولد وبنت.. وأيضاً حدائق (حبيبي مفلس) كل شجرة بها ولد وبنت، ماذا يقولون، فهي فعلاً حدائق (حبيبي مفلس) لأنها لا توجد بها مشروبات باردة ولا سندوتشات بيرقر.. ونتج عن كل ذلك الزواج العرفي وامتلأت دار المايقوما بالأطفال مجهولي الأبو ين، وعلاج هذه
المشكلة يبدأ بتسهيل وتبسيط الزواج حتى لا يتجه الشباب للأفعال المحرمة التي تتصاعد يوماً بعد يوم.
* مساهماتك الإجتماعية؟
– أوجه المجتمع وأساعد الحكومات، وأتذكر في أيام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري قمت بتحويل قبر القبة لأحد الشيوخ من مكانه القديم بقصر الشباب والأطفال حالياً لإكمال بنائه، وكانت هناك أحاديث تدور بأنه إذا تم تحويل القبر فسوف يسقط كوبري أم درمان، فقمت
بتحويله لإصرار المهندس الكوري على تحويله من مكانه، ولم يسقط الكوبري حتى الآن.
* الإذاعات والقنوات الفضائية السودانية والخارجية.. ما هي ملاحظاتك عليها وما هو تقييمك لها؟
– كل هذه القنوات والإذاعات نعمة من عند الله تعالى لو إستغلت بالصورة الصحيحة وأحسن إستعمالها، فكل هذه الفضائيات حلال وسوء إستعمالها أدى إلى تحريمها، وهي تحتاج إلى توجيه لأن برامجها كلها غناء ورقص وهي لا تؤدي إلى خير ولا يوجد بها شيء مفيد وكلها مسخرة لا لزوم لها.
* أكثر القنوات التي تشاهدها والإذاعة التي تستمع إليها؟
– أتابع الأخبار على قناة الجزيرة وأتابع إذاعة لندن بصورة راتبة.
* هل تطالع الصحف يومياً.. وما هو رأيك فيها؟
– الصحافة السودانية ممتازة إن كانت صادقة في كتاباتها ومبتعدة عن الترويج للفساد والمفاسد، وتؤدي دورها بالصورة المطلوبة في خدمة قضايا الوطن المختلفة، فتأثير الصحافي أكثر من تأثير إمام الجامع لأن صوته يصل لكل السودان، وأستمتع بقراءة صحيفة (آخر لحظة) وصحف أخرى للمهنية العالية فيها، ونقدها الجيد والمميز وتربطني علاقات طيبة بالأستاذ مصطفى أبو العزائم.
* علاقتك مع الرياضة.. هل سبق أن مارست الرياضة في الصغر؟
– كنت أمارس السباحة وألعب شدت وشليل، وأنا هلالابي وكان صديقي كابتن الهلال (كندورة).
* هوايات محببة لشيخ أبو زيد يحرص عليها؟
– أهوى القراءة.
* هناك وجبة أو وجبات مفضلة لدى الكثيرين يحبون تناولها دون الأخرى؟
– أنا لا أكثر في الطعام وأتناول كل ما أجده في المنزل من قراصة ومديدة بالسمن واللبن وأحبها جداً، ولا أتناول اللحوم نهائياً لأسباب صحية وذكريات مؤلمة معها جعلتني أتقزز منها.
* أجمل المدن داخل وخارج السودان؟
– أجمل مدينة هي أم درمان.
– وخارجياً الإسكندرية التي عشت فيها أيام الصبا.
هذا ما جاء عن هذا الصحفي وسوف أفيدكم بإذن الله بالجديد المفيد وبخطبه ومحاضراته في القريب العاجل لأنني حضرت معه الكثير من الخطب والمحاضرات القيّمة فهو أسد في التوحيد والوقوف في وجه أهل الباطل والشرك وهو الزعيم الأكبر لجماعة أنصار السنة بعد الشيخ محمد هاشم الهدية رحمه الله تعالى بس أدعو لي بالتوفيق
اخر لحظة
الأحد, 17 يناير 2010
حاوره: عبد الرحمن جبر